قال العرب “العلم في الصغر كالنقش في الحجر”، اي ان ما يغرس في مرحلة الطفولة، وإن كان المربون يجدون صعوبة في ذلك إلا أن النتائج تكون مجدية ومثمرة، تنسي المربي مرارة التعب والجهد، وتذيقه حلاوة الثمرة، والسبب في الصعوبة التي قد يجدها المربي في التعليم في هذه المرحلة أن مدى الاستيعاب لدى الطفل لما يراد منه يكون قليلا، وبالرغم من صعوبة النقش على الحجر إلا أن النقش هذا يصمد ويبقى زمنًا طويلا.
ان الطفولة استثمار للاخلاق والعلم والمعرفة، وفرصة امام المربين في انشاء مجتمع يرقى الى اسمى صفات الانسانية، واعلى درجات التطور، ذلك بغرس الاخلاق شريعة تحكم الطفل، والضمير رقيبا داخليا يحكم تصرفاته.
قد ينتج الوالدان اطباء ، او محاميين، وعمالا، للمجتمع، ويخرجان مواطنين يمتهنون وظائفهم على اكمل وجه، الا اننا لا نصنع انسانا بمعنى الكلمة، نبني اجسادهم وننميهم، ونعلمهم، غير مدركين بان علينا كما نغذي جسد الطفل لينمو علينا ان نغذي ضميره لينمو، ليكبر كاملا شكلا ومضمونا، مؤهلا للانخراط في الحياة العملية والاجتماعية، مفعما بالاخلاق الحميدة، متسامحا، نابذا لكل الافات السلبية، لبناء مجتمع يصمد امام اي تحديات لان اساسه متين.
موقع “الطيبة نت” اجرى لقاءات مع عدد من المربين المتقاعدين ذوي باع طويل في مجال التربية من تجارب خاضوها على مدار عشرات السنين، مع مختلف الطلاب من مختلف الخلفيات الاجتماعية، ومختلف التنشئات.
في حديثه المربي حسين جبارة، قال:” ان العم في الصغر كالنقش على الحجر، فالطفل عبارة عن لوح ابيبض، بدون تشويش، بدون ما يضيق على العملية التعليمية، ففي الجيل الصغير، الطفل جاهز للتعلم ومتعطش للعلم”.
وتالع:” فالانسان بطبيعيته يحب الاستطلاع واكتشاف الامور، ان هذه طبيعة الانسان، لذا يتساءل الاطفال الكثير من الاسئلة، وعلى الاهل ان لا يملوا كثر اسئلة طفالهم”.
اما المربي عبد الرجمن حاج يحيى عاصي، فقال:” ان اهم مراحل تنشئة الطفل هي مرحلة الصغر، لان ما شب عليه الانسان شاب عليه، واذا تمكنا معا، الاهل والمدرسة وجمعيات ومؤسسات مستقلة وغيرها سياسة، بان نزرع الاشياء الاجابية في نفس الطفل، نقطف ثماره في المستقبل، عندما تنعكس تصرفات الطفل على المجتمع”.
وبدوره المربي سليم مصاروة انقر قال:” من اهم الاشياء في حياتنا هو التعليم من الصغر ، لان التعليم في الصغر اسهل من التعليم في الكبر، التعليم في الصغر يبقى في الذاكرة ، ما تعلمناه نحن في الصغر نتذكره اليوم، اما الذي نقراه اليوم قد ننساه، لان عقل الطفل يكون خالي من المعلومات لذا يسهل علينا تطعيمه بالمعلومات ، وهو تربية التلميذ على ان يتجه الى الاتجاه الصحيح في الحياه بالضبط مثل الحكمة تقول كالنق”.
لذا يتوجب علينا كاهل ان نفرق بين الاشياء السلبية والايجابية بالاخص لدى الاطفال، علينا الاختيار والانتقاء للاشياء الحسنة المفيدة للطفل لنجنبه من الاشياء السيئة، الترية الان هي امر صعب لان الطفل ياخذ الحرية اكثر ويجب ان يكون مع الحرية التوجيه الصحيح وموقف مسؤول تجاه الطفل والولد”.