الغد لنا… فلننطلق!!، بقلم المحامي رضا جابر
قد يبدو أن الأحداث الأخيرة التي تعصف في البلاد قد أخرجت الانتخابات في الطيبة من السياق العام لحياتنا هنا كأقلية عربية وأيضا من سياق مجمل علاقتنا مع الدولة، مؤسساتها والعلاقة مع الأغلبية اليهودية فيها، وكلها تشهد غليانا غير مسبوق، ولكن :
الطيبة، وما يحدث فيها، هي نموذج حي ونابض لمجتمعنا وما يحدث فيها من تطورات هو مؤشر، اَمل ان يكون ايجابيا، لمجتمعنا كله.
فللطيبة موقعها الريادي حتى في احلك الظروف التي مرت عليها ولذلك الارتدادات الإيجابية والسلبية واضحه على كل مجتمعنا وبهذا السياق فان نتيجة الانتخابات وما يحيطها سيكون له اسقاطات على الطيبة اولا ولكن على مجتمعنا العربي كله.
لقد تمسكنا منذ سنوات بمبدأ أن التعصب العائلي والنعرات الأولية تحجب عنا بناء مجتمع مدني مؤسَس على مبدأ المساواة بين جميع ابناء البلد الواحد وأن الانتماء الاول هو الانتماء للبلد ومستقبله وليس للعائلة والعشيرة، وأنها أدت مع مسببات اخرى كثيرة، الى مظاهر الفساد والانفلات الاداري وبالتالي تدهور غالبيه مناحي الحياة في بلدنا.
ولعل ما قدمته الاحزاب والحركات والنشطاء السياسيين والاجتماعيين في الطيبة هو نموذجا جديدا للتحالفات السياسية التي لطالما انتظرناها ( وان كان المخاض عسيرا وبعضها جاء متأخرا وعلى البعض لي تحفظ )، وهي تشكل نقلة نوعية فارقة في وعينا وعملنا السياسي على المستوى البلدي ويتعداها الى عموم مجتمعنا العربي’ وتؤسِس’ بغض النظر عن النتيجة، الى مرحلة جديدة تنافس وبندية البنى التقليدية للعمل البلدي. لقد ثَبت قطعا بان هناك قطاعا كبيرا من ابناء الطيبة تواقون لاحداث التغيير وأنهم مستعدون لخوض تجربة الذهاب بعكس التيار.
ولكن في المقابل برز تجذر البنى التقليدية للعمل البلدي ومناصروه ليسوا أقل التزاما بمستقبل البلد وعافيته ولذلك بدى بصورة جلية بأن أي تغيير لا يمكن أن يكون صدامياً بل يأتي ببناء جسور من التفاهم والاقناع من جهة، ومن جهة أخرى بالالتزام بعمل يثبت صدق الطرح الاخر في عمل ميداني دؤوب والابقاء على التحالفات الحزبية والاجتماعية ما بعد الانتخابات كدليل بأن الهدف ليس السلطة بذاتها وانما حقا تغيير جذري في الفكر والنهج.
ان التحديات أمام أي رئيس منتخب هي هائلة وعليه أن يعترف أمام نفسه وأمام كل البلد وبصدق بأنه وحده ومناصريه لن يستطيعوا مواجهتها واٍن فَعَل ذلك فأنه يقامر بمستقبلنا جميعا. لذلك يجب التوجه مباشرةَ الى تشكيل أكبر ائتلاف بلدي متغاضيا كل الوعود في الانتخابات والذهاب الى خطة عمل جدية للنهوض وبناء بلدنا وتعزيز الانتماء لها. المواطنون ليسوا على استعداد هذه المرة لأي مغامرة والمغامر حتما سيحاسب!!
الغد لنا ولا وقت لنا لنضيعه في حسابات جانبية…
الغد لابنائنا وبناتنا…فلننهض وننطلق!!