الاف الاشخاص في لندن يتظاهرون رفضا لمشاركة بريطانيا في الحملة الجوية على تنظيم “داعش” في سوريا والتي يفترض ان يصوت عليها البرلمان الاسبوع المقبل.
تظاهر الاف الاشخاص في لندن أمس السبت رفضا لمشاركة بريطانيا في الحملة الجوية على تنظيم “داعش” في سوريا والتي يفترض ان يصوت عليها البرلمان الاسبوع المقبل.
وسارت تظاهرة مماثلة ضمت الآلاف في مدريد، في وقت اكد رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي انه لن يتسرع في القرار في هذه المسألة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا البرلمان الخميس الى تأييد مشاركة بلاده في الغارات الجوية في سوريا استجابة لطلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي دعاه الى دعم الحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد اعتداءات باريس الاخيرة التي تبناها التنظيم واوقعت 130 قتيلا.
وتجمع نحو خمسة الاف شخص في العاصمة البريطانية بناء على دعوة من حركة “اوقفوا الحرب” التي قادت تظاهرات ضد التدخل البريطاني في العراق خلال السنوات الماضية.
ودعا رئيس الحركة اندرو موراي المتظاهرين الى دعم زعيم حزب العمل المعارض جيريمي كوربن الرافض للمشاركة البريطانية في الحملة الجوية.
وقال موراي “هذا نزاع لا يمكن حله ولن يتم حله عن طريق القصف”.
وقال جون اوفن (65 عاما) الذي شارك في التظاهرة “ما يقلقنا هو انعدام التخطيط” في العمل العسكري المقترح. واضاف “خضنا مغامرات في العراق وافغانستان، ما تسبب بزعزعة استقرار هاتين الدولتين”.
وسار المتظاهرون الى داونينغ ستريت، مقر الحكومة، حيث تم تسليم رسالة في هذا الشأن الى المسؤولين وقعتها شخصيات عديدة بينها السينمائي كين لوتش والموسيقي براين اينو.
وكان هولاند وجه نداء الى النواب البريطانيين من اجل “التضامن” مع فرنسا والموافقة على التدخل في سوريا بعد حفل تكريم ضحايا اعتداءات باريس الخميس. وتوعد بتدمير “جيش المتطرفين” الذي يقف وراء العنف الذي ضرب العاصمة الفرنسية قبل اسبوعين.
الا ان حركة “أوقفوا الحرب” اعتبرت ان “احداث باريس الرهيبة جعلت من المرجح تمرير القرار (في البرلمان). ولكن هذه الضربات لن توقف الهجمات الارهابية. -اوقفوا الحرب- تعارض الحل العسكري”.
وتشكل هذه التظاهرة اختبارا لحزب العمال المعارض المنقسم بين مؤيدين ومعارضين للضربات. وبين الاخيرين زعيم الحزب كوربن.
وكان المنظمون يتوقعون مشاركة اكبر بكثير. فقد كان عدد المتظاهرين الذين شاركوا بناء على دعوة من التجمع نفسه في 2003 ضد تدخل عسكري في العراق قرره رئيس الوزراء آنذاك توني بلير، اكثر من مليون.
احتجاجات في اسبانيا
في مدريد، تظاهر الاف الاشخاص وهم يهتفون “لا للحرب”. وبلغ عددهم ستة آلاف، بحسب المنظمين.
وكانوا تجمعوا بناء على دعوة من ناشطين في المجتمع المدني معظمهم من الفنانين. واطلق هؤلاء عريضة تعبر عن موقفهم على الانترنت حصدت في اقل من اسبوع اكثر من 34 الف توقيع بينها توقيعا عمدة مدريد وعمدة برشلونة.
وترفض العريضة الارهاب والحل المسلح للنزاعات.
ونظمت تظاهرات في مدن اسبانية اخرى ابرزها في برشلونة التي ضمت بحسب المنظمين 3500 شخص.
وتلتزم الحكومة الاسبانية الحذر في هذه المسألة، خصوصا انها تأتي قبل اسابيع من انتخابات تشريعية في العشرين من كانون الاول/ديسمبر.
وقال راخوي السبت “القرارات، مثل اي مظهر من مظاهر الحياة، لا بد من التفكير فيها جيدا” قبل اتخاذها.
ولا تزال البلاد تعاني من تبعات اعتداءات نفذها متطرفون بعد تدخلها في حرب العراق، وقد اوقعت تفجيرات قطارات في 2004 اكثر من 190 قتيلا.
وادرجت حينذاك في اطار الرد على قرار رئيس الوزراء خوسيه ماريا اثنار الانضمام الى عملية اجتياح العراق بقيادة الولايات المتحدة.
وخسر المحافظون بقيادة اثنار في آذار/مارس 2004 الانتخابات.
مساعي هولاند
ودعا هولاند الخميس في خطاب القاه في قمة رابطة الكومنولث في مالطا المشرعين البريطانيين الذين سيصوتون على قرار التدخل الاسبوع المقبل، الى دعم فرنسا في تدخلها في سوريا.
وقال “لا يسعني الا ان ادعو جميع النواب البريطانيين، تضامنا مع فرنسا وخصوصا ايضا ادراكا لمكافحة الارهاب، الى الموافقة على التدخل”.
وحصل هولاند على دعم المانيا التي ساهمت بطائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة بحرية و650 جنديا في دعم القوات الفرنسية في مالي.
واعلنت فرنسا ان الدول ال27 الشريكة في الاتحاد الاوروبي وعدت بالمساعدة في ضرب تنظيم “داعش”.
ورغم ان الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين اكدا رغبتها في تكثيف عمليات القصف الجوي ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وتنسيقها بشكل افضل، فان فكرة تشكيل “تحالف كبير” يسعى اليه هولاند تصطدم بعقبات لا سيما منها الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي تطالب باريس وواشنطن برحيله في حين تقدم له موسكو كل الدعم.