استشارة تربوية مقدمة من المستشارة احلام جُمعة لكيفية تحفيز الابناء على الدراسة، النجاح فيها.
بعد انتهاء عطلة الربيع وعودة الطلبه الى المدارس، بعضهم سعيد وفخور بتحصيله وبعضهم الاخر يعود الى المدرسة محملا بمشاعر الاحباط والياس من عدم قدرته على تلبية توقعات وطموحات والديه منه والنجاح بمهامه الدراسية. ومن المتوقع ان يكون رد فعل الاباء عند مشاهدة علامات ابنهم المتدنية بالاستياء والغضب وخيبة الامل لانه لم يأت بما يجلب لهم الفخر والرضى. نحن نعلم ان الشعور بخيبة الامل هو شعور غير لطيف وغير مريح ولكن علينا ان نعلم ان هذا الشعور هو اكثر شعور مؤلم وضار يمكننا بثه للاخرين.
والان فكروا للحظة بشخص مهم ومؤثر جدا بحياتكم، ماذا كنتم ستشعرون لو غضب منكم هذا الشخص او اشعركم بانكم خيبتم امله كونكم لم تفعلوا ما توقعه منكم؟
هل تحسن ادائكم بعد ذلك؟
لا شك انكم ستشعرون بالحزن والالم الشديد. ولكن تذكروا انكم عندما تظهرون خيبة الامل لابنكم، انتم توصلون له رساله هدامه وتبثون به مشاعر الياس بدلا من ان تحثوه للحصول على التغيير والتحسين، خاصة اذا كان ابنكم يعاني من صعوبات تعليمية لا توجد لديه سيطره عليها.
اذن، ماذا علينا كاباء ان نفعل ؟
اولا علينا ان نعلم انه لا يوجد شخص لا يريد ان ينجح، وكذلك ابنكم يريد النجاح في دراسته، لكن اذا كان لا يبدي اهتماما بالدراسة، فانه بذلك يعبر عن صعوبة معينة. كخطوة اولى عليكم أولا ان تشخصوا الصعوبات لدى ابنكم والتعرف على مصدرها، وان تظهروا اهتمامكم وتفهمكم لما يعانيه وان تحافظوا على محبتكم له بالرغم من تحصيله المتدني. فعندما يكون الاباء مصدرا للدعم والتشجيع لابنائهم ولديهم الجاهزية للمساعدة وقت الحاجة ويخصصون وقتا لمحاورتهم حول صعوباتهم التعليمية، هذا كفيل بالمساهمه في اثارة الدافعية لديهم وتحفيزهم على المثابرة والنجاح.
لزيادة تحفيز الابناء ورفع دافعيتهم للتعلم اليكم النصائح التالية:
· تذكروا ان تجربة النجاح هي المولد الاكبر للحوافز والدافعية للانجاز. اذكروا من حين الى اخر انجازات ونجاحات ابنكم حتى لو كانت صغيرة وضئيلة.
· امدحوا ابنكم على قرارات صحيحة اتخذها في اوقات ماضية.
· اهتموا بالانجازات الصغيرة لابنكم بالمهمات الصعبة وامدحوا المجهود الذي قام به وليس الانجاز المكتمل.
· عندما تقرأوا الشهادة المدرسية امام ابنكم، تطرقوا اولا الى الامور والجوانب الايجابية فيها واذكروها.
· اظهروا اهتمامكم بميول ابنكم وهواياته والامور التي يحب ان يمارسها.
· اهتموا باشراك ابنكم بنشاطات عائلية يشترك فيها جميع افراد الاسرة نحو انجاز هدف معين مثل تنسيق الحديقة او المشاركة باعمال تطوعية خيرية وغيرها.
· ساعدوا ابنكم على نصب اهداف واقعية للفصل القادم في المجال الدراسي او المجال الاجتماعي او غيره من المجالات، وساعدوه لتنفيذها عن طريق المتابعة والتشجيع. قد يكون الهدف هو تحسين العلامات او المحافظة عليها، لان وضع الهدف وتحديد رؤيا مستقبلية في المجال الدراسي من شانها ان ترفع الدافعية وتعطي املا وأمانا لابنكم عندما تثقون به وتدعموه.
