التعليم التكنولوجي الحديث، الذي يثر الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة لدى بعض من أولياء أمور الطلاب الذين سيتعلم ابناؤهم ضمن جهاز محوسب تكنولوجي “تابلت” بدلا من الكتاب. اذ ان هنالك من أيد الفكرة كونها تتماشى مع نمط الحياة الحديثة، وأيضا لإيجابيات عديدة لا يمنحها الكتاب “بالأخص تكنولوجيا”، وهنالك من رفضها أيضا تخوفا من عدم اكتساب المادة وفهمها مثل الكتاب الذي تعود عليه الطالب منذ سنين، والمخاوف المستقبلية هي بأن يكون “التابلت” بديل الكتاب في الأجيال الصغيرة لدى صفوف الاوائل.
يوجد في مدرسة “النجاح” و”السلام” الاعداديتين، صفان محوسبان، التعليم كله يكون من خلال الحاسوب، في كلية “عمال- يوسف شاهين” سيدخل مشروع “التابلت” لأول مرة في المدرسة لصفين من نخبة العواشر.
والجدير ذكره حتى الان لم تستعمل أي مدرسة في المثلث هذه التقنية وستكون كلية “عمال – يوسف شاهين” بإدارة المربي عدنان عازم هي الوحيدة في المنطقة، وفي حال نجح المشروع هذه السنة سوف يتم توسيع المشروع ليضم اكثر من الصفوف حتى جميع صفوف المدرسة.
التكنولوجيا تتطور يوما بعد يوم، وتذهلنا الشركات الصانعة من التقنيات التي تصنعها، وفي كل فترة قصيرة يتم تصنيع جهاز جديد يحوي تقنيات جديدة ومتطورة، حتى وصل بنا الامر بعدم الاستغناء عن جهازنا الخاص واستخدامه في أوقات العمل والاستراحة والافراح والعزاء وفي أي مكان اصبح جزء لا يتجزأ من متطلبات الحياة حتى وصل به ان يكون بديلا للكتاب في العلم والمعرفة.
وتجدر الإشارة ايضا الى ان السعر الذي سينفقه الطلاب على الكتاب المحوسب “التابلت” هو نفس السعر الذي سينفقه عند شراء مجموعة الكتب على مدار ثلاثة سنين.
في هذا التقرير سنبين إيجابياته في سلك التعليم وسلبياته في ظل الاستغناء عن الكتاب.
زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة والمدرسة عن طريق التابلت، وذلك من خلال سهولة الاتصال ما بين هذه الأطراف في عدة اتجاهات مثل مجالس النقاش، البريد الإلكتروني ، غرف الحوار . ويرى الباحثون أن هذه الأشياء تزيد وتحفز الطلاب على المشاركة والتفاعل مع المواضيع المطروحة .
سهولة الوصول إلى المعلم : ستتيح تقنية التابلت في التعليم الإلكتروني سهولة كبيرة في الحصول على المعلم والوصول إليه في أسرع وقت ذلك خارج أوقات العمل الرسمية ، لأن المتدرب أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكتروني، وهذه الميزة مفيدة وملائمة للمعلم أكثر بدلا من أن يظل مقيداً على مكتبه. وتكون أكثر فائدة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمني للمعلم ، أو عند وجود استفسار في أي وقت لا يحتمل التأجيل
المساعدة الإضافية على التكرار : هذه ميزة إضافية بالنسبة للذين يتعلمون بالطريقة العملية فهؤلاء الذين يقومون بالتعليم عن طريق التدريب , إذا أرادوا أن يعبروا عن أفكارهم فإنهم يضعوها في جمل معينة مما يعني أنهم أعادوا تكرار المعلومات التي تدربوا عليها وذلك كما يفعل الطلاب عندما يستعدون لامتحان معين
توفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع (24 ساعة في اليوم 7أيام في الأسبوع ) : هذه الميزة مفيدة للأشخاص المزاجيين أو الذين يرغبون التعليم في وقت معين ، وذلك لأن بعضهم يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً ، كذلك للذين يتحملون أعباء ومسئوليات شخصية ، فهذه الميزة تتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبهم
التوفير المادي وقليل الحمل : سيوفر التعليم الالكتروني عدم اصطحاب شنطة معبئة بالكتب والأدوات القرطاسية يزن وزنها نحو 4 كيلو قد تسبب في اذى للطالب عند حملها لمسافة طويلة وخاصة اذا كان الطالب ذو جسم ضعيف. إضافة الى التوفير المادي، اذ يفرق الكتاب عن التابلت انه لا يمكنه ان يتعطل مثل الكتاب وعليه كفالة.
وفي نفس السياق عقبت المربية مها حاج يحيى عن سلبيات عدم استخدام الكتاب ” التقليدي” في التعليم المنهجي قالت:” هي طريقة جديدة من وزارة المعارف في استثمار هذه الالية الجديدة التي أصبحت طاغية على عقول أبنائنا وقلوبهم، لكن دعونا نركز على نقطة مهمة جدا والتي لطالما رمزت عليها في السابق هي ان الطفل في السنوات الأولى من حياته لها اثر بالغ في بداية تشكيل لغته واكتساب المهارات والانماط اللغوية على نحو سليم ومعافى، والطريقة هذه لا تكتسب الا عن طريق القراءة وهي تعلم القراءة السليمة.
ادخال هذه التقنية الى المدارس هو امر مبكر ويجب دراسته اكثر
واضافات:” اذا كان التعليم التكنولوجي من السنوات الأولى من حياة الطفل من جيل عام الى 12 عام هذا ليس بجيد، خاصة ان التعلم وحب القراءة يبدا من جيل سنتين وتعلم مهارات القراءة واكتساب اللغة ،واللغة تكتسب من جيل التعليم الالزامي. فبحسب رايي ان ادخال هذه التقنية الى المدارس هو امر مبكر ويجب دراسته اكثر، اذ وجب علينا ان نكرس جل اهتمامنا بالاعتماد على الطفل ونحن بحاجة ماسة الى تجذير وغرس ثقافة القراءة وحب الكتاب واقناعه بذلك.
واكملت:” حتى نتخطى عبور مرحلة تذويت الطالب بثقافة حب القراءة والكتاب بنجاح وضميرنا مرتاح، يمكننا بذلك ادخال هذه الالة كوسيلة تعليمية ممتعة وجميلة طالما اكسبناه تلك العادة وغرسنا به قيم تربوية ثقافية كحب القراءة والكتاب”.
واختتمت حديثها:” أي نعم ان التكنولوجيا ليست المسؤول المباشر والأول على عزوفنا عن القراءة وحب الكتاب، هنالك الكثير من الأسباب التي تبدأ من المدرسة منذ الصغر، وهي عدم غرس هذه العادة في نفوس الطلاب من جيل صغير، وقلة توجيه المدرسين نحو القراءة، وعدم ادراك فوائد القراءة وثمرتها في رفع المستوى التعليمي والثقافي لدي الطالب واكسابه الكثير من الأشياء التي قد تساعده في حياته المستقبلية فكلما قرأت اكثر كلما عليت اكثر، وفي النهاية يجب ان نجعل الطالب مشاركا وليس متلقيا. من سلبياته ايضا ان هذه الأجهزة المتطورة تطلق اكثر اشعاع مما يعرض الطالب الى الظهور امام الاشعة اكثر زمنا”.