تذمّر كبير في قلنسوة والطيبة بسبب روائح كريهة تهدد صحة السكان!

الروائح الكريهة التي تنبعث من موقع النفايات غربي مدينة الطيبة والتي تضاعفت شدة الروائح في الايام الماضية، تثير غضب اهالي المنطقة، واستنفارهم من المخاوف الشديدة في ظل انتشار الامراض والاوبئة وامراض السرطان في الاصابة بالرئة والازمة التنفسية منذ عمل الموقع الواقع غربي الطيبة وضمن نفوذ بلدية الطيبة.

عبر مواطنون من مدينتي الطيبة وقلنسوة بقلق شديد، عن معاناتهم، وخاصة في الحر الشديد، مشيرين الى انهم اصبحوا   حصار واغلاق محكم في المنازل، وازمة التنفس تشتد اكثر من السابق، بل تمتد إلى التهديد صحتهم وسلامة اطفالهم، على حد تعبيرهم.

واضافوا : ” المشكلة تزداد وتتعقد هنالك من رحل من المدينة ليجد مكانا امنا بعيدا عن المكارة الصحية ، وخاصة الذين يعانون من ضيق التنفس، ليجدوا أنفسهم في ضيق أشد منه وليس بمقدورهم مجابهة الظروف المناخية الملوثه التي تهدد حياتهم وتجعلها عرضة للخطر وخلق أزمات نفسية خانقة ، الامر لا يطاق ولا يحتمل توجهنا لكل الجهات المسؤولة ونستغرب  عدم التحرك واغلاق المكب الذي يهدد امن وسلامة وصحة سكان البلدات المجاورة باكملها”.

جدير بالذكر أنّ مكب النفايات ومصنع تكرير النفايات يقع في مسطح نفوذ الطيبة ، فيما يتلقى الخدمات من بلدية قلنسوة .

رئيس بلدية قلنسوة عبد الباسط سلامة عقب قائلا: “في الحقيقة البلدية لا تستطيع ان توقف عمل المصانع التي تصدر الروائح الكريهة، بسبب أنّها حاصلة على كل التراخيص، مع انني بعثت برسائل سريعة لوزارتي الصحة والبيئة وابلغتهم عن الاخطار التي تنجم عن تلك المصانع، ومن ابرزها الروائح التي لا تطاق وتلويث البيئة والأمراض السرطانية”. ثم قال: “باعتقادي القضية بحاجة الى نضال جماهيري وتظاهرات مستمرة للمطالبة بوقف عمل مكب النفايات، وفقط بهذه الطرق يمكن أن نصل لحلول بشكل تدريجي أو نهائي، أو أن يقوم أصحاب هذه المصالح بمراعاة مشاعر المواطنين واغلاق كل ما يصدر روائح كريهة حتى نعيش تحت اجواء بيئية نظيفة”.

من جانبه قال رئيس بلدية الطيبة المحامي شعاع مصاروة منصور: “البلدية بإدارتي ومنذ أن استلمنا زمام الأمور وقعنا على إغلاق مكب النفايات، إذ أنني لن أسمح أن تستمر الأضرار البيئية والصحية، وقد كانت جلسة في اللجنة اللوائيّة للتنظيم والبناء وقلنا هناك موقفنا الذي يعارض تشغيل المصنع المذكور”.

وأضاف قائلا: “لقد وضعنا شروطا لتأهيل المكب، ابتداء من اغلاقه كليا خلال ستة اشهر، ومن ثم البدء بعملية تأهيله، أمّا بالنسبة للروائح فابتداء من نهاية الأسبوع وبالتعاون مع اللواء سيقدم لوائح اتهام بهذا الأمر. وفي نهاية حديثه قال: “مكب النفايات مدان بمبلغ فوق مليون شاقل والتي لم تسدد حتّى هذا اليوم، وأنا أؤمن انه من حق المواطنين في الطيبة العيش تحت بيئة نظيفة وصحية ولن نرتاح حتى نعالج هذه المعاناة”.

من جانبه قال رئيس اللجنة البيئية عبد الستار شاهين حاج يحيى: “القضية تحتاج لمواكبة من الجهات المسؤولة، وكفى تهربا وتملصا من المسؤولية، إذ أنّ المكاره البيئية ستجلب لنا الدمار إذا لم يكن تحركا جدّيًا على المستوى الرسمي والجماهيري، ولا بد ان يكون تواصل في هذا المشوار، وليس الحديث عنه مدة أسبوع أو أسبوعين ومن ثم ننسى”. وأردف قائلا: “إنّ الروائح الكريهة تجعلنا نعيش تحت بيئة مقلقة ومضرة، فمن حق كل مواطن أن ينعم بأجواء نظيفة وليس كما هو الحال. على رئيس بلدية قلنسوة أن يسعى بصورة أكثر جدية، فهو ايضا يتحمل المسؤولية وعليه ان يتعامل مع الامر بقوة بعزيمة دون أي استسلام، كما وعلى بلدية الطيبة أن تتخذ الخطوات اللازمة في هذا الشأن ليس فقط أمام القضاء بل من المفروض أن تبحث هذه القضية مع المواطنين حتى يكون لهم موقف مؤثر كي يساهم في معالجة تلك الاخطار التي تحيط بنا”.