المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “نيكولاي ميلادينوف” بأن حالة الاحتقان والعصبية وعدم وجود الأمل والغضب الذي شهدته البلدة القديمة من الخليل يوم امس، يجب تغييره.
قال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط “نيكولاي ميلادينوف” بأن حالة الاحتقان والعصبية وعدم وجود الأمل والغضب الذي شاهدته البلدة القديمة من الخليل يوم امس، يجب تغييره، ورسالتكم في الخليل واضحة، وأوكد بأني سأنقل رسالتكم هذه بعد اسبوعين حينما سأتحدث في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، ودورنا أن نقول الحقيقة فيما نراه”.
وأضاف:” يوجد جيل بأكمله فقد الأمل في السلام وبحل الدولتين، وعلينا مسؤولية اعادة الأمل للفلسطينيين من خلال العمل مع جميع السلطات على التخفيف من العنف الراهن، ومن المهم أن يكون جميع القادة والمجتمع حذرين في أقوالهم”.
وتابع “ميلادينوف” خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر محافظة الخليل، بحضور محافظ الخليل كامل حميد، ورئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري، تابع قائلاً:” هذه أول مرة أزور فيها مدينة الخليل والبلدة القديمة، ورأيت حالة الاحتقان والعصبية في البلدة القديمة، وفي المقابل رأيت الحيوية في الخليل والمحافظة والخليل هي قلب الاقتصاد الفلسطيني”.
وأضاف:” على الجميع بغض النظر له الحق بأن يعيش حياة آمنة، ولا يجب عليه أن يشعر بالخوف، ويجب احترام الديانات كلها، وعلى الجميع أن يدفن موتاه بحرية، والدعوة للهدوء ليس كافياً، ويجب تغيير السياسات على أرض الواقع لتقوي حل الدولتين، وضمان تأسيس دولة فلسطينية حرة وفق معايير حقوق الانسان والعمل في المنطقة لخلق الدعم الهام للسلام، وعلينا أن نعيد الأمل للناس بحل الدولتين، ولا يمكن لأي أحد أن يقنعني بأن الجانبين معنيين بأن يعيشا في حرب دائم”.
وقال “ميلادينوف”:” حينما كنت أمر عبر الحواجز في البلدة القديمة من الخليل، وصلني شعور 1% مما يعيشه الشعب في الخليل والذين يمرون يومياً عبر تلك الحواجز، وفي جميع حالات القتل التي حدثت يجب التحقيق فيها وتقديم مرتكبيها للعدالة”.
من جانبه، قال المحافظ حميد:” ان ما تشهده البلدة القديمة من حالة التوتر والغضب هي نتاج للانتهاكات والاعتداءات وسلسلة الاعدامات التي تقوم بها سلطات الاحتلال والمستوطنين في المنطقة، والتي أثارت حالة من الرعب والخوف الهادفة لاستكمال المخططات الاستيطانية بتهجير أهلنا من البلدة القديمة وتحويلها الى حي يهودي واستكمال المخطط لتحويل المسجد الاسلامي -الحرم الابراهيمي- الى كنيس يهودي، واغلاق شارع الشهداء والسهلة واغلاق المئات من المحال التجارية”.
وتابع قائلاً خلال المؤتمر الصحفي:” قوات الاحتلال يمارس التميز العنصري في البلدة القديمة وشارع الشهداء وتل ارميدة، لحماية 400 مستوطن، حولوا حياة ما يزيد عن 200 ألف مواطن الى جحيم، ووضعت الاطفال في حالة من التوتر والعصبية الدائمة، أدى ذلك الى أن هذا النشأ والجيل الذي وُلد في البلدة القديمة، جيل غاضب على الاحتلال والذي لم يشاهد الا بنادق الاحتلال وهجمات المستوطنين”.
وأشار محافظ الخليل حميد، الا أن سلطات الاحتلال ومنذ احتلالها للأرض الفلسطينية عام 1967، وحتى الآن لم تُحاكم أي مستوطن على الجرائم التي ارتكبت بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
وتحدث المحافظ حميد، عن الحياة اليومية التي يعيشها سكان البلدة القديمة من مدينة الخليل، والصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية والحركة بحرية والتي اصبحت محدودة جداً ومنع السكان من التواصل الاجتماعي مع عائلاتهم، مشيراً الى أن البلدة القديمة أصبحت مدينة أشباح، وتردي الاوضاع الاقتصادية ونتاجها على حياة المواطنين في محافظة الخليل والمحافظات الفلسطينية الأخرى.
وطالب المحافظ من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط، ومن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل والضغط على حكومة اسرائيل، للافراج عن جثامين الشهداء الذين تحتجزهم لديها، الأمر الذي زاد من حدة الاحتقان والغضب، مشدداً على الرفض التام للشروط الاسرائيلية بخصوص دفن الشهداء، وانعكاس ذلك على حالة الاستقرار لدى عائلات الشهداء وأهل الخليل بشكل عام، محملاً الحكومة الاسرائيلية المسؤولية عن تردي الاوضاه وتفجرها، ومطالباً اياها بتحمل مسؤولياتها”.
من جانبه، أكد رئيس بلدية الخليل الدكتور داود الزعتري على حديث المحافظ، وطالب برفع وإلغاء كافة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية بحق مدينة الخليل والبلدة القديمة منها بشكل خاص، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني في الارض الفلسطينية، مشيراً الى أن الاحتلال اعتقال خلال الشهر الماضي ما يزيد عن 52 طفلاً واستمرار استهداف الاطفال من قبل الاحتلال، وأكد على حقنا في اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكداً أن بلدية الخليل تعمل على تعزيز صمود أهلنا في البلدة القديمة في مواجهة غطرسة الاحتلال ومستوطنيه.