الجمعيات الخيرية غطاء المحتاج في الطيبة .. أطنان من اللحوم في عيد الاضحى

“في ذلك فليتنافس المتنافسون”، ان العالم بأسره مهما  ملأهه الظلم والظلام، تبقى هنالك نافذة حتى وإن كانت صغيرة  تشع نورا على خلق الله… تغدق عليهم بالفرحة وترسم البسمة على وجوههم من قبل اهل الخير الذين عاهدوا الله، ولم ينسوا الامانة التي وكلوا بها من الله وهي كفالة اليتيم واطعام مسكين والانفاق في المال والطعام في سبيل الله على كل محتاج سواء عجوز مسن او طفل فقير رجل او امرأة مسلم او غير مسلم.

في مدينة الطيبة، هنالك الكثير من الشموع التي تضفي نورا وسط كل امواج الظلام التي اجتاحتها من سنين، أبت ان تنطفئ لتنير على بعض من الناس من خيرات الله، ومهما كانت حالة البلد في المنظور السلبي ، فلا بد من وجود أناس لهم قلوب حية يهتمون ويشعرون بمعاناة الآخرين.

الحياة السريعة التي نعيشها في ظل انعدام وقت الفراغ حتى اصبح جميعنا يدور حول نفسه لا يملك ثانية لنفسه تحت مسمى صراع الحياة ونمطها الجديد.

ان العمل التطوعي هو عمل إنساني يعتنقه الكثير، سواء المتدين او غير المتدين، وهو منظمة “ يقوم به عدد من المتطوعين فيها رجالا كانوا او نساء هدفهم خدمة ومساعدة المحتاجين والفقراء سواء كانوا داخل البلاد او خارجها بمد يد العون لهم والمساعدة .

هنالك الكثير من الجمعيات التطوعية في الطيبة تعمل على قدم وساق، تفرض احترامها بعملها وتحنى لها الهامات، والتي بدورها  أخذت على عاتقهت سد الفجوات والثغرات التي يعاني منها المحتاجين والفقراء في مدينة الطيبة انطلاقا من قول الله عز وجل ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) ((وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) وعملت على تقليص الفجوة بين المجتمع والسلطة من دعم مادي ومعنوي وتربوي تعليمي ومهني، في هذا التقرير سنخصص للجمعيات التي خصصت وقتا على حساب وقتها الخاص، عشية يوم العيد وايام العيد والتي كان فيها غالبية الناس يمتعون في نعيمه، ومن اجل اسعاد اناس اخرين خرجوا هؤلاء، ذلك عن طريق توزيع مبالغ مالية او مستلزمات ولحوم وطرود غذائية مشّبعة.

كان يوم عيد الاضحى في مدينة الطيبة، يعج بالذبائح والاضاحي التي من شأنها ان توزع على الفقراء والمحتاجين في المدينة، حيث عملت ثلاث جمعيات بشكل مكثف، الحركة الاسلامية (لجنة الاغاثة) الجمعية المحمدية (جمعية عطاء) وجمعية “جنان للخير والصدقات” (مشروع تكافل)، جمعت الثلاث جمعيات لوحدها في الطيبة 10.900 طن من اللحوم “خروف” “وعجل” من تبرعات اهل الخير في المدينة، ووزعت كلها على المحتاجين من خلال ايام العيد وقسم اخر من خلال الشهرين المقبلين.

الجمعية المحمدية “جمعية عطاء”

جمعية “عطاء” لدعم المحتاجين في الطيبة التابعة للجمعية “المحمدية”، التي تضم عدة مشاريع خيرية منها عطاء للمريض وعطاء البيت الدافيء وعطاء للبيوت المستورة ، ومشروع كفالة اليتيم ومشروع الاضاحي السنوي.  للسنة الخامسة على التوالي ، أنهى الأخوة المشرفون على جمعية عطاء لدعم المحتاجين في الطيبة مشروعهم السنوي للأضاحي ، حيث تم بفضل الله ذبح 11 عجلا و26 خروفا وتقديم لحوم الأضاحي مباشرة إلى البيوت المحتاجة وتوزيع قسم منها على المتبرعين المضحين ، وقسم اخر سيتم توزيعه من خلال الطرود الغذائية الاسبوعية التي ترعاها الجمعية من خلال مشروع عطاء للبيوت المستورة .

