الى متى سنواصل قتل انفسنا بأيدينا؟ ثلاث جرائم تصعق الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، تضاف الى 19 جريمة منذ مطلع العام 2016، تضع المجتمع، القادة، المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، والشرطة، امام اختبار مكافحة الجريمة، ووقف “الموت السريع”، الذي يخطف الشباب في ريعان العمر.
غفت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، ليلة أمس، على ليلة دامية تحصي قتلاها، وتلملم جراحها النازفة منفتئة القلب على ابنائها الذين طالتهم يد العنف والجريمة، من شمال البلاد الى وسطها وجنوبها، وسط صمت القادة والجهات المسؤولة وتقاعس الشرطة التي تهرع الى امكنة الجرائم وتخفق في القبض على الفاعلين.
خمسة وعشرون جريمة قتل في الثلث الاول من العام الحالي
اثنان وعشرون جريمة قتل منذ مطلع العام الحالي، اي في الثلث الاول من العام، ما ينبئ بعام عنيف، لا يستثني الرجل عن الانثى -اذ ان العنف غير موجه بالاساس ضد النساء وانما هو موجه ضد المواطن اي كان- ذلك في ظل تبني المؤسسات المسؤولة لبرامج توعية، تكافح الجريمة وتحد من تفشي ظواهر العنف، وقرارات الشرطة التي صرحت بانها “صارمة” في جمع الاسلحة غير المرخصة، وملاحقة مرتكبي الجرائم.
ليلة أمس- قتل ثلاثة شبان في الداخل الفلسطيني
ومن الجدير ذكره ان يوم أمس قتل ثلاثة شبان من الداخل الفلسطيني، وهم حسين قبلان (51 عامًا) من بيت جن، الذي قتل رميًا بالرصاص في الرامة، الشاب احمد عمر عازم (31 عاما) من مدينة الطيبة، قتل بعد ان اطلق مجهولون عليه الرصاص فاردوه قتيلا، والشاب محمد أبو كليب (40 عامًا) من بسمة طبعون، الذي تعرض لإطلاق النار في مدينة حيفا، ما اسفر عن مقتله، كذلك اصيب مواطن عربي من سكان احدى الضواحي في النقب، بجراح متوسطة اثر تعرضه لإطلاق نار.
ويشار أنه في الشهر الأخير قتل 8 أشخاص من الوسط العربي وهم حسين محاجنة (27 عامًا) ومحمد اغبارية (25 عامًا) من أم الفحم، وفي بلدة عبلين قتل براهيم نابلسي (35 عامًا) ومحمد حسنين (40 عامًا)، وفي الاسبوع المنصرم قتلت الشابة ميرفت أبو جليل (40 عامًا)، ويوم أمس قتل ثلاثة أشخاص.
هذا وقتل منذ بداية عام 2016 قتل 19 شخصا من بينهم سيدتان:
1-مطاوع القرناوي (42 عاما)- اللد.
2-امين شعبان (42 عاما) – اللد.
3- رنين رحال (19 عاما)- الزرازير.
4-ابراهيم حجازي (24 عاما)- يافا.
5- اسامة ابة سعيدة (20 عاما)- اللقية.
6-محمد الفراونة (69 عاما)- كسيفة.
7-محمد جربان (17 عاما)- جسر الزرقاء.
8-صلاح حمودة (55 عاما)- يافة الناصرة.
9- ايهاب ابو لبن (19 عاما)- اللد.
10-سند حاج يحيى (26 عاما)- الطيبة.
11-حسن حمدان (21 عاما)- حيفا.
12 سليم عيساوي (38 عاما)- اللقية.
13-عبد الناصر جبارة (30 عاما)-الطيبة.
14-محمد اغبارية (26 عاما)- ام الفحم.
15- حسين محاجنة (27 عاما)- ام الفحم.
16-ابراهيم نابلسي (30 عاما)- اعبلين.
17- محمد حسنين (38 عاما)- اعبلين.
18- سميرة اسماعيل (40 عاما)- الرامة.
19-ميرفت ابو جليل (40)- شفاعمر.
20- احمد عمر عازم (31 عاما- الطيبة.
21- حسين قبلان (51 عاما)- بيت جن.
22- محمد ابو كليب (40 عاما- بسمة طبعون.
