العولمة وعدم الرقابة احدثت نوعا ما من التفكك الاجتماعي* يتطلب من جميع شرائح المجتمع الوحدة من اجل الحد من هذه الظاهرة* فتاة تروي تحول حياتها الى جحيم* الاستاذ حسين جبارة: كل من يوقع فتاة يفتح المجال ان قع اخته* احمد حاج يحيى: يجب انشاء جسم مستقل، يعطي محاضرات توعية مختلفة المستويات* محمد تايه: الموضوع وصل الى اعلى درجات الخطورة في هذا العصر!
لا يخفى على البعض، الوضع الخطير الراهن بين شبابنا وبناتنا في المجتمع العربي، في ظل انكشاف الاولاد من الجيل الصغير، على العالم الخارجي، الذي لا يضع لهم قيودا، في ظل انعدام الرقابة في البيت وفي المدرسة. وفي الآونة الاخيرة، نلمس ازدياد في القضايا الجنسية التي تتعلق بمواقل التواصل ونشر صور لفتيات بوضعيات محرجة، مع التسليط على الحوادث في صفوف طلاب المدرسة، خارج نطاق المدرسة، وداخلها في بعض الاحيان دون التطرق الى اسماء، ما تعتبر تصاعد في مثل هذه الحالات، علما بانه كانت في سابق العهد، لكنها لم تكن بهذه الحدة، وسرعة الانتشار.
ان هذا التطور االعولمي وهو نظام عالمي جديد يقوم على الإبداع العلمي والتطور التقني والتكنولوجي وثورة الاتصالات بحيث تزول الحدود بين شعوب بالعالم، ودخوله على مجتمع محافظ، كالمجتمع العربي المسلم، احدثت نوعا ما من التفكك الاجتماعي، والذي يعتبر مؤشر خطير، يتطلب من جميع شرائح المجتمع العمل بوحدة، لإنقاذ ما تبقى، ورفع درجة التوعية في صفوف الشباب من الجيل الصغير، في البيت وفي نطاق المدرسة.
في هذا التقرير تروي لنا فتاة من المثلث (الاسم محفوظ في ملف التحرير) عن حادثة حصلت معها، قد قلبت مجريات حياتها في هفوة صغيرة الى جحيم لا يوصف. تقول الفتاة، في يوم تعرفت الى شاب في نطاق موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وكانت العلاقة، علاقة اصدقاء، وتطورت مع الزمن، وفي حينها احبت الفتاة الشاب، وتطورت العلاقة الى تبادل ارقام الهواتف، وبعد ان احبته شديدا الى درجة، كانت لا تسطيع ان ترفض له طلب. وفي يوم من الايام، طلب منها ان ترسل له صورا وهي في وضعية حرجة، ومن حبها الاعمى له، وفي هفوة منها من غير ان تطاوع عقلها، ارسلت له صوراً، حتى وقعت الواقعة، وفي يوم من الايام، انتشرت صورها عبر موقع التواصل، وشاعت في كل مكان، وكادت ان تضع حدا لحياتها، بسبب هفوة صغيرة. وانقلبت حياتها من حياة طبيعية، الى حياة جحيم، كانت تخاف الخروج الى التعليم والعمل، خوفا من نظرات الناس، التي هي ايضا لا ترحم.
وتابعت:” لن انسى تلك الايام، التي سببت لي جرحا عميقا لن يشفى مدى الحياة. حين توجهنا الى الشرطة، لم تفعل اي شيء جاد في الموضوع، تم اعتقال الشاب لساعات قليلة، ومن ثم الافراج عنه دون علة”.
واختتمت:” هذه الحادثة لم افكر يوما انها من الممكن ان تحصل معي، وانها قلبت جميع مجريات الحياة الطبيعية، التي كنت ازاولها. انصح الصبايا، ان يكن اكثرا وعيا، وان الحب لا يأتي بصورتك وانت في وضعية غير لائقة”.
خلاصة: من كان يريدك شرفاً له، لما كان طلب لك صورا في وضحية حرجة، واعلمي ان العقل هو الذي يفكر وليس القلب، كلنا لديه مشاعر وعقل، لكن السؤال هل كلنا يحكم عقله في اللحظات الحرجة. وهذه النصيحة قد تأتي عابرة، لكن ضعيها في مقدمة الحياة، ان شرفك وعرضك انت المسؤولة عنه، وهو اغلى ما تملكين، حافظي عيه من الوحوش المتكاثرة في هذا المجتمع من شباب وصبايا، ولا تنجري وراء الشهوات، كي لا تقعي فريسة في مصيدة احد الوحوش من اجل ان يشبع غرائزه بك”.
اراء حول الموضوع:
وتحدث الشاب احمد حاج يحيى حول الموضوع قائلا:” قيود السيطرة التي تستمد من الدين لا تكفي للحد من هذه الظاهرة. بمجرد اختفاء الاهل تختفي السيطرة ويحصل ما يحصل. اولا صناعة “البورنو” مثلها مثل صناعة السجائر والادوية. محاصيل انتاجاتها تقدر بمئات الميلياردات، اصحاب هذه الصناعات لهم تأثير كبير على السياسة والاعلام. اولا، يجب ازالة الحواجز بين الاهل وابنائهم في هذا الموضوع، بغص النظر ان قسم من الاهل ليس لديهم وعي في هذه المواضيع. واعطاء كل جيل حقه من التوعية, وطبعا هذا ممكن وجائز في اطار حدود الادب.
