في الخامس عشر من تشرين الثاني يخلدُ الفلسطينيون ذكرى إعلان الاستقلال الذي أعلن في الخامس عشر من تشرين الثاني من العام ثمانية وثمانين وألف، تمرُ السنون بنا منذ تلك اللحظة المصيرية وما زال يملؤنا الأمل بأن الاستقلال آتٍ لا مفر، لذلك مضى الشهداء ومعهم شعبنا محطات مصيرية زادتنا قوة وعنفواناً رغم ما ألحقت بنا من مآسي، كل ذلك هو ضريبة دفعناها .. دفاعاً عن كرامتنا وفداءً لأرضٍ مهرها غالٍ الثمن .. هي ” الفلسطين ” الدرة الباقية واللؤلؤة الثمينة التي لا تباع بثمن.
تأتي الذكرى السابعة والعشرون لعيد الاستقلال في ظل هبةٍ شعبيةٍ عارمة يصنع شعبنا في كل يوم منها أسطورةً وهو يقدمُ أنموذجا فريداً من العطاء وصورةً حيةً للأصالة التي تربى عليها هذا الشعب، بالرغم من كل المراهنات التي راهن عليها أعداءنا وعملوا جهاراً نهاراً على تطبيقها مرتكزين على فكرٍ مضلل وعقائد زائفة ” أن الكبار يموتون والصغار ينسون ” لكن في كل محطة نضالية يذهلهم صغارنا الماضون على درب كبارنا يؤكدون أن الوصول إلى الدولة المستقلة وعاصمتها قدسنا يبدأ من جسرٍ معمد بالدم وقودها الإرادة.
الهبة الشعبية والفعل النضالي المنسجم مع تحديات المرحلة دقيق للغاية نظراً لخصوصية الظرف الاستثنائي الذي يمرُ بها محيطنا العربي، حالة التشرذم هذه كادت أن تفتك بنا وتبعدنا عن درب استقلالنا أعواماً طويلة، إلا أن صلابة الإرادة والعزم المُراكم أدى إلى هذا الفعل المميز.
يأتي ذكرى استقلالنا الذي أعلن في بلاد الشتات ليجمعنا هذا العام ونحن نخوض معركة الشرف في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، بحضور بهي وصورة مبهرة في أناقتها وسطوعها كل شيء فيها معجون برحيق زهرة معتق، لا يمكن أن يقلدها أحد..!! نعم .. هي استثنائية من حيث المكونات والمضمون يتداخل فيها الكل الفلسطيني فلم تستطع نار الفرقة أن تأكل منها شيء.
هم الكنعانيون لا غير يذهلونكَ بعطائهم .. يشدونك بكل ما يصنعون هم الناسكون والعابدون والمؤمنون يستظلون بهلال المساجد وصلبان الكنائس يوقدون أمل الناصر القادم يحفظون رسائل الشهداء التي لم تنسَ بعد..!! لهذا تأتي ذكرى الاستقلال وشعبنا يصنع فعلاً بطولياً خيب آمال أعدائنا .. بورك عطاؤكم وبوركت حجارتكم .. وكل عام وأنتم إلى القدس أقرب..!! .