“السياسة برغماتية، منع حربهم أفضل من سلامهم” بقلم فالح حبيب

حزبٌ متلون متذبذب بين هذا وذاك يُوزع الشهادات… أين أنتم من مصادرة الاراضي؟ أين وقفاتكم الاحتجاجية في كل ما يتعلق بسياسة هدم المنازل؟ موقفكم من قوانين عدة، خرجتم وتباهيتم بها، ولا أريد العودة إلى تاريخكم وأمجاد حزبكم ومعسكركم التي بها تتغنون ولا زلتم!!!

ما الضير أن يُحَصِّل النواب العرب حقوقنا، كتزويد المخصصات والميزانيات لسلطاتنا المحلية ومنع هدم البيوت وغيرها، ضمن الإمكانيات المتاحة، لطالما كان اسم اللعبة في حكومة ضيقة “ابتزاز”، يا أخي، ليكن، لطالما كان في سبيل الصالح العام، هناك من يُسميه ابتزاز، كل يغني على ليلاه ويُجنده لحاجة “مبيتة” في نفسه، وهناك من يُسميه تحصيل حقوق بالطريقة التي لا تفهم غيرها الحكومة.

“أبو علي الوهمي”

ولكن الحقيقة!!! التي غابت عن كثيرين، هي أن الحكومة ومن يقف على رأسها تعمدا تسريب المعلومات وقبلها صورة النواب العرب مع نتنياهو يتبادلون الابتسامات الاضطرارية، من باب أداب الزمالة، والضحكات، لتمهد الطريق وتزرع في نفوس بعض “المصروعين” و”كأن” القائمة العربية ستدعم مخطط أو صفقة الغاز، لكي تُحبط المعارضة، لتشل حركتها وتُعطّل جهودها لتجلس تندب حظها قائلة: “لن يكون لنا أغلبية في المعارضة لإسقاطه” وبالتالي زرع الخلاف في المعارضة، ما يُعرف “بدحر الحرب خارج حدود بلادك” من جهة، ومن جهة أخرى استخدمتهم “فزاعة” لتدب الرعب في فرائص  ليبرمان “مصروع العرب” وحزبه وغيره، فكيف له قبول أن يتمتع العرب بميزانيات ومنع سياسة الهدم وغاز وغيرها؟!!!، فسحب نفسه (“سل نفسه”) وسافر حتى يتغيّب عن التصويت، وإن صرح أن حزبه يرى بالصفقة البديل الافضل للسيء! ليبرمان كليبرمان متذبذب بين هذا وذاك. أما القائمة المشتركة، فحتى تبدو مؤثرة، صمتت لم تنفِ أو تأكد، فهي الاخرى لعبت دور “أبو علي” في مسرحية أخرجها “بيبي”، إلا إذا، حقا، كان هناك صفقة “ديل”. على كل، حتى إن كان هناك صفقة، وما الضير في ذلك؟!!، إلى متى سنبقى نخجل من تحصيل حقوقنا بالطريقة التي فقط يفهموها؟!!! والمراوغة ما بين الوطن والوطنية والمواطنة هي عنواننا، الوطنية الحقيقة هي أن تحافظ على الثوابت الوطنية، حفظ الكرامة لناخبك وابن وطنك وتحصيل حقوقه و و و و و و و و لكي يبقى صلبا صنديدا يتعايش مع واقع، حاليا، مفروض عليه، وإياك والقول أن هذه المعادلة صعبة، أمران لا يمكن التوفيق بينهما. “مش كل صفقة سلبية، مسكين هالمصطلح لمجرد التلفظ به المفهوم السلبي واسقاطاته تشتغل شغلها”

رغم أن لي الكثيييييير من الانتقادات على بعض أو حتى غالبية أعضائنا النواب العرب وبهذا الصدد الحديث يطول، إلا أن تواجدهم في البرلمان لمنع حربهم أفضل بكثير من سلامهم، لطالما قرروا الجلوس تحت قبة البرلمان، فالتنظير بالأدب على النواب العرب من قبل متلون ما هو، إلا تنظير، فالقضية ليست قضية إلقاء تحية وسلام، بل فضح وجوه بعض “الفوقويين” الذين يتعاملون مع أقلية هي الاصل باستعلاء.

السياسة في واقع مركب برغماتية، وإذا اردت إنجاح مشروع أو مخطط انتقد وأستفز القائمين عليه!! تفكير خارج الصندوق.

Exit mobile version