قد يرى الكثير بالمسرح او بالعمل المسرحي، مجرد خشبة مسرح وممثلين، نرفه به عن انفسنا ونقضي به بعض الوقت من الفراغ الزائد. لكن من يعمل به ويعيش لحظاته وادواره ويحيى على الحانه ويسكن على خشبته، الامر بالنسبة مختلفا، فهو منبر يمرر من خلاله رسالته الخاصة دينية هي او وطنية بطريقة دراميتكية او كوميدية، كل له طريقته وكله يمتاز بموهبته.
تعمل فرقة “جنة” المسرحية على انتاج مسرحية تحت عنوان “الكيان والروح”، هذه المسرحية هي عمل دراماتي يجسد حياة الفنان راسم الكاريكاتير الفلسطيني “ناجي العلي” مبتكر شخصية “حنظلة”، المهاجر الى لبنان من فلسطين اثناء النكبة. الفنان ناجي العلي كان سلاحه ليس البارود، انما ريشة مشبعة بالابداع والمبادئ، ريشة كانت اقوى من السلاح، من خلالها انتقد ووعى وحذر وكشف الكثير من القضايا، وكانت كل رسوماته تخدم القضية الفلسطينية والعربية، ولانه الضمير اليقظ الذي ابى الخنوع والتحييد عن مساره اتخذه لنفسه، اغتيل بسبب رسالته التي يؤديها من خلال رسوماته التي شكلت خطرا على السلطات الحاكمة في حينها.
وتعمل مسرحية “كيان الروح” على تجسيد حياته وهي بمثابة تقدير له على افعاله البطولية والتي ختمت على قلوب الملايين واصبحت وساما للوطنية.
ابطال المسرحية هم ممثلين محليين وعلى رأسهم كل من : الفنانة شام ابو مخ من مدينة باقه الغربية وابراهيم دوسوقي من مدينة الطيبة، واية ابوجويلا من قرية زيمر وحمود بيادسة من باقه الغربية ودولي طويل من مدينة الطيبة واحمد دعاس من مدينة الطيرة.
المجتمع يرفض كل شيء جديد
وقالت الفنانة شام ابو مخ خلال لقائها بمراسل “الطيبة نت”، ان فكرة اختيار مسرحية “حنظلة” جاءت من الواجب الوطني، اذ التمسنا في الفترة الاخيرة ان الكثير من الناس صغارا وكبارا في السن يجهلون شخصية حنظلة وناجي العلي، وهو بمثابة تاريخ وطني بالنسبة لنا الفلسطينيين ومن واجبنا ان نتعلم ونعرف تاريخه، وراينا ان المسرح هو اقوى رسالة يمكنها ان توصف ناجي العلي والامل الذي زرعه في قلوبنا”.
واضافت ابو مخ:” نحن نتصعب جدا في مجال المسرح والتمثيل، لان المجتمع من خلال تجربتي يرفض كل شيء جديد دون سبب، ولان غالبية الناس لا تعي لهذه الموهبة الجميلة، حيث تطمر الكثير من المواهب في مجال التمثيل والمسرح لقلة وعي الناس لها، وايضا لافتقار المستلزمات والاطر التي ترعى هذه المواهب، وفي المناسبة اخص بالشكر بلدية باقة الغربية على دعمها لنا في انجاح المسرحية، ونحن نطمح لان تكون المسرحية ليست هلى المستوى المحلي فقط انما على المستوى القطري”.
العمل في المسرح كان بمثابة تحدي بالنسبة لي
ومن جهته قال الممثل ابن مدينة الطيبة الذي يجسد شخصية حنظلة في المسرحية ابراهيم دسوقي، ان “دخوله عالم المسرح ولاول مرة لم يكن مخططا له، انما اتى عن طريق الصدفة، عندما كان معجب باعمال الممثلة “شام ابو مخ”، عرضت عليه الاشتراك في العمل بدور تجسيد شخصية حنظلة”.
وتابع قائلا:” لم اتردد للحظة بسبب حبي للمسرح من بعيد، وكان عرض الفنانة شام هو تحديا كبيرا بالنسبة لي، وهذا ما يميزني اني احب التحدي وقبلته على الفور. في البداية كان الامر صعب جدا خاصة اني اعمل كسائق حافلة، وعملي يحتاج الى ساعات كثير، كان صعب بالنسبة لي ان اوفق بين العمل والتدريب في المسرح وفي عملي كسائق حافلة، مما اضطر بي الى تقليص الساعات في العمل الاساسي علما بانها تجربة اولى في عالم المسرح ويجب التركيز عليها جيد”.
ساكمل المشوار في التمثيل
واضاف:” من بعيد كنت اعتقد ان المسرح والتمثيل مجرد كلام يخرج من الافواه، لكن بعد التجربة لمست ان المسرح يحتاج الى تدريب مكثف وتركيز كبير ودقة، خاصة ان الممثل يجب عليه ان يؤدي دوره على اكمل وجه عندما يشاهده الكثير من الناس يخرج مشاعره العميقة لهم. في الحقيقة ان المسرح اعجبني جدا رغم صعوبة العمل به لكنه عمل مثير جدا وفيه نوعا من المسؤولية والحس الوطني، ساستمر في هذا المجال وساطور نفسي الى ما استطيع”.