عائلة زبارقة من سكان مدينة الطيبة تقدم شكوى في شرطة الطيبة “كدما”، ضد بلدية الطيبة والشرطة، مدعية ” ان ممثلين من البلدية برفقة مجموعة من رجال الشرطة هدموا جزءا من بيت مأهول بالسكان بحجة البناء غير المرخص ودون أي اشعار مسبق، فيما تؤكد بلدية الطيبة ان البناء غير مرخص وانها ستعمل فقط وفق القانون.
قدمت عائلة زبارقة من سكان مدينة الطيبة شكوى في شرطة الطيبة “كدما”، ضد بلدية الطيبة والشرطة، مدعية ” ان ممثلين من البلدية حضروا صباح يوم امس الاحد الى حي البدو برفقة مجموعة من رجال الشرطة مع معدات وآليات وقاموا بهدم جزء من بيت مأهول بالسكان بحجة البناء غير المرخص ودون أي اشعار مسبق، كذلك هدم جدار من حول البيت بهدف فتح شارع جديد”. على حد تعبيرها.
وقد اشارت العائلة ايضا الى :انهم نجحوا بوقف الهدم، بعد ان تبين لهم ان البلدية والشرطة لم يكن بحوزتهما على أي ترخيص لتنفيذ الهدم وفق القانون”. على حد تعبير العائلة.
دون انذار مسبق
يشار الى ان البيت تعود ملكيته لحسين زبارقة، وبحسب اقوال العائلة انه ” تسكنه عائلة مكونة من 7 افراد. وقالت صبحة زبارقة التي ادعت بانها تسكن في البيت:” بالأمس حضر ممثلون من البلدية والشرطة مع آليات، وباشروا بهدم البيت الذي اسكنه مع اطفالي بحجة البناء غير المرخص، ودون ان ترسل لنا البلدية اي اشعار مسبق، مع العلم ان البيت اقيم منذ عام 1986، وفيه كافة التراخيص القانونية، والبلدية والشرطة لم يكن معهما أي اثبات يسمح لهم بتنفيذ الهدم، وعليه فقد قمنا بمنع استمرار هدم البيت. حتى ان الضابط المسؤول في الشرطة الذي حضر الى المكان، اكد لنا بانه لم يتوفر لديهم أي مستندات لتنفيذ الهدم”.
للأضرار التي سببتها
وتابعت قائلا :” البلدية باشرت الهدم دون تعطيل الكهرباء ولا حتى ازالة الواح “الاسبست” كما ينص عليه القانون، الامر الذي شكل خطرا كبيرا على حياتنا، ان هذا عمل غير مسؤول وبربري، ولا يمكن تقبله ولا باي شكل من الاشكال. لا يعقل ان تبدأ البلدية منذ استلام زمام الامور قبل شهر تقريبا بهدم بيوت وتترك كل ما عانت منه الطيبة على مدار سنوات طويلة. من حقنا ان نسكن في بيتنا، وان المس به يشير الى ان البلدية لا تعير أي اهتمام للأضرار التي سببتها لنا”.
الامر الذي اثار استغرابنا
حسين زبارقة صاحب البيت قال:” البيت هو بيتي، ويسكنه اقرباء لي، وفيه كل التراخيص اللازمة، وهو مقام بصورة قانونية جدا، وانا شخصيا لم اتلق أي انذار مسبق لا من البلدية ولا من أي جهة اخرى لهدم البيت، لذلك البلدية خالفت المعايير القانونية ولم تأتي باي امر من قبل جهة مسؤولة لهدم البيت، الامر الذي اثار استغرابنا”.
كما قال:” البلدية تركت هموم الطيبة، وجاءت لتنفذ هدم بيت مرخص. نحن نطالب بوقف هذا العمل، والتاكد من أي خطوة قبل تنفيذها، فما فعلوه امر في غاية الخطورة، اذ كان يتوجب على ادارة البلدية ابلاغنا قبل تنفيذ الهدم، كي نكون على اطلاع لما يجري من حولنا”.
