على غرار كل ليلة عيد ،اهالي مدينة الطيبة يستقبلون عيدهم على انقاض معارك التفحيط والتجمهر الذي يسفر عنه شجارات وعنف باشكال مختلفة منها حوادث السير والطعن او اطلاق الرصاص، حيث تشهد منطقة البنوك عشية كل عيد الوانا من العربدة ترهب مجتمعا اذ تبشر بان المجتمع الطيباوي مهما بلغ ابناؤه من الاخلاق والعلم هنالك مجموعة موازية تشوه صورته!.
قد يستغرب البعض انها ليلة عيد! اثر كم الحوادث المتنوع الذي حصل ليلة امس، ليلة العيد التي انعم بها الخالق على خلقه، لتعم الفرحة والبهجة والسرور، الا ان بعض شباب الطيبة ابى بان تسجل مجرد ليلة عيد، انما ليلة عيد حافلة بحوادث الطرق والاعتداء والمضايقة والقيادة المتهورة، ذلك على مرأى البعض!، ومع سكوت الكل!، اذ سُجلت عشرات من الحوادث في غضون 12 ساعة او اقل، من طعن واعتداءات وحوادث طرق ودهس، ناهيك عن اطلاق النار في الهواء واعمال العربدة في الشوارع والتفحيط بالسيارات منتهكين حرمة العيد غير مبالين بمسن او امراة او طفل.
عمل طواقم مركزي “الرازي” و”التميم” الطبيين في مدينة الطيبة من مضمضين واطباء وسائقي الاسعافليلة امس، على قدم وساق ولم تسهو اعينهم للحظة من اجل رعاية اهل الطيبة. اذ سُجل في هذه الليلة اربعة حوادث اعتداء، ثلاثة منها اصابات بين طفيفة ومتوسطة من آلة حادة، واخرى اعتداء واصابة شاب في راسه بجروح طفيفة.
كذلك اكثر من 15 حادث طرق في نفس اليلة اخطرها كان على مفرق الطيرة الطيبة حيث اصيب خمسة شباب بجروح بين متوسطة وطفيفة، وفي حادث اخر دهست طفلة تبلغ من العمر 13 عام على شارع كلية “يوسف شاهين”، نتيجة لذلك اصيبت بجروح بين متوسطة وخطيرة نقلت على اثرها الى مستشفى مئير لتلقي العلاج.
وفي حادثة اخرى اصيب طفل بيده يبلغ من العمر 11 عاما بجروح عندما اخترقت يده رصاصة طائشة واستقرت بها ما احوجته الى عملية جراحية لاستخلاص الرصاصة من داخل يده وبلطف من الله لم تحدث كارثة، اضافة الى العديد من حوادث الطرق التي سجل والتي لم تسجل..
تفحيط بالسيارات وشباب ثمل
شهدت منطقة” البنوك” كعادتها منذ سنين، كانها ساحة حرب اهلية، شباب او من الممكن تسميتهم “اطفال” اعمارهم لا تتراوح بين الـ10 والـ 20 عاما يتواجدون في الشارع دون رقيب ولا حسيب في ساعات متاخرة ما بعد الصباح.
تفخيط بالسيارة، شباب ثمل، واطلاق نار. ازعاج الجيران والعابرين السبيل ومضايقة السكان، هكذا كانت منطقة البنوك كعادتها يتجمهر الشباب “في سن المدرسة” ينتظرون تلك السيارة التي يقودها “البطل” بنظرهم، لتفحط في الطريق وتضايق كل من حوله منتهكتا حرمة الشارع وحرمة العيد، يصفقون يفرحون ويبتسمون وبلطف من الله لم تدعسهم تلك السيارة التي صفقوا لها.
اين الاهالي
في حديث لاحد الجيران في منطقة “البنوك” قال:” لقد سئمنا من الوضع لم نعد نتحمل اكثر، في هذه اليلة قررنا مهاجرة البيت، لانه لا يمكننا الخروج والدخول من البيت بشكل طبيعي مما يشكل خطرا على حياتنا وعلى اولادنا المارين من هناك سواء بالسيارة او على الارجل، لم نبق اي وسيلة لم نتخذها سواء بالتوجه للبلدية او الشرطة او بعض الجمعيات، لكن لا شيء تغير ويبدو ان المشكلة اعمق من هذا بكثير، لكنني اذهل عندما اتذكر المنظر الموجود هناك، اطفال في سن المدرسة الابتدائية يتواجدون في الشارع بدون ولي امرهم يفعلون ما يفعلون، وكأن هنالك نادي ثقافي يؤتمن ارسال الاولاد اليه، كيف لاب او ام ان يبقي ابنه او ابنته في الشارع حتى ساعات الصباح وتتجول في الشوارع وحوش بشرية لا تبالي احد، ما لمسته ايضا ان هنالك تصعيد متدني وهو تواجد صبايا في سن المدرسة يصفقن بين عشرات من الشباب.
تعقيب الشرطة:
ومن جانبها ردت الشرطة على توجه مراسلنا بما يلي:” لم يبلغ عن اي حالة طارئة والشرطة عملت على البلاغات التي تلقتها وعالجتها بالاضافة عملت شرطة السير في محطة “كدم”ا الطيبة بالحد من ظاهرة السرعة الفائقة وقد تم توقيف خمسة سيارات بقيادة متهورة وفوق المسموح وتم معالجتها”.
كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ) . إذا كنت من الناس الذين ينظرون، يراقبون، يلاحظون، يتأملون، فمن أوسع أنواع التواصي بالحق: أن يطبق الإسلام في بلد مسلم، أن تقيمه في بيتك، وأن تقيمه في عملك وفي تربيتك وفي الشارع. فكيف لامة ان ترتقي بعيدا عن شرع الله، ايها الوالي لقد وكلت في اولادك وانت إمام لهم وانت مسؤول عنهم وستسأل عنهم يوم القيامة “وقفوهم انهم مسؤولون”، ان لم تستطع تربيتهم تربية صالحة على الاقل كف شرهم عن الناس والحرمات…