كفر برعم – قرية فلسطينية مسيحية مهجرة
كانت القرية تنهض على تل صخري يرتفع ارتفاعا خفيفا عن الأرض المحيطة به وتواجه الشمال و الغرب .وكانت طريق فرعية تصلها ببعض قرى الى الشرق و الغرب منها و تفضي الى الطريق العام الساحلي والى طريق صفد العام .ومن الجائز أن يكون اسم القرية تحريفاً لاسم بلدة بريعم الكنعانية في أواخر القرن التاسع عشر ,و صنفت كفر برعم بأنها قرية مبنية بالحجارة، ومحاطة بالبساتين و شجر الزيتون و كروم العنب وقدر عدد سكانها بما بين 300 و 500 نسمة و كان سكانها في معظمهم من المسيحيين في الأزمنة الحديثة ,كان سكانها يتألفون من 700 مسيحي و 10 مسلمين وكانت منازلهم المبنية بالحجارة متقاربة جداً بعضها من بعض .وكان بعض أراضيها مغطى بالغابات وكانت الزراعة المروية بمياه الينابيع الكثيرة أهم موارد رزق السكان ,الذين كانوا يعنون كثيراً بزراعة الزيتون و الأشجار المثمرة .في 1944/1945 ,كان ما مجموعه 3718 دونما مخصصا للحبوب و 1101 من الدونمات مروياً أو مستخدماً للبساتين .وكانت كفر برعم موقعا أثريا يحتوي على أثار معاصر زيتون و قبور وصهاريج وكنيس لليهود .
احتلالها و تهجير سكانها :
استسلمت كفر برعم في أوائل تشرين الثاني /نوفمبر 1948 يوم سقط الجليل في يد القوات الإسرائيلية خلال عملية حيرام (أنظر عرب السمينة، قضاء عكا)وتم طرد سكانها كغيرهم من سكان القرى الحدودية (مؤقتاً و لأسباب أمنية) وقد سمح لبعض الذين طردوا الى خارج الحدود بالعودة الى إسرائيل لكن لا الى قريتهم .أما غيرهم ممن وجدوا مختبئين في الكهوف المجاورة للقرية, فقد نقلوا الى قرية الجش (3 كلم الى الجنوب الشرقي)، و أحلوا في منازلهم التي أخليت من سكانها سابقاً .وفي تموز /يوليو 1952، قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بان لا سبب يمنعهم من العودة .لكن الجيش الإسرائيلي سوى القرية بالأرض في سنة 19530.
المستعمرات الإسرائيلية على الأراضي :
تقع مستعمرات دوفيف (188273)، التي أنشئت في سنة 1963 على أراضي القرية شمالي غربي موقعها و إلى الشمال الشرقي على بعد يسير من موقع القرية تقع مستعمرات برعم (191273 )التي أسسها نفر من أعضاء البلماح في سنة 1949.
القرية اليوم :
دمرت القرية و المبنى الوحيد الذي لا يزال قائماً هو الكنيسة و قبة الجرس .وتنتشر على سفح التل الحيطان المتداعية و المنازل شبه المنهارة و الأنقاض و تكسو الشجيرات الشائكة و الأعشاب كل ذلك و لا يزال بعض الآثار القديمة ماثلاً للعيان .وقد أغلق موقع القرية، و أعلنت المنطقة المحيطة موقعاً سياحياً و أثرياً .
وفي الكنيسة يتم الاحتفال بالاعراس والمناسبات الدينية كما ايضا ما زالت موجودة المقبرة المسيحية في القرية واتي يدفن ابنائها فيها ..لم يعودوا وهم احياء فعادوا وهم اموات…
سكان قرية برعم المسيحين اغلبيتهم من الطائفة المارونية و الاقلية من الطائفة الروم ملكية لكن لم يكن كنيسة لابناء طائفة الروم الكاثوليك وايضا سيادة مطران ابرشية عكا حيفا الناصرة وسائر الجليل الياس شقور ابن قرية كفر برعم واول فلسطيني في هذا المنصب.