مآسينا من مآسيكم… فنحن واحد، الجرأة… وقود الثورات، والجبن… لا يجر، إلا النكاسات! (وصفة مجربة علّمت على جلودنا)
نطالب بالتغيير والنهوض ولا نقوى عليهما حتى داخل أنفسنا، أوليس دوام الحال من المحال؟ وصلاح حالنا، بتجرئنا على أنفسنا!!! فالنتجرأ…
القارئ العزيز والعزيزة… النقد البناء محمود، بل وواجب للارتقاء بالشعوب، ولكن هناك من يظن أن المناكفات واستغلال الفرص “الوهمية” سيزيد من رصيده السياسي والجماهيري، ضاربا بعرض الحائط الرؤية الشمولية للأحداث، إلا من رحم ربي. هناك من يظن أن المناكفات ستساعده على إبقاء عجلة الزمان “مكانك عد” بأفضل حال أو إعادتها إلى الوراء، متناسيا أن العدو في نفس المكان مذموم ومكروه ومرفوض بكل اللغات!!! فلماذا ولمصلحة من نختار من “الشعبوية” منهجا؟! “فالشعبوية” غير المدروسة تجعل من صاحبها أضحوكة ومدعاة للسخرية، لأن “عميان القلوب” “فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَـكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور” لن يقود، إلا (عذرا) “للتهجيص”. باختصار تتحول الشعبوية، الشعارات إلى “تهجيص”… فكفى “للشعبوية”.
من المحزن جدا وما يُضني القلوب أن نحول حب بلد والعمل في سبيله إلى “شعبوية” وتسجيل نقاط سياسية وهمية بدلا من جعله شعبيا راسخا في قلوب أبنائه. والمضحك أكثره مُبكٍ هو استغلال أحد أهم رموز موروثنا التاريخي الذي حمله ولا يزال أبناء شعبنا ويثقل كاهلنا منذ عام ثمانية وأربعين، نكبتنا… وتسفيهه واقحامه في غير محله فقط، لصرف النظر عن الحقيقة الراسخة و”تضييق النظر” وتسليط الضوء على جزء من حدث كبير، إذ لأول مرة تُوضع خطة شمولية للنهوض بهذا الحي الذي عانى على مدار سنين من التهميش والأقصاء وتجرّع العلقم وذاق الأمرين وهو جزء لا يتجزأ من نسيجنا الأجتماعي البلدي والوطني، فالماذا “نجعل من الحبة قبة”؟!.
حقا هي مجرد مسميات ومصطلحات، لكن لها تداعيات، فالنتقي الله فيها. تسفيه هدم البيوت ليتبعه من ثم مصطلحات تنبش المآسي في الذاكرة بهدف تهييج وإثارة عواطف الجمهور كاحتلال، هدم، يمين تشريد أطفال وغيرها، والتعمد على تسمية “هدم منزل وبدو” وجعل البعض من كل، الكل بالكل دون التطرق إلى الحدث بكل جوانبه لإثارة كل ما يعانيه أبناء شعبنا ووطنا في النقب في الوعي الجماهيري، بمعنى عملية ربط ممنهجة! إنه لأمر مرفوض علميا، أدبيا ودينيا. استغلال “التناص” “لبناء واقع” يعكس جزء من الحدث، وفرض حقيقة منقوصة على الجماهير أو حتى خالية من الحقائق، هو أمر مرفوض مهنيا وأدبيا وله تداعيات واسقاطات كبيرة. ( אינטרטקסטואליות לקיבוע מציאות חלקית או שקרית- הבניית מציאות)
فمن صارع الزمن وسارعه لمنع أوامر الهدم وتجميدها وناضل من أجل الأرض والمسكن من خلال اللجنة الشعبية وعمل إلى جانب مجموعة من الوطنيين للدفاع عن الأرض والمسكن باعتقادي ليس من السهل عليه أو الهين هدم حتى “سلسلة”!!! ولكن ما العمل؟! الحق مستحق ومَن حظي بالشرعية وائتُمن عليها واجبه الأخلاقي والقيمي والديني أمام الله والجماهير أن يؤدي الأمانة إلى أهلها. واجبه أن يقوم بحماية الصالح العام ومقدرات البلد من أي بلطجة!!! نعم إنه لموقف، وكيف لا؟! والله في محكم آياته يقول: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” ومن ثم “وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى”… فلمصلحة من الغوغائية وتزييف حقائق الأحداث؟!!!
تذكروا!!! وكما قالها الشاعر: مآسينا من مآسيكم، نحن واحد، والبلد أهم من “الشعبوية”…
وهل تُجدي نفعا سياسة “عليهم”؟! فلنعمل معا من أجل المساهمة ودفع عجلات مسيرة العمران والنهوض، بدلا من توزيع شهادات على غيرنا ونرفض ما لا نقبله على أنفسنا، وترسيخ بطولات زائفة في الذاكرة، عليكم كمن صنفتم أنفسكم في خانة المعارضة أن لا تُبيّتوا النوايا بهدف تعطيل وعرقلة وشل واعاقة مسيرة العمران و”تنفيس” عجلاتها، فما علينا عليكم وما لنا لكم.
ليكن الخلاف خلافا لا تخلّف ومنافسة على من سيقدم الأفضل لا من سيثبّط ويحبط أكثر، لنبقى كلنا كواكب في مدار عمل الصالح العام وفقط. بالعربي البسيط، لنبقى في دائرة العمل المجدي الذي يضع الصالح العام نصب أعينه ولا يكترث لأي اعتبارات غيره ولنضع التشكيك في النوايا، لأنه “وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور”.
لنحسن الظن بأنفسنا وغيرنا…