قال لي صاحبي بألم وحسرة ومرارة : ” رحم الله أيام زمان يوم ان كان المعلم مربيا وكانت له هيبته وبصماته في حياة ومستقبل ابناءنا ” ! وهنا فجأة تذكرت عبارة للامبراطور الياباني الذي أجاب عن سبب تطور وتفوق بلاده خلال أعوام قليلة قال : “بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير “.
وكم تأوهت واعتصرت ألما كمسلم :” وذلك انه في الأعوام الاخيرة أصبحت معاملتنا للمعلم تنبع من الاستهتار والاستخفاف وربما الازدراء برسالته العظيمة في بناء أمتنا ،والأسوأ ان السخرية تسربت الی بعض طلابنا وبدأوا لا يهتمون ولا يحترمون توجيهات ونصائح المعلمين،مما أثر سلبيا علی مستقبلهم وتربيتهم ! ايها المسلمون ان المعلم يؤدي أهم الأدوار بعد الاسرة في بناء مجتمع قوي ومتماسك،ومتطور دينيا وتربويا وسلوكيا و علمياً .
فالعلم المعتمد علی ديننا الاسلامي العظيم هو أول خطوة لازدهار أمتنا، وتقدمها في شتی المجالات والميادين، وكم نحن بحاجة ماسة لمعلم ينتج لنا مجتمعا منظما راقيا، يقوم في معاملات أفراده بعضهم مع بعض على الاحترام والتقدير ،ولحب الخير والتضحية والعطاء. اخي / اختي لو أنك وقفت مع ذاتك وقفة عميقة جدية لوجدت أن للمعلم قيمة عظيمة وضخمة، ولأدركت المسؤولية التي تقع على عاتقه ،في تخريج العلماء والأطباء ،والأدباء والقادة الذين يتميزون بالدين والعلم وقوة الإرادة !
ان من أكثر الناس له علينا حق التكريم والتبجيل انه المعلم الجندي القائد العظيم، الذين سار ومضی بطلابنا حتى أوصلهم إلى شواطئ الدين والعلم ، وبر النجاة والنور . ورحم القائل ان المعلم يجول ويصول ، ويصيد ببحر علمه على تلك الأرض القاحلة، فتغدو بعد اصطياده خضراء يانعة .! لذلك يتحتم على مجتمعنا المسلم ، وعلى الطلاب على وجه الخصوص، أن يعطوا المعلم حقوقه، وأن ينظروا اليه بعين الاحترام والتكريم ، لانه يعطيك صفوة خبرته في الحياة، وتيقن ان هدفه الاساسي أن يجعل منك الأفضل بين الناس ، وأن يخرج ويفجر كل طاقاتك لخدمة دينك وبلدك ووطنك ! اللهم ارحم واحفظ واغفر لمعلمينا الخير ! وبارك لهم في حياتهم واسرهم.