ما هو الجديد الذي طرأ على الخدمات السابقة حتى سموها تنسيقًا ؟
فالتنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة، هو لصالح اسرائيل ولا شك في ذلك، والتنسيق الاقتصادي كذلك ايضًا فكيف حال التنسيق بين هذه اللجنة العليا للحج والعمرة “كما يسمونها” والسلطات او الشركات الاردنية ؟ طبعًا ليس لصالح الحاج والمعتمر ال48 كما يسموننا، فما هي حاجتنا الى هذا التنسيق! واللجان العليا ؟
ذهبت الى مكتب التنسيق بالطيبة وسالت عن اعضاء هذه اللجنة فاعلموني ان عددهم 13 وهم: من النقب ،كفر قاسم ، كفر برا، الطيبة ، ام الفحم ، الناصرة وسخنين، وقد علمت من مصدر آخر، أنه اضيف اليهم هذا الموسم او انزل اليهم ” بالمظلة” رابع عشر ، وهو من كفر مندا، وللأسف الشديد هذه اللجنة تتصرف بمصير الحجاج كما شاء لها فهم الامر والناهي وهم من يقرر من يحج ومن لا من دون أي رقيب وان من هؤلاء يحج سنويا ببلاش، وحرموا الكثيرين من الحج او المرافقة في حالات خاصة، وانا اعرف حالات كثيرة كهذه، ان هذه اللجنة المنسقة كم تسمي نفسها والغير معروف من عينها وكيف ؟ وباي حق ؟ وهل التعينات بالوراثة ؟
هل تعلم ايها القارئ الكريم، ان الحاج الذي دفع مبلغ 5550 دينارًا اردنيًا وامام الشهود مقابل السفر جوًا ومن مطار اللد، والسكن الفاخر فندق زمزم في الابراج، والخدمات الخاصة VIPيقدم له وعلى مدى خمسة ايام هو كبسة مع شوربة عدس !! وهل تعلم ان المنسقين القادمين (ترمب ) الذين لم يدفعوا ولا دينارًا واحدًا يسكنون افخم الاجنحة ، ويقدم لهم من الاكل ما لذ وطاب، على حسابك ايها الحاج الغشيم الغلبان
لقد بلغ السيل الزبى على مدار السنين وهذه اللجنة فاقدة الشرعية تصول وتجول من دون اية محاسبة وتتحكم بمصير الحجاج ال متى ؟؟
الحاج توفيق علي عواد من زلقة في الشمال المثلث، اعرفه حق المعرفة منذ اكثر من 40 عامًا، يروي لنا تفاصيل مأساته المدفوع مبلغ 5550 دينارًا اردنيًا امام الشهود وبالمواصفات المذكورة اعلاه، وحسب لجنة التنسيق اسم شريكي في الغرفة في الطابق السابع من الفندق الحاج سمير سميرات، من مدينة الخليل , دخلنا الغرفة واذا بها سرير مزدوج ونحن رجلين، فرفضنا هذه الغرف، واقترحوا علينا الانتقال الى فندق آخر، فرفضنا ذلك بسبب وجود اخي محمد على عواد في هذه المجموعة، فهو املي الوحيد بالمساعدة بعد ان رفض طلب زوجتي بمرافقتي لحاجتي الماسة للمساعدة، وبعد مشادة كلامية، سويت المشكلة، وبدلوا السرير المزدوج بسريرين منفردين وكانت هذه الجولة الاولى وربحناها بالنقاط.
اما الجوالة الثانية، فكانت عندما جاء وقت العشاء في مطعم الياسمين التابع للطابق السابع، واذا هو شوربة عدس وكبسة، الكل يعلم ان هذه الوجبة هي الارخص على الاطلاق، فقد لا يتجاوز ثمنها 10ريالات!! فأين الممتاز، vip ؟؟وقد خسرنا هذه الجولة بالنقاط ايضًا.
اما الجولة الثالثة، قد اعطونا خيمة على جبل عرفة، خلف مولد كهربائي ضخم مما يستحيل النوم بالخيمة وهي بدون انارة وبلا تكييف، فرفضنا الدخول الى هذه الخيمة، وكانت “طوشة” شاركت فيها مجموعتنا، ونجحنا بالانتقال الى اخرى بديلة، ليس فيها دخان، لا تكييف ولا اضاءة. اما الجولة الرابعة فكانت عندما التقيت “الشيخ” هاشم عبد الرحمن من ام الفحم، يعرفني واعرفه من اشهر زبائن البابور ، قصدت اطلاعه على ما لقينا من ظلم وعناء لا يتناسب مع المبلغ الكبير الذي دفعناه، واذا بحضرته يجيبني بلغة استعلاء وغرور: اذا معك وصولات بالمبلغ الذي ذكرته، فأرفع لي مظلمة !! لم يقل ارسل او اكتب او ابعث او اشتكي هكذا قال، فأجبته بمثل طريقته، ومن انت حتى ارفع لك مظلمة وانا اعرفك جيدًا، فليست الخليفة الخامس (عمر بن عبد العزيز) حتى ارفع لك مظلمة، وهكذا انتهت هذه الجولة بالضربة القاضية.
اخي: لقد جاوز الظالمون المدى ، ان الله لا يسمع من ساكت على مدار السنين وهذه اللجنة فاقدة الشرعية تصول وتجول من دون اية رقيب وتستغل (غشم الحجاج ) دون اية محاسبة , ولأن فريضة الحج هي التي تزيل الفوارق بين الاغنياء وبين الفقراء في لباس الاحرام ؟ فلجنة المحسوبيات تعمل على تكريس هذه الفوارق، يدفعون ولا يرفعون، منسقون ومنسق لهم، اغنياء ابراج وفقراء سكن، طائرات وباصات، وهكذا، واين نحن من الذين حجوا مشيًا على الاقدام؟
اوقفوا التنسيق هذا، واعلنوها كما ارادها الله ان تكون حجًا متساويًا، الا لمن اضطر لذلك صحيًا، عندها يصلح حال الحجيج وتقل نفقاتهم، وترخص دفوعاتهم، كنت من الرواد الذين حجوا سنة 1978، لم يكن لنا سكن من أي نوع، ففي المدينة نحن استأجرنا بيوتًا بأنفسنا، اما في مكة المكرمة فكانت الحافلة وما حولها هو سكننا، كذلك الحال على جبل عرفات وفي منى، تجدر الاشارة ان الحافلات الايرانية التي نقلتنا من الاردن الى السعودية وجميع مناسك، لم تكن مكيفة وحتى النوافذ كانت مغلقة، لم يرافقنا منسقون، ولا مطوفون رغم حداثة وشح الخدمات الضرورية او عدمها احيانا، فهل يقبل حجنا ؟ الله اعلم.
تجدر الاشارة الى ان رسوم الحج التي دفعناها هي 96 دينارًا اردنيًا لا غير، يعني اقل 200مرة عن ارخص فئة هذه الايام، فهل تصح المقارنة ؟ وهل ادير لنا دور البقرة الحلوب لجمعية الحج والعمرة،
الكاتب الحاج عبد الحفيظ رشيد من الطيبة