بـ “العطاءِ نَحيا” اسمٌ يُجَسد مَعنى الحياة الطيّبة الكَريمة التي امَرنا بِها الله وَرسوله، ان للعطاء حياة وان الحياة بدون عطاء لا حياة مُؤمن، والعَطاءُ هوَ بمثابة شكر لله على نعمه التي انَعمها عَلينا، وان المُؤمن فُرضَ الله عَليهِ بان يتصدق من مال الله للمحتاجين والفقراء ” حيث قال الله جل عُلاه “يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم من قبل ان ياتي يوما لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون”.
في سابَق العَهد كانَ عطاءٌ فَياض في كلِّ مَكان، غيَّر به الجيلُ الأولُ مسارَ الأحداث بدخول الاسلام، وما أجملَ أن يتَّصِفَ المسلمُ بالعطاء وحبِّ الخير للآخرين، والعطاءُ الصادقُ لا يحُدُّه حدٌ، ولا يَتقَيدُ بشرطٌ، تعطي لِمَن تحب ولِمَن لا تُحب.
وأهلُ العطاء لا يعرِفونَ البُخلَ والضَّن والبَغضاء، إذا اعطيت شيئا فَسَتربح اشياءٌ اضعاف، وبعطاؤُك سوف تُدخل الأملَ والبَهجةَ على قلوبٍ بَكَت وحزِنَت من فَقدِ حَنانِ ابٍّ او امٍّ او كِلاهما، او أرملةٍ فقدَت عائِلَها او غير ذلك من الحرمان.
العَطاء هُوَ تَضحيةٌ في سَبيل الله، يَقتصِر الانسان بَعضٌ مِن َوقتِه او مِاله لَيمُّنَ بِه على نَفسهِ ولَيسَ على الاخرين حيثُ قالَ الله تعالى في كِتابه ” لَن تَنالوا البرَ حتى تُنفقوا مِما تُحِبون”، والعطاء هُو بابٌ للِمحبة وقُبول العُذر والَعفَو عَن الظُلم، وهو فِكرةٌ نافِعةٌ نُهديها للِمجتمع، والعطاء لا يَكمُن بالمال انما هناك عطاء بالوقت والخدمة والخبرة والمعرفة وعطاء بالجسد واماطة الاذى عن الطريق، فالبعض يسعى في طرق مختلفة للعطاء لكنها كلها تصب في نفس الفكرة والمبدئ.
بالعطاء نحيا، هي مجموعة تشكلت عبر موقع التواصل “فيسبوك”
مجموعة بالعطاء نحيا، هي مجموعة تشكلت عبر موقع التواصل “فيسبوك” منذ اكثر من اربعة اشهر، وشهدت المجموعة تفاعلا كبيرا من قبل المستخدمين والاعضاء، حيث تقدم المجموعة مستلزمات كثيرة للبيوت المستورة بطريقة سهلة ومريحة من ملابس واثاث احذية وغيره بدون مقابل، اذ يعرض المستخدم الغرض الذي يريد ان يتبرع به للبيوت المستورة، وبحال ان المحتاج اراد ان الغرض المعروض يتوجه له بالرسائل الخاصة، ويتم تسليم الغرض بيده من العارض، واحيانا يكون طالب العرض هو طرف ثالث لبيت اخر، وفي بعض الحالات يتم العكس، وهو عرض طلب لغرض معين بالمجوعة لبيت مستور وفي حال توفر الغرض المطلوب من قبل اعضاء المجوعة يتم التواصل مع طالب العرض والمتبرع.
متعطشون الى فعل الخير والعطاء
وفي حديث مراسل موقع “الطيبة نت” مع السيدة سماهر عويضة صاحبة الفكرة والمبادرة للمشروع قالت:” الفكرة بدأت من برنامج تلفزيوني كان يبث في شهر رمضان الفضيل، وفي حينها اعجبتني الفكرة وعزمت على تنفيذها، وقمت بإنشاء مجموعة عبر موقع التواصل “الفيسبوك” بنفس الفكرة واطلقت عليها اسم “بالعطاء نحيا”. منذ البداية لمست ان هنالك تفاعلا كبيرا في المجموعة والكثير من الناس متعطشون الى فعل الخير والعطاء ولو بأبسط الاشياء، لكن في الصراحة ما احزني، هو اني رأيت ان الكثير من الناس في الطيبة محتاجين ولأبسط الأشياء الاساسية التي من المفروض ان تُوفر لهم، وهذا الشيء لم اكن اعرفه من قبل”.
فقط تعمل من اجل المحتاجين والبيوت المستورة
واردفت عويضة قائلة:” فقط عندما اقتربت منهم استطعت ان اعرف حجم الكم الكبير من المحتاجين في الطيبة. هذه المجموعة عبر موقع التواصل فقط تعمل من اجل المحتاجين والبيوت المستورة وهي ليست لعرض بضاعة او اعلانات، وعند دخول أي مستخدم جديد يوجد مقال تعريف على هدف المجموعة وايضا تعليمات ارشادية لكيفية التعامل في المجموعة”.
كل انسان محتاج عليه التوجه الى المختصين
وتابعت:” الان المجوعة يوجد فيها اكثر من 2800 عضو وتحظى بتفاعل كبير من قبل الاعضاء، ونحمد الله على هذه النعمة، لان اهلنا بالطيبة كرماء لدرجة كبيرة وفعلا صدق من سماها الطيّبة، لكن لي ملاحظة صغيرة للناس المحتاجة، هنالك الكثير من الناس المحتاجين الذين لا يتوجهون لطلب المساعدة وهذا شيء وارد ان يخجل الانسان، لكن هذا لا يعطي حلا، فمن الممكن التوجه الى الجمعيات الخيرية او لجنة الزكاة في الطيبة وطلب المساعدة، الكثير من الناس في الطيبة يعانون جدا من الوضع المادي المتدني لكنهم لا يطالبون، اتوجه لهم من هنا بان كل انسان محتاج عليه التوجه الى المختصين، فكلنا اهل في الطيبة ولا حاجة للخجل”.
للتواصل مع القائمين على المشروع، او عرض المستلزمات ادخلوا الى اضغطوا على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/groups/389128681282411/