مقال من المستشارة والمربية احلام جُمعة حول كيفية التعامل مع ابنك بحسب شهادته المدرسية، وهل اذا كانت الهادة هي تقييم للاباء ام للابناء؟.
كيف اتعامل مع شهادة ابني؟
العطلة على الابواب وسيعود الابناء الى بيوتهم حاملين نتائج ما حصلوا عليه من علامات في الفصل الدراسي. هنالك مشهدين يمكن ان نراهما في يوم توزيع الشهادات:
1) المشهد الاول لطالب يستلم شهادته ذات العلامات العاليه ويلوح بها عاليا بفخر ليراها الجميع.
2) المشهد لطالب يستلم شهادته ذات العلامات المتدنية ويطويها محاولا قدر استطاعته اخفائها عن عيون الجميع.
ليس من الصعب علينا ان نخمن ما يشعر به كلا الطالبان, وكذلك ما يشعر به اهل كل منهما، وكيف سيتعاملون مع كلتا الشهادتين.
جميعنا كاباء نتوقع ونتمنى ان يحصل ابناؤنا على علامات عاليه في دراستهم، حتى عندما يكون لدينا علم بوجود صعوبات يواجهها ابنائنا خلال الفصل الدراسي.
قبل ان تقوموا باي رد فعل تجاه الشهادة، فكروا للحظة كيف كان شعوركم عندما كنتم في سن ابنكم وفي مكانه؟ وكيف كان رد فعل ابائكم على شهادتكم الغير جيده؟
اولا: تذكروا ان الشهاده تمثل فقط المجهود الذي بذله الطالب في زمن محدد وفي مجال واحد من مجالات حياته, وهي لا تمثل شخصيته كانسان، ولا تعطي اي معلومات عنه بما يخص نقاط القوه لديه وايجابياته ومميزاته الخاصه. ولا تنسوا ان العلامات في الشهادة ما هي الا صورة مركبه من عوامل مختلفه مرتبطه ببعضها البعض وتؤثر على بعضها البعض, مثل: شخصية الطالب, المعلم، وضعه الاجتماعي والعائلي، تجاربه وظروفه الشخصيه مثل ولادة اخ جديد, وفاة شخص عزيز وغيرها.
اذا كيف اتصرف اذا حصل ابني على شهاده بمعدل غير جيد؟
1. على ان اتفهم اولا ان كل شخص في العالم يرغب بالنجاح ولا يريد الحصول على علامات متدنية وبالطبع لن يكون سعيدا بهذه العلامات، بل يكفيه ما سيشعر به من الالم والشعور بالذنب.
2. لا اعاتبه او اوبخه ولا استعمل عبارات مهينة بحقه بسبب العلامات.
3. اجلس معه واحاوره حول مشاعره بالنسبة للشهادة- ما الذي اعجبه فيها وما الذي يريد تحسينه في الفصل القادم؟ وكيف سيخطط لفعل ذلك.
4. اخصص وقتا “لقراءة” الشهادة، ليس فقط العلامات وانما اهتم بالملاحظات والمواضيع التي وجد بها صعوبة واركز على المواضيع التي ابدى بها تحسنا.
5. اشجعه على المجهود والمحاوله وليس فقط على النتائج. مثلا امدحه على تخصيص ساعات من وقته لتحضير الوظائف البيتيه في هذا الفصل، وعلى نجاحه بالاعتماد على نفسه او تحسين علاماته في موضوع معين، او على بذله جهدا اكبر هذه المرة وغيرها من المحاولات الايجابية.
6. افصل بين الشهاده وابني. اذا حصل على علامات كامله لا اشجعه بقولي “انت عبقري”، ولا اغرقه بالجوائز المادية، بل اشدد على فعله وليس على شخصه وبدلا من ذلك اقول له: “ارى انك حصلت على علامات ممتازه في هذا الفصل” واساله ما الذي ساعده على ذلك. فحتى لو حصل على معدل متوسط في المره القادمة، لن يشعر بانه سيفقد حبنا واحترامنا له وثقتنا به.
7. والاهم هو ان اوصل لابني رسالة انني احبه دوما بغض النظر عن معدل شهادته, ولا اعاقبه او اظهر له حزني وخيبة املي اذا كانت شهادته غير جيدة، بل التوجه للمختصين لفحص الاسباب وايجاد الحلول لمساعدته ويمكنها ايضا ان تكون فرصة للتقرب من الابناء ودعمهم بغض النظر عن العلامات والشهادة.
8. من المهم ان لا اجعل من تحصيل ونجاح ابنائي، مقياس لقيمتهم ولما يساوونه في نظري، وان لا اجعل منه مقياس لقيمتي ونجاحي كاب.
9. ان لا تكون العلاقات بيني وبين ابنائي هي المؤشر الوحيد للنجاح في العائلة، لان ذلك سيجعل ابنائي في حالة قلق وخوف دائم من الفشل، وقد يؤدي بهم الى ان يمتنعوا عن المحاوله والاجتهاد في الدراسة حتى لا يخاطروا بنتائج فاضلة.
تذكروا ان الشهادة المدرسية ليست ضمانا للنجاح قي الحياة، وعلينا ان لا نبدي استيائنا وخيبة املنا اذا لم يحصل ابننا على شهادة جيدة. اكبر مثال على ذلك هو نجاح وتميز الكثير من الشخصيات الهامة والتي انجزت وساهمت في رفعة مجتمعاتها في حين انها لم تكن هذه الشخصيات من المتفوقين في مدارسهم.