السيدة عدالة جبالي من سكان الطيبة، ايضا استنكرت الخطوة التي قامت بها بلدية الطيبة، اذ قالت:” نحن اصحاب قطعة ارض في الحي البدوي. في عام 2006 كان هنالك قرار بافتتاح شارع في المنطقة المذكورة، لكن هذا التخطيط كان خاطئا، بسبب ان الخارطة ظهر فيها بيوت مقامة على ملك عام وشوارع، وقد كان هنالك اعتراضات عديدة لهذا الوضع. سبق وان طالبنا بلدية الطيبة بتحضير خرائط بديلة لإصلاح كل المنطقة لكن دون جدوى، وعليه قمت انا شخصيا بإعداد خارطة لأرضي على حسابي الشخصي”.
ليست مهنية
وقالت جبالي ايضا:” في الحي المذكور توجد طريق منذ سنوات، والبلدية افتتحت طريق اضافية دون أي تخطيط للبنية التحتية ودون ان يتم ابلاغنا مسبقا، ودون رسم الحدود بواسطة مساح اراضي، فقط بالأمس عندما كنا متجهين للعمل في ساعات الصباح رأينا الجرافات في طريقها للحي، وهناك قاموا باقتلاع اشجار الزيتون التي هي ملك لنا والتي يصل عمرها الى 40 عاما. هذه عمليا خطوات ليست مهنية ولا حتى قانونية”.
واردفت قائلة:” كان من المفروض على بلدية الطيبة على الاقل ان تعطينا الوقت الكافي لان نقتلع اشجار الزيتون ونقلها لمكان اخر بواسطة خبير في هذا المجال، لا سيما انه بناء على قانون التنظيم والبناء لا يحق قلع مثل هذه الاشجار دون اتخاذ الاجراءات اللازمة. الامر الاخر نحن في العائلة لدينا هواية وهي تربية الدواجن والطيور، وقد قمنا ببناء مزرعة صغيرة على ارضنا في المنطقة التي نتحدث عنها، لكن مع الاسف الشديد خلال قيام الجرافات بفتح الشارع هربت كل الطيور بعد ان ارتطمت الاليات بالمرزعة”.
في نهاية حديثها قالت:” ما حصل كان الغرض منه اهداف شخصية وانتقام، ففي نفس الحي يوجد بيوت بدون تراخيص وسياج لكن البلدية لم تفعل شيئا”.
تعقيب الشرطة: الشرطة تفحص الامر
وجاء تعقيب من الشرطة:” العائلة قدمت فعلا شكوى في الشرطة ضد البلدية وادعت ان الهدم تم بطريقة غير قانونية. في هذه المرحلة الشرطة تفحص الامر امام الجهات المسؤولة عن الامر”.
تعقيب بلدية الطيبة: سنعمل فقط وفق القانون
وعقب رئيس بلدية الطيبة المحامي شعاع مصاروة منصور قائلا:” البلدية قامت بفتح طرق في حي البدو، ومن اجل تنفيذ هذه الخطوة كان لا بد من هدم جدار احد الجيران الذي كان مبنيا على ارض عامة، كما ان البيت الذي يتحدثون عنه مقام على شارع مرخص وبدون رخصة بناء، وهذا المبنى غير مأهول بالسكان، وأصحابه يسكنون في الكسفية في منطقة النقب”.
ثم قال:” السكان هناك تلقوا انذارات وقدموا اعتراضات وادعوا ان تنفيذ الهدم لا يمكن ان يتم قبل يوم 5-12-2105، وانهم ستوجهون الى القضاء لاصدار قرار لابطال الهدم، لكنهم لم يقوموا بهذه الخطوة. بالأمس وصلنا الى الموعد المقرر لافتتاح الشارع، واليوم الاثنين قمنا بافتتاحه، والبلدية بدورها تعمل وستعمل فقط وفق القانون”.
كما قال:” اعمال الهدم تمت بالتنسيق مع ممثلي عائلة زبارقة وعلى رأسهم ابو نشأت، الذي تحدث معهم وطلب منهم عدة مرات تنفيذ الهدم بأيديهم لكنهم رفضوا. من هنا نقول ونؤكد انه على المواطنين بان يدركوا جيدا بأننا نحبهم ونحتضنهم، لكن سلطة القانون هي فوق كل اعتبار، وان افتتاح الطريق جاءت من اجل توسيع الشارع وتوفير خدمات افضل للسكان”.
اما ما ذكرته عدالة جبالي فقد عقب رئيس البلدية قائلا:” البلدية نفذت اعمال على اراضي تابعة للبلدية”.