وقال:” صناعة “البورنو” التي نستمد منها اغلب معلومتنا عن الجنس، تصور المرأة على انها اداة، خاضغة للرجل وحتى انه يتجنبون التواصل الجسدي بصورة كبيرة لكي لا يتم تخريب المكياج والتصوير. ثانيا، تصوير هذه العلاقة بموجب خطوات واجراءات ثابتة تعطي لهذه العلاقة صورة ثابتة يتداولها الناس, ويأتون بمشاهد ثابتة مدسوسة في خيالهم ليفرضوها على زوجاتهم. وهذا غير صحيح لانه لا يجب ان يكون لها شكل ثابت وهي متعلقة بثوابت واتفاقات متواصلة بين الازواج. وحتى الغرب يعاني من هذه الصناعة، فتجد انعاكاساتها على حالات الطلاق الكثيرة، الاغتصاب والخيانة. المحاضرات في العالم في هذا المجال نجدها في كل مكان لكنها لا تلقى تمويل وتأييد. فسرعان ما تفشل وتختفي ولا تلقى اقبال. انا اوافقك الرأي انها قضية ملحة وهامة وتجمع جميع افراد المجتمع تحت سقفها. حسب رأيي يجب انشاء جسم مستقل، يعطي محاضرات توعية مختلفة المستويات. مع الاخذ بالحسبان الحدود التي يفرضها الدين والمجتمع”.
وتابع:” لا اعتقد انه يوجد حل اخر. وخاصة ان لا يصب في مصلحة “الكبار”. مثال بسيط على ذلك كل الابحاث التي وجدت بديل للنفط منذ عشرات السنوات اختفت ولم نعد نسمع عن اثارها. اعتقد ان ضربنا وقيدنا ومنعنا والكل واعي انه غلط. ومازال كل شيء باقي على حاله. لا يكفي ان تقول وتمنع. يجب ان يكون لدى الشباب وغيرهم وعي لمدى الاضرار. فهنالك الكثير من الافلام والقصص, التي تجسد صورة الخيانات والعلاقات الغير شرعية على انها تجري في السر. واختفاء قيود الاهل والمجتمع والفضول وحب الاستطلاع يجرهم اليها. وما زلنا نشير على الاسلام او الثقافة او التربية على انها الحل. ولا نجيد استعمال اي حل”.
وقال الشاب محمد تايه:” بسم الله الرحمن الرحيم ،وصلاة وسلام على اشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ،وبعد ،كما ذكرت الموضوع وصل به الا اعلى درجات الخطورة في هذا العصر والزمن لسيما اننا نسمع الاعتداء الجنسي في المدارس بجميع اجيال المراهقة وفي حياتنا اليومية وفي البيوت عامة العزباء والمطلقة والمتزوجة، كل ذالك له اعجاب عجاب وله تدهو كبير للمجتمع العربي الداخلي وسوء وزيادة في النقص وكثرة في الهلاك وضياع لاجيال قادمة اذا ما يرون الصغار في حريتهم بمحركات البحث والانترنت ..وفي القنوات اغلبها عري وخزي وعار ..وفي حياتهم اليومية ..لا تعلم هل الحجاب لبس ام هو اسم لا يحمل شرف او عرض كثير من الفوضى تحوم والاوضاع تقتصر على الجميع ..الاسباب هي نفسها المعيشة والحرية والتفتح والابحار والتقليد والغريزة ..لكن يقع المسؤل عن كل هذا تربية الاهل والمعلمين ..كيف تريد من طالب ان لا يخطئ ونحن نسمع قصص غرام بين المعلمين وقصص تقشعر لها الابدان ..كيف لطفل او مراهق لا يخطئ وهو يرى اباه هامل في الدنيا واخاه مرتبط واخته مرتبطة وامه كذالك!! نعيش حياة لا نعلم ما هي المصلحة والاهمية.تجد الاطراف كلها مبعثرة ولا حياة بها او مخافة ..الموضوع ليس له حلا ، على كل اب ان كل يربي ابناءه تربية صالحة وقبل ان يربي ان يخاف الله هو بنفسه وعرضه وشرفه،نسال الله ان يفرج علينا وان يستر عورتنا ونسائنا ونساء المسلمين ..والسلام عليكم”.
نفهم الشباب ان البنات بنات الجميع
وبدوره قال الامربي الفاضل حسين جبارة:” هذا الموضوع لا يأتي بعنصر واحد، من المفروض ان تتضافر عدة عناصر منها التربية في البيت والتربية في المدرسة والمجتمع، نحن نعيش في مجتمع تقليدي محافظ، لسنا مجتمعا علمانيا، وعندما نتحدث عن مساواة وحرية لكن عندما ننفذ ننفذ تحفظ وعدم مساواة، القضية هنا قضية تربية من الاساس، وان نفهم الشباب ان البنات بنات الجميع”.