لا أعلم حقا بأي عنوان أبدأ ، دمعتي سبقتني بالعنوان ولكني سأكتب ، لعلها الكتابة مع دعائنا لله هي افضل ما يُهدّئُ نفسي الآن .
في هذه العتمة أكتب ، مع ألمٍ في الرأس وهدوء الجميع مع الشهيق والزفير المتذمر بصوت عالٍ ، فقد تعبت قلوبنا من الشكوى والتذمر ، تعبت حناجرنا ونحن نقول نريد حلا ، اين انتم؟ نحن والله بشر ، اين انتم ايها العرب؟ صدقوني الأمل في كل دقيقة يموت ويحيا فينا، عيوننا تلمح ماء زمزم بجانبنا ونقول الحمد لله. من الساعة الخامسة صباحا وحتى هذه الساعة ونحن في هذه الصحراء ، بجانبنا مراحيض الوباء الحقيقي بكل معنى الكلمة ، لا اعلم اصلا ان كانت مخصصة لأن تكون بيوتا للقذارة والحشرات أم خصصت للبشر.
شعورنا لا يوصف بالظلم وعدم الانسانية وعدم الضمير الذي يداهم حالنا. تعبنا الانتظار، أطفالٌ يتذمرون من الخبز اليابس وكبار في السن عظامهم تكسرت من جلسة الحافلة المتواصلة ، ألهذه الدرجة رحمةُ العرب بالعرب قاسية حدّ القسوة القصوى !
تعبنا والله تعبنا ولم نعد نصدق خبر وصول حافلة أخرى ، دولة بأكملها ايتها الأردن ” الشقيقة” ليس بك رحمة ولا حافلة واحدة ترحمنا ؟؟ أشفق على حالنا وألمُ رأسي يزداد، أكملُ في الكتابة وأرفض الراحة التي لم تتعرف علينا حتى الآن ، نحتسب الأجر عند الله ونقول الحمد لله بأننا لسنا جرحى ولا قتلى بدماء عدم النظام !!
وحشية الإنسانية تقول أنناا في القرن الواحد العشرين واستراحاتنا العربية تقتل فينا كرامة الانسان !
يمرون من أمامنا بأحذية تلمع ، منهم من يضحك على تذمرنا ومنهم يرانا ولا يعبّرنا .. لا احترام ولا تقدير لضيوف كانوا ضيوف الرحمن ، والله لو تسمعوا كلماتنا ، أعصابنا ، وضحكة حسراتن وتعب أجسادنا ستقولون حسبي الله ونعم الوكيل في دولنا العربية ! ولا حول ولا قوة الا بالله بطعم ما نشعر جميعنا الآن !
ليس لدي قوة لكلام أكثر ، وحدادي على وطن عربي لا يقدر حتى الآن قيمة الانسانية في الإنسان .
عُروبتي ..
في أحيان عسيرة لا تلومينني حينما أخجلُ بكِ!!