قرار منع حفلات التخرج المعهودة، اتخذه الاباء، بمصادقة ودعم الجهات المسؤولة، يعارضه الابناء، ويثير جدلا بين مؤيد ومعارض، فهل يتراجع عنه الاباء ام يلتزم به الابناء!
اثار قرار لجنة أولياء امور الطلاب المركزية في مدينة الطيبة برئاسة الامام الشيخ جواد مصاروة، ومدراء المدارس في شتى مراحلها في المدينة، الذي اتخذ بالاتفاق مع بلدية الطيبة، بمنع حفلات التخرج خارج المدرسة، وان تقتصر الاحتفالات على مستوى الصف كل في اطار صفه ومدرسته ، وبمشاركة مربيهم ومعلميهم فقط، جدلا واسعا بين ابناء المدينة، بين مؤيد ومعارض.
هذا وعللت لجنة أولياء امور الطلاب المركزية، في بيان اصدرته مؤخرا، قرارها، بمراعاة أمور كثيرة باتت ترافق هذه الاحتفالات مشيرة الى انها غير المعقولة ولا المقبولة على المجتمع وقطاع كبير من الاهل الذين لا يمكنهم تحمل مصروفاتها حيث صارت حفلات التخرج موطنا للاسراف والتبذير، وهدر للأموال واضاعة للأوقات، وارتكاب المخالفات، وتحميل الاهل فوق الطاقات والإمكانات، كذلك ما يرافق حفلات التخرج في السنوات الأخيرة، ومنعا لتكرار سلوكيات وتصرفات لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا وقيم ديننا الحنيف، ومراعاة لشعور بعض الطلاب والأهل لوجود الفوارق المادية.
وذكر البيان:” بناء على ذلك وبعد اجتماع الجهات المذكورة أعلاه والتباحث بخصوص الامر كان التوجه الى الاتفاق على المقترحات التالية خدمة للمصلحة العامة:
أ-منع الاحتفالات خارج المدرسة فلا يصح التوجه الى المتنزهات وتأجير القاعات .
ب- ان تقتصر الاحتفالات على مستوى الصف كل في اطار صفه ومدرسته ، وبمشاركة مربيهم ومعلميهم فقط، وخلال اليوم الدراسي دون الحاجة لحضور الاهل والاقارب والاصحاب .
ج- ان تكن هذه الاحتفالات بعيدة عن الاسراف والتبذير او تكاليف لا حاجة لها وان يقتصر الاحتفال على طاقات وابداعات الطلاب المدرسية فقط، فيكفي احتفال بسيط يرمز الى نهاية مرحلة ما، واستقبالا للمرحلة التي تليها”.
استمرار الحفلات مع مراعاة الضوابط الدينية والتربوية
وفي اعقاب قرار لجنة اولياء امور الطيبة المركزية، اصدر مراد قلالوة _ عضو في الجنة الاستشارية الطلابية العربية ورئيس مجلس الطلاب وأبناء الشبيبة في مدينة الطيبة، بيانا، بناء على توجهات عديدة من الطلاب، قال فيه ان “قرار اللجنة اثار استياء في صفوف بعض طلاب المدارس وخاصة طلاب الثواني عشر منهم، اذ ابدوا استيائهم لرؤساء مجالس الطلاب في مدارسهم، واكدوا ان من حقهم الاحتفال في انهاء 12 سنة تعليم دون الاسراف والتبذير لكن بشكل يلائم الطلاب ومكانتهم في الاحتفال”.
وعارض قلالوة القرار مطالبا بان تُلغى جميع الحفلات في المدارس جميعاً ما عدى صفوف الثواني عشر، ان تستمر الحفلات هناك، مع طبعا مراعاة الضوابط الدينية والتربوية وعدم الاسراف فيهن، وحتى ان كان ذلك دون الاغاني، لكن ان يكون حفل ملائم يليق بطلاب تعلموا 12 سنة متتالية، وانهم سوف ينتقلون من مرحلة الى اخرى في الحياة اما تعليم واما عمل، وانه اخر يوم سوف يكون لهم في مدرسة.
لماذا الان يفرضون علينا هذا القرار؟
وفي سياق متصل اعرب عن راية رئيس مجلس الطلاب في ثانوية “عتيد” ، مروان حاج يحيى، قائلا:” بالطبع اعارض هذا قرار” مشيرا الى انه منذ من سنوات طويلة والمدارس تنظم حفلات تخرج، وتساءل :لماذا الان يفرضون علينا هذا القرار؟”.
وتابع:” برأيي بالنسبة لموضوع التبذير، فهنالك الف طريقة وطريقة، يمكن من خلالها منع التبذير، دون ان نحرم طلاب من الاحتفال بالتخرج.، وبالنسبة للاختلاط ، فهل هنالك مدرسة واحدة في الطيبة غير مختلطة؟، ومن اتخذ القرار الم يحظى بحفل تخرج في المدرسة او الجامعة!”.
حق خريج الثانوية ان يحتفل مع زملائه وزميلاته بإنهاء مرحلة مفصلية
وحول هذا الموضوع كتب المحرر الصحفي، ناضل حسنين، مقالا قال فيه:” نعم، التواضع في احتفالات التخرج ضروري جدا كما هو ضروري ابقاء هذه الاحتفالات ضمن إطار الطابع المدرسي، لا سيما عندما نتحدث عن تخريج فوج جديد من طلاب المدارس الثانوية الثلاث، ولكن لا ينبغي فرض التواضع المفرط على هذه الاحتفالات حتى لا تبدو وكأنها حصة بموضوع الفعاليات الاجتماعية داخل غرفة التدريس!”. مؤكدا على حق خريج الثانوية ان يحتفل مع زملائه وزميلاته بإنهاء مرحلة مفصلية من سيرورة الحياة قبل الانتقال الى المرحلة القادمة والاصعب، ولذا فلا اجمل من لقاء يجمع الطلاب ليس على مقاعد الدراسة وانما على مقاعد من الحياة قبل ان تتشعب سبل الحياة بهم الى كل الارجاء، فليكن حفل وداع كما هو حفل تخرج في آن معا.
