سلطة الاراضي الاسرائيلية تصدر امرا باخلاء ملعب الحارة الشرقية، الذي بني بمبادرة اهل الحارة ومساعدة اهل الخير من المدينة، وأمرت السلطة اخلائه بأمر من المحكمة بقلع كل ما زرع فيه حتى العشب، بحجة انه للملك العام، غاضة بصرها عن مئات الدنمات التي سلبت للجيب الخاص في المدينة!
عندما يكون المواطن مهمش من قبل السلطة المحلية على مدار سنين، يسعى بعضهم من اصحاب الهمم الى تقليص تلك الفجوات الناجمة بينه وبين السلطة، من خلال العزم على مباداراة شخصية فردية وجماعية لتنمية روح الانتماء والعطاء لبناء الحي والمدينة والوطن، من خلال تنظيف وترميم وبناء ما دمر من سنين.
مبادرة الحارة الشرقية بدأت منذ سنة، عندما عزم احد سكان الحي على ترميم ساحة الحارة والتي كانت تحتلها القمامة وكانت بمثابة بؤرة خطر على اطفال الحي، تجمع اهل الحارة وشكلوا لجنة حي من كل بيت ممثل او اكثر، وبدأوا بما كان حلم سعيا الى تحقيقه، جمعوا المال من جيبهم الخاص اولا والتبرعات من اهل الخير ثانيا، وبنوا ملعبا من العشب الاخضر يحيطه جدار، على اطرافه مقاعد للاستراحة وحنفية ماء للشرب، في كل يوم يتجمع الاولاد والنساء والرجال ليقضوا اوقات ممتعة في ملعب الحي الذي بنوه بسواعدهم متغاضين جل الاوضاع في السلطة المحلية وفي الحكومة.
سلطة الاراضي..عليكم اخلاء الملعب وعدم استعماله
قبل نحو ثلاثة اشهر جاء مندوبون من سلطة الاراضي في اسرائيل، واخبروا اهل الحي ان عليهم اخلاء الملعب وانه ملك عام ولا يجوز استخدامه، “مع العلم ان الملعب هو للحي ومن حق اهل الحي وهو ليس حكرا على احد هناك”، ومن واجب السلطة توفير مثل هذه الحدائق والملاعب في احياء المدينة.
توجه اهل الحي باسم اللجنة التي تشكلت الى رئيس اللجنة المعينة اريك برامي والمهندسين في البلدية، وفي حينها تواجد السيد اريك في الملعب ووعد اهل الحي انه سيعالج الموضوع بل ورحب بالفكرة الجميلة واعجب بها وقال انه سيعمل لانهاء هذه المعضلة على حد قولهم. الا انه قبل ثلاثة ايام، اتى الى ملعب الحارة، رجال من شرطة “اليسام” وعلقوا مستندا على جدار الملعب ينص على اخلاء الملعب فورا وازالة كل ما وضع فيه وعدماستخدامه.
حياة اللاجئين في المخيمات افضل من حالنا
التقى مراسل “الطيبة نت” اهالي الحي ابو وسام حبيب وشادي برانسي، الذين اعربوا عن حزنهم الشديد إزاء هذا الفعل.
قال ابو وسام حبيب وهو رئيس لجنة الحارة:” من الواجب على البلدية والدولة توفير لنا ملاعب كهذه وبدلا من ان تساعدنا وتدعمنا، تعرقلنا، نحن نعيش في هذا الحي اسوأ من حياة مخيمات اللاجئين وقد قلتها لمندوب سلطة الاراضي اننا لسنا من سكان الطيبة في هذه الحارة انما نحن لاجئين في مخيم في الطيبة، الشارع مدمر شبكة المياه مدمرة المجاري تفيض علينا بالشتاء ولا شيء على ما يرام وندفع واجباتنا على اكمل وجه ولا ناخذ بالمقابل اي حقوق، بل وعندما عزمنا على ترميم الحي بسواعدنا واهل الخير، تحاول السلطة عرقلتنا، ، ومن هنا نتوجه اليهم اننا في الحي لم ولن نسكت على هذا الامر وان احتاج الامر فسنتمرد وسنتظاهر بلغة القانون، هذا الملعب هو جوهرة الحارة وقد تعبنا وشقينا من اجله وهو يخدم جميع اهل الحي اطفالا ونساء بالاضافة الى ذلك فهو ملعب لمدرسة “اجيال” المحاذية والتي تفتقر الى ملعب، هذا الملعب ليس لشادي وليس لابو وسام ولا هو شخصي لاحد انما لجميع ابناء الحي”.
شادي برانسي:” هذه المبادرة ليست فقط للرفاهية انما وراءها رسالة الى اهل الطيبة
ومن جانبه قال شادي برانسي:” قبل ما يقارب سنتين بدأت بالحارة الشرقية مبادرة سميت بمبادرة الحارة الشرقية. التي تهدف الى جعل الحارة الشرقية حارة جماهيرية تلتقي بشكل دائم تحث وتحفز السكان على تطوير سلوكيات المحبة والتسامح والانتماء، وأخذ دورهم الكامل بتحويل الواقع الصعب بهذه الحارة الى واقع عصري أجمل”.
واضاف:” هذه المبادرة لاقت ترحيباً ومناصرين ومتطوعين كثر من السكان الذين يلتزمون ويعملون على تحقيق رؤيا هذه المبادرة. قام سكان الحارة بإنشاء ملعب كرة قدم بمستوى عالٍ وبتكلفة كبيرة، من أموال أهالي الحارة وعشرات أيام عمل تطوع”.
ومضى يقول:” يقوم المرشدون باستثمار قدرة أولاد الحارة الى الملعب للعمل على التعرف على سلوكياتهم وتطويرها للاحسن. تم إعطاء احد مفاتيح هذا الملعب لمدرسة أجيال بهذه الحارة ليتسنى لهم إستخدام الملعب ،حيث تفتقر هذه المدرسة لوجود منشأة رياضية لخدمتهم”.
واكمل قائلا:” بدأ سكان الحارة مؤخراً على تنفيذ مشروع جديد ببناء حديقة عصرية تخدم قطاع آخر من سكان الحارة. لجنة الحارة تحاول بشكل دائم التواصل مع بلدية الطيبة للقيام بواجباتها بتطوير بنية تحتية وفوقية حضارية للحارة”.
رئيس البلدية المنتخب: سنساند كل مواطن يحمل مبادرة فيها مصلحة للبلد ولمواطنيها
وفي حديث مع رئيس البلدية المنتخب المحامي شعاع مصاروة منصور، قال:” سنعمل كل ما بوسعنا من اجل اصلاح ما تلف على مر السنين، وسنساند كل مواطن يحمل مبادرة فيها مصلحة للبلد ولمواطنيها، واني امرت بشكل خاص بالتوجه الى سلطة الاراضي لكي يتم تجميد امر التنفيذ حتى يتسنى لنا الاطلاع على ما يدور وسنتوجه للسلطة لبحث القضية”.
تعقيب ادارة بلدية الطيبة المعينة
هذا وتوجه مراسلنا بطلب تعقيب من ادارة بلدية الطيبة المعينة، حول الموضوع الى انه حتى هذه اللحظة لم نتلق اي تعقيب وفي حال وصلنا سننشره بالسرعة الممكنة.