منذ عام 2000 قتل من عرب الداخل على خلفية العنف، 1124 شخصا
واوضحت معطيات احصاها، قبل اسبوعين، “مركز امان”، انه منذ عام 2000 قتل من عرب الداخل على خلفية العنف، 1124 شخصا واصيب ما يقارب 3360 شخصا.
البلدات العربية تشهد يوميا أحدث عنف
كما وتشهد البلدات العربية يوميا، أحدث عنف، تتمثل بإطلاق نار عشوائية، إطلاق نار في الافراح، حرق مركبات لأشخاص نتيجة شجار او خصام، كذلك إطلاق نار يسجل دون وقوع اصابات، شجارات مختلفة، وحالات طعن على خلافات تختلف خلفياتها.
خلفيات الجرائم مختلفة!
ويشار الى ان هنالك العديد من الاسباب لحوادث اطلاق الرصاص التي تعتبر تافهة، ونذكر منها، اذا قام شخص بطلب شابة بهدف الزواج ورفضت يتم اطلاق الرصاص باتجاه بيتها، اذا حصل جدال مع اشخاص حول حق الأولوية في الطرق يطلقون الرصاص على بعضهم البعض، اذا كان شخص مدين ولم يسدد الدين يطلق عليه الرصاص، في حالة وان مواطن لم يكن راضيا من خدمة موظف بلدية او في اي مؤسسة اخرى فيتم اطلاق الرصاص باتجاه بين الموظف او حرق مركبته، اذا اراد شخص اعادة غرض ما قام بشرائه ورفض البائع ذلك، يطلق الرصاص على المحل، في الاعراس يطلقون الرصاص، زوج يعتدي على زوجته يطلق عليها الرصاص، معلم يصرخ على طالب يتعرض للتهديد بالسلاح، شخص يضايق فتاة يطلقون عليه الرصاص وغيرها من الاسباب التافهة.
المواطن العربي يبحث عن مجتمع يتمتع بالأمن والامان
ان تصاعد وتيرة العنف وازدياد الجريمة جعل المواطن العربي، يبحث عن مجتمع يتمتع بالأمن والامان، وتبعده افات العنف والجريمة بجميع اشكالها وصورها، عاجزا عن درء هذا الشبح عنه وعن ابنائه، ما ابقاه في بؤر اليأس والاحباط حتى بات بانتظار الجريمة القادمة، التي ستدون ضد مجهول، ذلك وسط فشل مؤسسات رسمية ومؤسسات خاصة، التي تسعى الى مكافحة العنف في المجتمع، وفشل الشرطة في اداء واجبها باستتباب الامن والامان.
هل ينجح المجتمع العربي بالقضاء على “الموت السريع”
لقد غزا المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، في سنوات الثمانينات شبح المخدرات “الموت البطيء”، وانخرط المجتمع في محاربة هذه الظاهرة المميتة، وتمكن من التغلب عليها والحد منها، بالتوعية والنبذ واساليب اخرى تبنتها المؤسسات المسؤولة، فهل ينجح المجتمع العربي في هذه الايام الحد من تفاقم الجريمة “الموت السريع”!؟.
من يجب ان يحافظ على القانون والنظام هي سلطة القانون
وعزا العديد من المواطنين تفشي ظواهر العنف وتصاعد نسب الجريمة الى فشل الاسر في تأهيل ابنائها، واخرون اشاروا الى فشل جهاز التربية داخل المجتمع العربي، الذي خلق لدينا عنفا وإجراما، فيما وجه اخرون اصابع الاتهام نحو الشرطة، مطالبينها القيام بواجبها من حيث جمع السلاح غير المرخص وحل ألغاز جرائم القتل، ومعاقبة الجناة، لا ان يتم اعتقالهم ومن ثم إطلاق سراحهم وكأنهم لم يقترفوا اي عمل جنائي وخطير، مشيرين الى انه لا توجد بأيديهم أدوات لمواجهة العنف والجريمة، ومن يجب ان يحافظ على القانون والنظام هي سلطة القانون!.
روابط ذات صلة:
الجريمة 24 منذ بداية العالم الحالي- مقتل الشاب احمد عمر عازم من الطيبة اثر تعرضه لاطلاق نار
مقتل محمد أبو كليب من بسمة طبعون رميا بالرصاص
اطلاق النار على شاحنة في النقب واصابة شاب عربي بجراح متوسطة
الجريمة الـ 23 منذ بداية العام- مقتل رجل (45 عاما) بعد تعرضه لاطلاق نار في الرامة