في سياق إطلاق أسماء أعلام طيباوية على شوارع أو مؤسسات في الطيبة استفزني الرأي الذي لا يؤيد ذلك خشية أن يثير هذا الأمر حساسيات معينة لدى العائلات المختلفة.
بربكم هل هذا اعتبار منطقي يصدر عن أناس مثقفين متعلمين، وأين هي الثقافة التى لا تعرف الحوار ولا تقبل الرأي الآخر، وتنظر إلى الأمور بمنظور ضيق ومجحف. كيف لنا أن نلغي شخصيات لامعة تركت بصمتها الثقافية والتاريخية بسبب ترهات كهذه، ولماذا فعلوا ذلك إذن في أكثر من قرية ومدينة عربية ولم يلقوا بالا لمثل هذه الحساسيات، ألم يئن الأوان أن نرقى بفكرنا ونربأ بثقافتنا عن مثل هذه الصغائر التي تشدنا إلى الخلف.
أليس من حق هذه الشخصيات أن تكرم في بلدها،! هل يكفي تكريمها بدرع أو وسام أو شهادة تقدير تصرف في بنك الغبار والنسيان! ومن قال أننا يجب أن نسمع رأي كل من هب ودب … “يعني لما سموا شارع البلدية كانوا جدا مقنعين!!! “.
ومن قال أن محمود درويش وسميح القاسم أصحاب حق في الطيبة لتخليدهم هنا بالذات أكثر من محمود دسوقي، يوسف الحافظ، الشيخ حسين، أحمد عبد العزيز، عارف العبدالرازق، عبد اللطيف الطيباوي، وغيرهم ممن رفعوا اسم الطيبة عاليا وحفروا تاريخها بأظافرهم.
أنتم يا سادة تنكرتم لكل هذا التاريخ المشرف. أم ان الذاكرة الجماعية لأهل الطيبة غير جديرة بالتخليد وتبعث لدى البعض شعورا بالدونية، الحساسيات التي تتحدثون عنها اعتبار غير مقنع أبدا، بل إنه مستفز جدا، ولتذهب إلى الجحيم كل الحساسيات التي تتحدثون عنها، إذا كانت ستجرنا إلى الوراء وتمنعنا من تقديم شيء من التقدير والاعتبار لأناس لما رفعوا اسم الطيبة عاليا لم يجعلوا لهذه الحساسيات مكانا بل أعطوا وكتبوا وعملوا لكل فرد في الطيبة على السواء، هؤلاء هم التاريخ الطيباوي الذي يجب أن يفخر به كل شخص ينتمي بالفعل لهذا البلد ويهمه أمره. من هنا أناشد رئيس بلدية الطيبة المحامي شعاع منصور بإعادة النظر في تسمية بعض الشوارع وإعطاء الذاكرة الجماعية الطيباوية مكانتها في الحيز العام والمشهد اللغوي في الطيبة.