العنف لا يختص بمكان أو زمان دون غيره، ولا يختص بدين، أو جنس دون سواه، الا انه يترعرع ويبلغ أوج التعبير عن قسوته في البيئات التي تفتقر إلى العدالة والمساواة كذلك تفتقر الى كفالة ثقافة حرية التعبير للأفراد في المجتمعات التي يسودها الاستبداد السياسي والاجتماعي.
أسلوب التعبير عن تراكمات الغضب أو الانتقام، بالعنف يتجلى من خلال شكلين هما: العنف الرمزي والعنف المادي، ويتمثل العنف الرمزي في ادعاء، وإقصاء وتهميش الآخر، وفي تذنيبه بدون وجه حق، أما العنف المادي فيتمثل في استخدام الاساليب والأدوات المادية كالسلاح ضد الآخر ذلك بالحكم عليه دون محاكمة. والعنف بشكليه محرما لانه يستهدف أمن وسلامة الأبرياء.
كل منا يرى ما وصلت اليه الجريمة في الداخل الفلسطيني عامة وفي المثلث الجنوبي ومدينة الطيرة خاصة، من قتل رجال ونساء على حد سواء، وكم روح زهقت بذنب او بغير ذنب، شخص لنقمة ما او عقيدة مختلفة ما، تسول اليه نفسه بان يضع حدا لحياة شخص اخر، دون محاكمة ودون اعطائه المجال في الدفاع عن نفسه، لمجرد انه اراد ذلك، وانه قادر فعل هذا!
يستوقف انتباهنا شجارات هنا وهناك ربما بالايدي واحيانا اخرى بالاسلحة البيضاء واخرى بالسلاح والرصاص، ونسمع في غالبية الليالي هدير رصاص يدوي في اماكن مختلفة وفي احياء سكينة وتتمنى من الله ان ننجو بانفسنا. الكل اصبح يخاف على نفسه واولاده وعائلته من هذا السيبة ومن الفساد الاخلاقي، وما نرى من جرائم تقع كل يوم وبشاعتها لخير دليل. وتبقى اسئلة يطرحها المواطنون، ما هو السبب في هذا؟ ومن المسؤول؟ ومن المستفيد؟… والى اين؟…
تقرير مصور حول العنف والجريمة في مدينة الطيرة….
الفيديو من اعداد تصوير واخراج ضايء حاج يحيى وعوني متاني من مدينة قلنسوة