قرية عربية تقع في أواسط الجليل الأعلى إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا* على بعد 5 كم جنوبي الحدود اللبنانية. وأراضيها مشتركة مع أراضي قرية فسوطة والمنصورة* المجاورتين لها.
موضع دير القاسي تلي يرتفع أكثر من 600م عن سطح البحر. وتمر وسط القرية طريق اسفلتية معبدة شقها البريطانيون أثناء الحرب العالمية الثانية، وهي طريق ترشيحا – سحماته – دير القاسي – فسوطة المتصلة بالطريق الشمالية الحدودية الفاصلة بين لبنان وفلسطين. وتقسم هذه الطريق القرية إلى حارتين: الحارة الشرقية والحارة الغربية. والأولى أكثر ارتفاعاً من الثانية.
تربة الحي الشرقي كلسية بيضاء، وأما تربة الحي الغربي فسوداء مشوبة بالحمرة (رَ: التربة). وتستمد القرية مياهها من الينابيع المجاورة كعين الفخرة، وهي أقربها، وينبوع وادي الحبيس (رَ: عيون الماء). وهناك كذلك بركة كبيرة في الحي الشرقي تجمع فيها مياه الأمطار (رَ: بركة).
مساحة القرية 247 دونماً. وقد بلغت مساحة الأراضي التابعة لها 33.764 دونماً منها 35.672 دونماً أراضي غير زراعية أكثرها مكسو بأخراج السنديان، و8.092 دونماً أراضي زراعية زرع منها 900 دونم أشجار زيتون ذات شهرة عريقة. وكانت تزرع فيها الحبوب والبقول. وانتشرت قبيل النكبة زراعة التبغ، ولا سيما في الأراضي الغربية، وأصبح من المحاصيل الرئيسة. وكانت جميع الأراضي ملكاً للعرب، وقد توزعت بين ملك خاص (26.619 دونماً)، وملك مشاع (7.392 دونماً).
بلغ عدد سكان دير القاسي عام 1887 نحو 945 نسمة، وأصبح هذا العدد مع عدد سكان قريتي فسوطة والمنصورة 2.300 نسمة في عام 1945. ويعمل معظم السكان بالزراعة*، وقد التحق قسم منهم بوظائف الحكومة في المدن، وبالعمل في معسكرات الجيش البريطاني.
تقع مساكن كل حارة من الحارتين الشرقية والغربية على امتداد طريق رئيسة واحدة. ومعظم المساكن طيني. ولكن تطور العمران في الحقبة الأخيرة حول كثيراً منها إلى أبنية من الحجر الصخري الأبيض البهي. وقد أنشئت في عهد الانتداب البريطاني مدرسة ابتدائية حتى الصف الخامس. وكان في القرية مسجد في كل حارة، ومقام الشيخ جوهر، ومقام أبو هليون، وزاوية للطريقة الشاذلية. وكانت في الحارة الشرقية آثار أبنية قديمة.
دمر اليهود دير القاسي عام 1948، وأقاموا على أراضيها بعد عام واحد مستعمرة ” القوش” التي سكنها يهود مهاجرون من العراق واليمن.
المرجع:
– مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج7، ق2، بيروت 1974.