الراحل محمود الدسوقي هبة من الله لهذا البلد الشقي تجول بقصائده في كثير من دول العالم حاملا في صدره طيبته وهموم شعبه، فغرس هنا كلمة وبذر هناك عبارة نمت وترعرعت واستقطبت انصارا وأنارت دروبا، ثم ما لبث ان جاءه الاعتراف يتلو الاعتراف والتكريم يتلو التكريم من شعوب لا تفقه العربية، ولكنها معجونة بتقدير الآخر فما بالك حين يكون هذا الآخر مبدعا كشاعرنا.
اليوم بعد رحيله الصامت، نتصفح مفكرته من سنين خلت، نجدها مكتظة بتواقيع العرب والأجانب، بشهادات تقدير وتكريم، بصور تذكارية مع شخصيات هاماتها شاهقة. يغيب عن هذا الحشد بلده الطيبة، فمحمود ابنها وشاعرها وله عليها ما ليس لأحد سواه ! لماذا لا نطلق اسم مؤسسة تعليمية او شارع رئيسي على اسمه ليبقى اسمه مخلدا في الذاكرة الطيباوية؟ لماذا لا نطلق اسمه تحديدا على احدى مدرستي “ابن سينا” في الطيبة؟
بهذه التساؤلات توجهنا الى عدد من الشخصيات الثقافية والابداعية المعروفة في الطيبة طالبين الرأي في هذ الاقتراح وهل هم على استعداد لدعم هذه الفكرة، فكانت مواقفهم كالآتي:
د. غادة ادريس مصاروة :”طبعا انا اؤيد وبحرارة تسمية شاعرنا الكبير الوطني محمود دسوقي على احدى المدارس مثل ما ذكر سابقا. ارى ان هذا افضل من تسمية شارع باسمه. اولا لمنع المشاحنات والاختلافات العائلية، فكل عائله تفضل مرشحها البطل المغوار التاريخي الذي له باع في خدمة البلد والمجتمع، ثانيا: عامه الناس لا يتذكرون اسماء الشوارع الا باسم المناطق المشهورة والمعروفة بها سابقا، لذلك سوف لن يتذكروا شارع “محمود دسوقي” مثل ما يتذكرون مدرسة “الغزالية” مثلا، فاذا كان اسمه مقرونا باسم مدرسة فالجميع سيكون مضطرا لحفظه”.
الشاعر المربي حسين جبارة: “فكرة تخليد اسماء الشخصيات المعطاءة فكرة موضوعية تستحق الوقوف. وفي مجال المساهمات الثقافية فقد انجبت الطيبة الشاعر احمد يوسف كما انجبت الشاعرين محمد نجم ناشف ومحمود دسوقي .
واضاف: ولمحمود دسوقي نكهة خاصة نابعة من انتماءاته الوطنية ومن نضالاته السياسية على صعيد كامل التراب الفلسطيني على مدار عدة عقود. من طرفي ادعم فكرة اطلاق اسم المرحوم على احدى المدارس القائمة وخاصة مدرسة ابن سينا ب حيث عاش المرحوم عقده الاخير هناك في منطقة فرديسيا. من الممكن اطلاق الاسم على احدى المدارس التي يخطط لها اليوم لتكون مدارس الغد. واذا تعذر الامر فهنالك امكانية اطلاق اسمه على احد شوارع البلدة. لدي اقتراحات بديلة لاطلاق الاسم على مؤسسة ثقافية مثل “تبواح بايس” او “اللهفا” او المكتبة العامة بجانب اعدادية “المجد” وعلى الاقل ان يُطلق الاسم على احدى قاعات هذه المؤسسات او على قاعة البلدية التي رممت حديثا”. وختم يقول: “لنخلد اسماء ابنائنا لاننا شعب يبني الحياة بعرق وتعب ومجهود”.
