ننشر اليكم قصيدة بعنوان “الجمعةُ الحمراء” للشاعر د. سامي إدريس، من مدينة الطيبة
سقطَ الفتى.. سقطَ الفتى
في رأسِ مئذنةٍ ترفرفُ يا عَلَمْ
وهوتْ أُمَيْطارُ الخريفِ على الرُّبى
وهوى الرِّصاصُ على القممْ
***
في كلّ عامٍ تشعلونَ قصيدةً
وثلاثَ عشرةَ شمعةً حمراءَ
تصرُخُ في الشوارعْ
***
سقطَ الفتى..
لكن ترفرفُ يا علمْ!
ولسوفَ تبقى فوقَ مئذنةٍ
ترفرفُ يا علم
في القلب أنتَ
وفي القلوبِ دفاترٌ
من ذا الألمْ!!
***
الليلُ أحلكُ ما يكونُ
وسيفُكَ المسلولُ يطلعُ من عدمْ
في أمِّ فحمٍ كانَ يبحثُ عن محمّدْ
عن أحمدَ العربيَّ ماتَ لأنهُ رفضَ الركوعْ
وتظاهرا… واستنكرا ..
أيكونُ تلميذاً لهُ في ذلك العهدِ الممجدْ
أيكونُ مهداً للأُسودِ الطالعاتِ منَ المخيّمْ
في ليلةٍ معراجُها دمْعٌ ودَمّْ
ونشيدُ موالٍ مُلّثمْ
***
سقطَ الفتى.. سقطَ الفتى
في رأسِ مئذنةٍ ترفرفُ يا عَلَمْ
في الناصِرةْ:
والناسُ فيها ساهرةْ
والحبُّ فيها ساجدٌ ومحاصرُ
والقلبُ فيها شاعرٌ ومسافرُ
والناسُ لوحاتٌ من الأملِ المُطرّزِ بالعبيرْ
تبني القصورَ على القُصورْ
و” وسامُ ” في ساحاتها طفلٌ ينادي
(بلادي .. بلادي.. بلادي
لكِ حبي وفؤآدي)
***
وأسيلُ في عرّابةٍ طارتْ إليهِ حمائمُ الشوقِ البعيدْ
الشمسُ فوقَ جبينِهِ
تأبى الرحيلَ عن الدموعِ
مرج بن عامر ذلك الشبحُ البديعْ
مرجَ الجدودِ ولا حدودْ
والقدسُ والأقصى تعودُ ولا تعودْ
***
لكنَّ رامي لنْ يعودْ
يا سيّدي ذكراهمُ ما أصبحتْ عيدا
فدعِ الورودَ الى الورودِ
وعلّمِ الجيلَ الجديدْ
أنَّ التَظاهرَ حقُّنا
والحقُّ لا لا لن يموتْ
***
سقطَ الفتى..
لكن ترفرفُ يا علمْ!
ولسوفَ تبقى فوقَ مئذنةٍ
ترفرفُ يا علم
في القلب أنتَ
وفي القلوبِ دفاترٌ
من ذا الألمْ!!