“وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله”، تيمنا بهذه الاية الكريمة، اتخذ المواطن سعد ابو راس من مدينة الطيبة، مسارا، للتقرب الى الله في هذه الايام الفضيلة، ولينام ناعما بالرضى النفسي، اذ يقتطع من ربحه ومن رزقه لتقديم بعض العون الى الذين يأملون بفرج الله، ويفتتح زاوية مجانية في مصلحته لبيع الملابس، للايتام والفقراء مع اقتراب عيد الفطر السعيد.
في خطوة انسانية نادرة من نوعها، سعد ابو راس من مدينة الطيبة يبلغ من العمر 25 عام، وهو صاحب محل متواضع لبيع الملابس للاطفال والرجال في مدينة الطيبة، قرر فتح زاوية مجانية في مصلحته التجارية، للايتام وذوي الدخل المحدود، قبيل حلول عيد الفطر المبارك، ذلك نظرا للوضع الاقتصادي السيء الذي يسود مدينة الطيبة في الاونة الاخيرة، فهنالك عشرات من الاطفال بل مئات تحت خط الفقر لا يملكون كسرة خبز ولا كسوة عيد، على اثر ذلك ومن المنطلق الانساني والديني قرر سعد ان يمد يد الخير لاولئك الذين لا يملكون القدرة على شراء ابسط المستلزمات للعيد.
لم اكن اتخيل للحظة ان في مدينة الطيبة هنالك فقر كهذا
وفي حدث مراسلنا مع الشاب سعد قال:” املك هذه المصلحة منذ سنين وهي مصدر رزق بالنسبة لي، وغالبا ما كنت اساعد الاطفال واسهل عليهم وعلى والديهم من ناحية تخفيض الاسعار لتتلاءم مع امكانياتهم، يوجد لدي ملابس للاطفال والرجال باسعار متواضعة تتلائم مع اي جيب، لكن فكرة ان اخصص زاوية مجانية للاطفال الايتام نبعت لدي في الشهر الاخير عندما اتاني طفل يبلغ من العمر حوال 9 اعوام، ودخل المحل ليشتري غرضا ولم يملك حينها الا قليل من المال، لكني اعطيته ما اراد ودفع ما بوسعه لكن كانت ملامح هذا الطفل تدل على علامات بؤس ما وكأن شيء يضايقه، حينها احترت عن من يكون هذا الطفل ووجدت انه من بيت فقير جدا ووضعه الاقتصادي صعب جدا، ومن هنا نبعت هذه الفكرة، انا اساعد وساساعد بقدر المستطاع، واقول لكل قادر على مد يد العون للفقراء في البلد الا يتردد فهنالك الكثير من الاطفال في الطيبة تحت خط الفقر ومن الواجب مساعدتهم فهذا ما اوصانا به الله ورسوله.
واضاف:” قد تستغربون الاعداد لكنها واقعية لم اكن اتخيل في لحظة ان في مدينة الطيبة هنالك فقر كهذا، وانا ارى صراحة ان هنالك الكثير من اهل الخير الذين يساعدون هؤلاء الاطفال لكن هذا لا يكفي، وايضا اقول للاهالي بمناسبة العيد ان الا يسرفوا ويبذروا وان يشتروا ما يحتاجون فغيرهم لا يملك خمس ما يملكون!”.