في ظل الأجواء الامنية السائدة في البلاد، تتنامى في هذه الايام الاعمال العنصرية التي يواجهها المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، خاصة لدى تواجدهم في بلدات داخل الوسط اليهودي، فقد قامت مجموعة كبيرة من المتطرفين، أمس الخميس، بالاعتداء على الشاب عبد القادر جمل من سكان مدينة قلنسوة وأبرحوه ضربا، مما أسفر عن اصابته بجراح في جميع انحاء جسمه، وقد قاموا ايضا بشتمه وترديد كلمات ” الموت للعرب”، ” نحن نكسر العرب في نتانيا”، وغيرها من الشتائم الاخرى.
وبحسب المعلومات الواردة على لسان شهود عيان فإنّ “الشاب عبد القادر جمل كان برفقة صديقين له في منتجع نتانيا، وهناك قام اشخاص متطرفين باسماعهم كلمات عنصرية، ومن ثم انهالوا عليهم بالضرب، وفي نفس اللحظة اثنين من العرب نجحوا في تخليص نفسيهما بينما صديقهم الثالث بقي تحت الاعتداء مدة اكثر من 10 دقائق ودون اي رحمة”.
وذكروا ايضا:” الشاب من قلنسوة كان يتألم من شدة الاوجاع والاصابات ، وكان الخطر يهدد حياته، وبعد أن وصلت الشرطة الى المكان استغربنا من تصرفها، فقد قام افراد الشرطة بتقييد الضحية بدلا من اعتقال المعتدين، وهذا يدل على أن العنصرية تنفذ بدعم من الشرطة”.
عبد القادر جمل: رأيت الموت بعيني
عبد القادر جمل إبن مدينة قلنسوة يكاد لا يصدق ما تعرض له يوم أمس في نتانيا من اعتداء عنصري ووحشي، وقال عبد القادر :”كنت مع اصدقاء لي في مدينة نتانيا، مساء أمس، وفجأة سمعنا مجموعة من الشباب اليهود يوجهون لنا شتائم غير عادية، وخلال وقت قصير اقتربوا منا واخذوا يعتدون علينا يوحشية ودون رحمة. الاصدقاء الذين كانوا برفقتي خلصوا انفسهم، وبقيت أنا تحت الاعتداء الذي شارك فيه أكثر من 100 شخص، وقد طلبت منهم وقف الضرب لكنهم واصلوا عملية الاعتداء والطعن، حتى انهم صرخوا في وجهي وقالوا “الموت للعرب ولا مكان لكم هنا في نتانيا وسنكسر كل عربي”.
وقال جمل أيضًا:”هذا الاعتداء سببه العنصرية، حيث اننا لم نعتدي على اي شخص هناك، لكن مع الاسف الشديد العنصريين المنتشرين هناك ارادوا الانتقام منا بأي ثمن دون أن نقترف أي ذنب يذكر”.
وتابع قائلا:” عندما وصلت الشرطة الى موقع الحادث توقعت أن يقوموا بإعتقال الفاعلين لكنهم قاموا بتقييدي وكانني أنا المذنب، بينما المتطرفين لم يوجه لهم اي سؤال حول حادثة الاعتداء وعادوا الى بيوتهم وكانهم ابرياء، مما يشير الى أن الاعتداءات العنصرية تنفّذ بدعم وتأييد من قبل الشرطة”.
في نهاية حديثه قال:” انصح عدم التوجه لمدينة نتانيا بسبب العنصرية المتفشية هناك، حتى انا لن اعود لهذه المدينة بعد أن رأيت الموت بعيني”.
الشاب محمد قشقوش من سكان البلدة قال:”ما تعرض له الشاب عبد جمل في منتهى الخطورة، وهذه تصرفات غير مقبولة ولا بأي شكل من الاشكال، وهي تشكل خطرًا على جميع المواطنين العرب في البلاد، ولا بد من ايجاد حلول فورية قبل أن تتطور الامور”.
تعقيب الشرطة
وقال الناطق بلسان شرطة الشارون زيفان فرايدن: “وقع شجار في نتانيا، الشرطة وصلت الى المكان ولا اعتقالات في هذه الحادثة”.