وداعاً زميلي أبو عدي .. يا صاحب الابتسامة الرقيقة، بقلم زميل المرحوم: الاستاذ الدكتور سائد حاج يحيى
فارقنا قبل أيام قليلة صديق عزيز وزميل في العمل على مدار احدى عشر عاماً عشناها معاً في المدرسة، كان يمتلك قلباً من أطيب قلوب ، صاحب ابتسامة رقيقة يعجز الممثلون عن تقليدها..
لاشك أنني أصبت بالذهول على فراقه بالنسبة لي، ولا أخفيكم أن قلبي آلمني ألما شديدا على فراقه، لقد رحل زميلي وصديقي الاستاذ الغالي المربي ضرار الصالح “ابو عدي” ، الذي آمن بالله وقدره بعد أن أصيب بمرض عضال – نسأل الله العافية وله بالرحمة والغفران – كم من العيون بكت على فراقك يا أبو عدي، ولكن كانت كلماتك الأخيرة هي السراج الذي ينير الطريق للمتفائلين وللمتشائمين، كم كنت عظيما وأنت تهدهد على أفراد عائلتك وهو يودعوك قبل أن تفارق الحياة، كم كنت عظيما وأنت تمسح دموعهم بيديك الباردتين، كانوا يبكوك بكاء مريرا لأنك حتما مفارقهم، وكم كنت تقابل هذه الآلام بسيف الصبر والاحتساب..
لقد رحلت بجسدك الطاهرة، ولكن روحك مازالت تحلق في سماء الوفاء، لن تنساك الطيبة ومدرسة الزهراء أبدا..
رحمك الله يا حبيب القلب، فقد كنت مثالاً رائعا لطلابك وزملائك في المدرسة ، لقد كنت أستاذا ومعلما بارعا في الرياضيات والادارة، حتى وأنت مريض وقبل رحيلك المحتوم كنت على ثغرك مرابط في المدرسة إياها قادما وعائدا إلى المستشفى للعلاج، لا تبرحه حتى تبرح روحك جسدك الطاهر!!، كنت عظيما في هدوءك، وكنت عظيما في الغدو والآصال..
الاستاذ ابو عدي كان رائدا في طرق التربية فهذا كان همه الأول، لم يكن معلماً عادياً وإنما معلماً- ومربياً ترك بصماته على تلاميذه وزملائه بعمق نفوسهم. ذكراك زميلي الفاضل باقية في قلوب وعقول زملائك تلاميذك وأحبائك.
اسمح لي يا حبيب القلب أن أقدم لك لمسة وفاء في يوم رحيلك .. رحمك الله يا ابو عدي رحمة واسعة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله تعالى لذويك وأصحابك ومحبيك الصبر والسلوان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كل الاحترام دكتور كلام معبر ومميز عن شعور في الصداقة للفقيد. بارك الله فيك استاذنا القدير ابو عبدالله.