ان اخطر واكبر التحديات التي يواجهها العرب في الداخل الفلسطيني، هي سياسة هدم منازلهم وقراهم، السياسة القديمة الحديثة والممنهجة ضدهم، النابعة من كونهم يشكلون خطرا امنيا وتهديدا ديموغرافيا، تسعى المؤسسة الاسرائيلية الى محاربته بشتى الطرق، منها مصادرة الاراضي وتشريعات لمصادرة الأرض، عرقلة الخوارط الهيكلية، تقليص مسطحات النفوذ، وغيرها يطول سردها…
اعرب اهالي مدينة الطيبة عن غضبهم الشديد واستنكارهم وتنديدهم، ازاء هدم منزل ابراهيم زبارقة مطلع الاسبوع الحالي، بحجة البناء غير المرخص، فيما ابدى عدد من الشباب عن رأيهم حول هذه القضية التي تقض مضاجع اخوانهم وتهدد اسرهم بالتشرد، في ارضهم ووطنهم…
وقال الشاب عزت جابر:” نحن نرى ان ما تسعى اليه السلطات هو عبارة عن سياسة ممنهجة، ضد عرب الداخل بشكل عام وبعض البلدات بشكل خاص كبلدات المنطقت وهو المثلث البرمودي قلنسوه ، الطيبه ، الطيره . وما جرى في مطلع الاسبوع هو خطير للغايه وهو اعلان عن حمله تكسير لاضلاع هذا المثلث البرمودي ، والمقلق في الامر ماذا علينا ان نصنع كسكان للمنطقه مع المستقبل الذي يراه البعض منا وخاصة شبابنا كأنه غابه سوداء . والسؤال الذي يطرح نفسه ما البديل لهذه الاضلاع واين وكيف ؟؟؟ من الواضح للجميع انه لا يوجد بديل الا بديل واحد وهو ان على السلطات والجهات المختصة الادراك تماما ان واجب عليها حل مشكله البناء والترخيص كما كان وما زال واجب علينا منذ سنوات دفع الضرائب المحلية وغير المحلية فآن الآوان ان تتعامل مع قضيانا كمواطنين عرب وتقدم حقوقنا وليس كالطابور الخامس ولا ضيوف على هذه الارض”.
اما الشاب مهاب مصاروة، قال:”هدم البيوت هو ابشع ما يتخيله الانسان حسب رايي ، لانه ليس فقط هدم الحجر والاسمنت، وانما هو هدم لهويتنا وقضيتنا ولمعنوياتنا . مسلسل الهدم يقع على عاتق الحكومة وهو امتداد لقوانين مصادرة الأراضي التي سنتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في سنوات الخمسين والستين تحت ذريعة القانون والتنظيم ، ولكن لا يخفى علينا ان هذه السياسة البشعة والدنيئة ما هي الا عقاب جماعي وليس فردي لكل العرب في دولة اسرائيل ، ولمواصلة الضغط علينا على ان نخضع للسياسة الاسرائيلية والتهجير”.
اولاً ، نضال شعبي جماهيري غفير قانوني متواصل وليس يوم او يومين ، لنسمع صوتنا لابعد الحدود ، وليس باضرابات وهميه التي تؤثر علينا بالاساس . ثانياً التوجه الى الجهات الرسمية الإسرائيلية والعمل على تحسين الوضع القائم حتى يكون العرب مواطنين مع حقوق كاملة في موضوع الأرض والتخطيط على أساس مساواة مدنية حقوقية كاملة ، وليس على أساس ظلم وفصل نفوذي وديني وقومي ، فالمساواة في الوضع المدني والحقوقي والتخطيط للمواطنين العرب ليس مطلب من اجل تحقيق العدالة والمساواة بل هو مطلب اساسي لعيشة كريمة وامنه وهي ابسط الحقوق .
٣) الوحدة ، الوحدة العربيه مطلوبه وهي اساس صمودنا ، للاسف نحن شعب مهمشين مشتتين ، وعندما ترى المؤسسه الاسرائيليه اننا مشتتين وفي سبات عميق ، ستكمل شبح الهدم بدون توقف ، ولكن عندما نتحد فستعيد الحكومه حساباتها من جديد
ومن جانبه قال الشاب محمد جبالي:” إن للجميع نصيب من هذه المسأله ولا يقع عاتقها على شخص واحد بل على البلدة عن بكرة ابيها ،وعلى الحكومة ايضاً، فقرار الهدم لم يسمع من قبل بل لم تبلغ البلدة بفاجعة السنة، بل تم اعلانها في نفس الوقت الذي داهمت بها الدولة، منزل ابن بلدتنا وقامت بتطويق المنطقة من ابواب الطيبة ومن ابواب قلنسوة، وهنا تم الاعلان بشكل رسمي من قبل الدولة امام الجميع انه سوف تبدأ عملية الهدم فهنا نوجه اصابع الاتهام لهذه الدولة النجسة كما وايضا كي لا ننسى، ففي نفس الوقت تقوم الحكومة بالتضييق علينا من مساحات ورخص للبناء، فلا يستطيع المواطن ان يسكن الا في ارضه التي لا يوجد بها ترخيص له وملكه الخاص، لانه ليس بيده حيلة او خيار اخر الا ان يعيش في بيت تحت التهديد المتوقع بكل ثانية أن يأتي ويهدم بيته.
وتابع:” اضافة فإن الامر لا يقتصر على دولة الاحتلال، انما ايضا على رؤساء البلديات الذين لم يقفوا بكل حزامةٍ لمعالجة القضية كما يجب، بل هم وأعضاء الكنيست “المشتركين” لم يقوموا بعملهم السياسي كما هو مفروض، بالدفاع والنضال والمواجهة، بل قاموا بحل القضية “بعد ما وكع الفاس بالرأس” بمهرجان وسلسلة بشرية وتبرعات بدلا من ان يقوموا بثورةٍ سياسةٍ هم برئوسهم داخل مجلس البرلمان التابع لهم . ان البيت والمسكن هو ملاذك الاخير الذي يحميك ويرعاك فان فقدته فسوف تعيش في البريه بلا مأوى ينهش كل شخص من لحمك وعظمك مشردا مهدود الحال، لذلك لكي تحافظ عليه يجب أن تفدي دمك وروحك وصلبك لاجله فهو ليس فقط لك بل لاطفالك ونسائك فاين يذهبون من بعد الدمار؟! لذلك ادفع دمك بكل قوتك لتتصدى لهذا العمل البربري اذا تم التهجم عليك ويجب على كل الرجال في البلدة بان يخرجوا لاي علمية هدم وان يتصدوا لها بكل ما لديهم من قوة وطاقة شبابا وشيوخاً فإن “حجر الدومينو الاول قد سقط وسوف يأتي حجرك يوماً اذا لم توقف السلسلة”.
وختم:” النضال الشعبي والمظاهرات امام بيت رئيس الحكومة وامام مجلس البرلمان (الكنيست) وامام البلديات وامام محطات الشرطة وزيادة وتيرة الضغوطات من الاشخاص الذين يعيشون الحياة السياسية بكل اصنافهم والمناشدة الشعبية بوقفة قطرية لصد كل هذه الاعمال “.