وقال ايضا:” ارى ان على ادارة المدرسة ان تتولى زمام المبادرة الى هذا الحفل والاعداد له وتنظيمه لضمان نجاحه ورفعة مستواه على ان يكون الشرط الاول الذي تتوجب مراعاته ان يقتصر الحفل على الخريجين ومدرسيهم فقط ولا مكان للأهالي او بقية المدرسين في قاعة الاحتفال اطلاقا، لكي تتوفر للطلاب ظروف مواتية لقضاء أمسية جميلة لن تتكرر تعشعش في الذاكرة ما عاش الخريج”.
سلاح ذو حدين
وقالت السيدة اسمهان جبالي:” ان قرار اللجنة سلاح ذو حدين، من جهة انا اؤيد حفلات التخرج، فيه فرحة ذات نكهة خاصة بالنجاح، مع الاخذ بعين الاعتبار الاشخاص ذوي الظروف الاجتماعية الخاصة. فلنحتفل ولكن دون اسراف وتبذير، ومن جهة اخرى انا ضد الاحتفالات باهظة الثمن، الحجز بالقاعات، شراء الملابس الفاخرة، وشراء الهدايا باهظة الثمن والمقارنه بين هذا وذاك، والمفرقعات والى اخره من ظواهر لا تليق بالحدث”.
واشارت جبالي الى ان هنالك طلاب لأهل منفصلين او مطلقين او احد الاباء متوفي يجب مراعاة مشاعرهم، مؤكدة بانه “يتوجب علينا ان لا ننسى ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية، نحن بدرجات مختلفه لذا يجب ان نراعي تلك الفجوات للحد من التفرقه بين الطلاب”.
لا يمكن الحديث عن هذا الموضوع دون ربطه بالخلل اليومي الذي نعيشه
وبدوره قال الشاب شادي برانسي:” برأيي يجب على كل مدرسة ان تقرر بشكل مستقل، شكل حفلات التخرج التي تقوم بها، مع مراعاة الضوابط اللتي تحكمنا، وهي ديننا الحنيف وعاداتنا الأصيلة المحافظة، حيث لا يمكن الحديث عن هذا الموضوع دون ربطه بالخلل اليومي الذي نعيشه بهذا الموضوع بمناسبات عديدة، وهو نتيجه مباشرة للخلل بالمرجعية الدينية والتربوية والقيادية”.
واكمل:” ولا ننسى أن هؤلاء الخريجين لم يأتوا من الفضاء بل هم أبنائنا وبناتنا ونحن الكبار نتحمل المسؤولية الكبرى عن سلوكياتهم بكل مناحي الحياة”.
ظاهرة (حفلات التخرج ) من المظاهر الزائفة الذي يعاني منها الاهل
اما المربي وليد عاصي، الذي اعرب عن تأييده لقرار اللجنة بمنع حفلات التخرج، قال: لقد اصبحت ظاهرة (حفلات التخرج ) من المظاهر الزائفة الذي يعاني منها الاهل عند وصول ابنائهم لمرحلة التخرج الواعدة، فاخواني نحن مجتمع نعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية والهموم الاقتصادية الخانقة التي يتعرض لها الكثير من الاهالي خاصة بالفترة الاخيرة”.
وتابع:” ليست “حفلات التخرج ” هي المعيار الصحيح لاعبر عن مدى فرحتي بتخريج ابني ..؟؟؟!!!، انما المعيار الصحيح والمنطقي هو ان أرى ابني قد انهى مرحلة التوجيهي، وقد حصل على علامات عالية تؤهله القبول لاحدى مؤسسات التعليم العالي ومن ثم دخوله الى معترك الحياة الصعب”.
ومضى يقول:” وما تبقى من تبعيات ومظاهر اخرى ما هي الاقشور زائفة تثقل على كاهل الاهل “المغلوب على امرهم “حيث يصرفون الاموال الطائلة من (ملابس وتبعيات اخرى للتخرج) مما يدفع الاهل الدخول احيانا بديون كبيرة للبنوك، لا يستطيعون سدادها، اذن لماذا هذا التبذير وقد نهانا نبينا الكريم على ذالك..؟؟ فاخواني الاهل “وانا منهم “بدلا من تبذير الاموال على هذه المظاهر والقشور الزائفة كان حريا علينا صرفها على دورات تقوية واثراء “بسيخومتري” كي نحقق امل جديد ومستقبل واعد لابنائنا “.
مع قرار منع حفلات التخرج
اما السيد زياد مصاروة قال اعرب عن رأيه بشكل مقتضب، فقال:” انا مع قرار منع حفلات التخرج، لما يرافقها من تجاوزات تتعارض مع تقاليد مجمعنا، وتتسم بالاسراف والتبذير في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الاهل”.
روابط ذات صلة:
بيان مشترك – منع حفلات التخرج واقتصارها على حفلات صفية متواضعة
حفلات التخرج بحاجة الى بعض التروي، بقلم: ناضل حسنين
قلاولة : نحترم قرار اللجنة حول حفلات التخرج وسنتخذ اجراء للتوصل لاتفاق اخر