· عندما تذكروا المدرسة ومعلمي ابنكم تحدثوا بصورة ايجابية وابدوا دعمكم لسياسة المدرسة وقوانينها وامتنعوا عن انتقاد معلمي، لان شعوركم ورايكم السلبي عن المدرسة لن يساعد في تحفيز ابنكم على النجاح فيها. استرجعوا ذكرياتكم الجميلة والايجابية عندما كنتم في المدرسة وشجعوا الفكرة ان التعلم هو سيرورة تستمر مدى الحياة.
· انتبهوا لاشارات تدل على الخوف والرهبه لدى ابنكم (مثل تغير في عادات الاكل والنوم, كوابيس, امتناع او خجل او تغير في السلوك)، ذلك يؤثر بشكل كبير على الدافعية وعلى القدرة على اتخاذ القرارات والقدرة على التعلم والتذكر.
· تاكدوا من حصول ابنكم على الراحة والنوم الكافي لان الطالب المتعب لا يستطيع ان يتعلم. الابحاث اثبتت ان فارق ساعة واحدة في النوم يمكنها ان تؤثر على اداء الطالب المدرسي في اليوم الذي يليه. النوم يساعد على معالجة احداث نفس اليوم وتخزين ما تعلمه الشخص، ولذا يتوجب ان يحصل ابنكم على النوم الكافي والمريح وان يذهب للنوم مع شعور بالامان والحماية وبانه محبوب ومقبول، وامتنعوا عن الدخول في صراعات معه وقت الذهاب للنوم.
· اظهروا لابنكم مدى اهتمامكم بقيمة العلم والتعليم وانكم تضعوه في اول سلم اولوياتكم.
· لا تقولوا لابنكم ان “هذه مهمة سهلة” لتشجيعه وتحفيزه للتعلم، فاذا استطاع تنفيذ المهمة فانه لن يشعر بالسرور لنجاحه في اداءها لاعتبارها سهلة، واذا لم ينجح بتنفيذها فسيشعر بالفشل لعدم قدرته على انجاز مهمة سهلة مما يضر بتصوره لذاته. اما الاصح هو ان نقول له ” هذه المهمة تعتبر تحدي بالنسبة لك ولكني واثق ومتاكد انك ستنجح في تنفيذها”.
· ساعدوا ابنكم على تحسين تنظيمه لوقته وتخطيطه لادارة يومه بفاعليه.
· تحدثوا مع معلمي ابنكم ان تدني الدافعيه للتعلم لديه قد تكون نتيجة لفشله الدراسي وليست سببا لها.
· امتنعوا عن مقارنة ابنكم بالاخرين او باخوته الناجحين لان ذلك سيؤدي الى شعوره بالغضب والعدائية لان المقارنة ليست محفزا للنجاح، بل قارنوه بنفسه وبمدى التقدم الذي احرزه بالنسبة لما كان عليه في السابق، حتى لو كان هذا التحسن ضئيلا.
· تذكروا اهمية المحافظة على الروتين والعادات العائلية لان ابنكم سيشعر بالراحة والامان في بيئة ثابتة بعاداتها وسلوكياتها.
· اظهروا ثقتكم بابنكم وبقدرته على النجاح بدراسته. حتى لو كان تحصيله الدراسي مسببا لخيبة الامل والغضب والقلق، حاولوا قدر الامكان ان لا تعكسوا له هذه المشاعر.
· تجنبوا المكافئات المادية بعد حصول ابنكم على علامات عالية، لان ذلك يحفزه للحصول على علامات عالية بهدف الحصول على المكافأة بل دعوه يجد اسبابا اخرى ودوافع داخليه لانجاز ذلك والاستمتاع بهذا الانجاز.
وتلخيصا، اليكم ما توصلت اليه الابحاث حول تاثيرالجو العائلي ودوره في رفع او خفض الدافعية والتحفيز لدى الابناء:
من صفات العائلة التي تدعم وتحفز الدافعية لدى الابناء تتميز بانها:
تمنح الدفئ والمحبة، تحافظ على تتابع في سلوكياتها، داعمة، مشجعة، متقبلة لابنائها، تحافظ على التواصل والمشاركة بين افراد العائلة، تبدي اهتماما بكل فرد وتحافظ على احترامهم.
اما العائلة التي تحبط الدافعية لدى الابناء فتتميز بما يلي:
جوها العائلي متوتر، يتميز بالفوضى، العدائية، كثرة الانتقاد، وهي غير متقبلة لافرادها (رافضه)، لا مبالية، قلقة ولديها مخاوف، وسلوكيات افرادها (الوالدين) غير متوقعة وغير ثابتة.