في العيد الاخير، كان عدد المضحين 83 مضحيا، وقد قام ابناء الجمعية بذبح 26 خروفا و11 عجلا والاعداد تتزايد سنة عن سنة بأعداد رهيبة، غير انه وقت الذبح قاموا باستقبال المزيد من الخراف والعجول من الناس الذين رأوا وقت الذبح فأقدموا بكرمهم وقاموا بالتضحية مباشرة دون تنسيق سابق معهم، لكل عائلة من العائلات المستورة تم ارسال 5 كيلو غرام لحوم وقد تم ارسال كمية من اللحوم للعائلات التي أوضاعها الاقتصادية صعبة نوعا ما وغير التابعة لبرنامج العائلات المستورة، واللحوم المتبقية حُفظت بالثلاجات وستوزع في الطرود الغذائية الأسبوعية على العائلات المستورة خلال الشهرين المقبلين ان شاء الله .

الحركة الاسلامية ولجنة “الاغاثة”

لجنة الاغاثة تحت رعاية الحركة الاسلامية في الطيبة، اتمت بفضل الله مشروع الاضاحي السنوي الخاص بها، والذي يدار من قبل العاملين في لجنة الاغاثة التابعة للحركة الاسلامية والذي اقيم في سنة 1996 ويعمل حتى اليوم، لجنة الاغاثة تضم عدة مشاريع منها افطار صائم، وتوزيع ادوات قرطاسية مع افتتاح السنة الدراسية على البيوت المستورة وجمع التبرعات من اهل الخير للمشاريع الخيرية، وللكثير من المشاريع الاغاثية لإخواننا المسلمين داخل وخارج البلاد، والمشروع الاخير كان “قوارب النجاة” لإغاثة اللاجئين السوريين في اوروبا، اذ جمعت اللجنة في ظرف يومين اكثر من 160 الف شاقل، والمشروع الاكبر الذي تضمه اللجنة هو مشروع كفالة اليتيم والذي يضم تحت ظلاله اكثر 14.000 يتيم.

والجدير ذكره ان هذا المشروع هو قطريا وتشارك فيه اللجنة من جميع البلدان في الداخل .

في هذا العيد تم توزيع 80 خروفا والاشتراك في 40 عجلا وتوزيعهن خارج الطيبة، في الضفة وغزة ولكن الغالبية كانت في غزة نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الراهن هناك، وفي مدينة الطيبة تم توزيع على ما يقارب الـ 400 عائلة 5 كيلو لكل عائلة من تبرعات اهل الخير، والاعداد في تزداد في كل سنة حيث ان الناس تثق بالمسؤولين وتمنحهم كامل الثقة، وتشكر كل المتعاونين والمتطوعين في الطيبة.

جمعية جنان للخير والصدقات “مشروع تكافل”

جمعية “جنان” تأسست رسميا قبل عامين في سنة 2013 وتعمل الجمعية على الكثير من المشاريع اهمها هو مشروع “تكافل” للعائلات المستورة في الطيبة.

مشروع تكافل يضم عدة مشاريع منها مشروع الاسرة ومشروع المدارس واعمال صيانة للبيوت المستورة، ويرعى العديد من البيوت المستورة شهريا بتوزيع طرود غذائية، ومن ضمن ذلك مشروع الاضاحي، حيث تم بفضل الله جمع ما يقارب 2.5 طن من اللحوم من تبرع اهل الخير من مدينة  الطيبة، وتم توزيع اللحوم في اليوم الاول والثاني من العيد على البيوت المستورة في الطيبة، وقسم اخر تبقى تم تخزينه في ثلاجة وسيتم توزيعه على البيوت المستورة والتي ترعاها الجمعية من خلال الشهرين القادمين.