الشاعر جهاد بلعوم:” إن عملية التجهيل التي تمارسها ضدنا المؤسسة الحاكمة خلقت جيلا يجهل رموزه، حية كانت أم ميتة، ومجتمعاتنا كذلك كما هي المجتمعات المهمشة فكريا لا تصون تراثها ولغتها ومبدعيها وبالأخص كل ما يخص فكر وشعر وثقافة المقاومة التي كان شاعرنا جزءاً أصيلا منها إن لم يكن رائدها، والثقافة بكل مركباتها هي عنصر اساسي في نهضة المجتمع ونقله نقلة نوعية الى مصافي المجتمعات الحرة الواعية لقضاياها الأساسية. الشاعر الراحل محمود دسوقي لم يكن فقط مهمشا في نهاية حياته ولكن كان كذلك في معظم سيرته الأدبية كونه إنسانا غير مُأطر سياسيا أو فكريا بل كان يحمل هموم أرضه ومجتمعه ومن أجل ذلك ولكونه رمزا نعتز به جميعا يجب علينا أن نعطيه حقه بأن نبقي على ذكراه خالدة للأجيال القادمة حتى تعرف أن من لا يصون تراثه ولغته وثقافته لا يستحق وطنا ولا يستحق أن تحترم الشعوب الأخرى ثقافته”.
واردف قائلا:” أقترح أن تقوم هيئة منبثقة عن البلدية وأطر سياسية ومجتمعية برسم برنامج متكامل يتعامل مع ذكرى الراحل محمود دسوقي يضم عدة مشاريع ثقافية وحياتية ومجتمعية تبقي على ذكراه العطرة صروحا نعتز بها في بلدنا وسائر البلدان العربية”.
السيدة اسمهان جبالي: الشاعر محمود دسوقي، علم من اعلام طيبة بني صعب، تمتع بشخصية ثقافية اجتماعية سياسية. وتشهد له المنابر بمواقفه الرجولية. من اشهر ما كتب “عرج على كل العرب”، فهو شخصية وطنية من الدرجة الاولى. له اصدارات عديدة، وكان من حظي ان نلت أغلب اصداراته، قبل وفاته بعدة اشهر قليلة، كنت من ضمن الوفد الذي زاره ببيته. ورغم المرض وتقدمه بالعمر، الا أنه وقف وقرأ العديد من قصائده، كما كرم “منتدى الطيبه الثقافي”، الشاعر وبعدها باشهر قليلة، انتقل الى مثواه، فارقنا بالجسد وتمكنت روحه من معايشتنا، فله وطن بذاكرة كل من قرأ له. أنا أطالب أواوفق وأشد على يد كل من يسعى الى تسمية أحد الشوارع او المؤسسات او النوادي او المدارس، او المنتديات بإسم الشاعر، فواجبنا تجاهه أن نقدم له ما يستحق”.
الشاعر المربي عبد الرحيم شيخ يوسف: بداية للمعلومية نعِدّ لطباعة الأعمال الكاملة له بالتعاون مع ابنه قيس كما نحن في مرحلة متقدمة منً تنفيذ طباعة الكتاب الثاني “ديوان نداء الروح” للشاعر محمد نجم بالتعاون مع ابنته لبنى وكل ذلك بدعم البلدية. اما بالنسبة لإطلاق اسم شارع على اسم كل منهما هنالك اتفاق بعدم اطلاق اسم شخص من الطيبة على شارعٍ في الطيبة تجنباً للحساسيات وأنا شخصياً لستُ مؤيداً لهذا الاعتبار ولكنني كنت اقلية ولم أنجح في تمرير موافقة لمثل هذه التسميات ولكن الأمر جائز التنفيذ”.
روابط ذات صلة:
الطيبة تحتفي بتكريم الشاعر الكبير محمود الدسوقي
اليومَ مات صديقي محمود، بقلم : د. سامي ادريس
شكر على تعاز بوفاة المرحوم الشاعر محمود دسوقي
البقاء لله – طيب الذكر الشاعر محمود دسوقي (أبو عدي) في ذمة الله
الشاعر الدسوقي سنديانة نقشت عليها سيرتنا، بقلم ناضل حسنين
دعوة الى حفل تكريم الشاعر الكبير محمود دسوقي
الصالون الادبي ينظم اللقاء الدوري الثاني في بيت الشاعرة المربية حليمة دواس
هذه طيبتي: الشاعر الدسوقي سنديانة نقشت عليها سيرتنا
يحق لأبن الطيبة ما يحق لأبن مدينة بخارى الاوزبكية!، بقلم: ناضل حسنين