“عولمة الشيشة” وباء ينتشر بين القاصرين في الطيبة!… حاج يحيى: يجب كبح انتشار هذا الوباء القاتل في صفوف المراهقين

قد تبدو في ايامنا هذه ظاهرة انتشار تدخين الارغيلة غير مستهجنة، وظاهرة طبيعية في المقاهي، وباتت لا تتعارض مع خصائص المجتمع العربي وعاداته وتقاليده، الملفت للنظر هو إقبال القاصرين والمراهقين على تدخين الشيشة، فتيان وفتيات في مقتبل العمر، إنها الموضة التي أصبحت تجذب المراهقين من كلا الجنسين بعد انتشار مقاهي الشيشة مما خلق فينا الفضول لانجاز هذا التقرير.

ابتكرت الشيشة في تركيا منذ خمسة قرون، لذا فهي تعتبر من اقدم العادات هناك، والشيشة الاصلية أتت من الهند لكنها كانت بدائية حيث كانت مصنوعة من قشور جوز الهند وانتشرت بسرعة هائلة في ايران ثم توسعت لتشمل العالم العربي بكافة أقطاره. هذا النوع من التدخين سريع الانتشار ويستهلكه اكثر من 100 مليون رجل حول العالم وهو النوع الاكثر شعبية في المطاعم والمقاهي في الشرق الاوسط. البعض يفضل الأرغيلة على السيجارة لانه يعتقد انها اكثر متعة ويشعر بلذتها اكثر والبعض الآخر يعلل تفضيله بانها اقل ضرراً وهو بذلك واهم يخدع نفسه وهو يعلم ان التدخين خطره عظيم والأرجيله لا تقل خطرا عن خطر تدخين السجائر بل لربما تفوقه.

وانتشر في الفترة الاخيرة بشكل مقلق تدخين الشيشة في مجتمعنا خصوصا في اوساط الشباب فلا تكاد ترى تجمعا في البيت او في المقهى او اثناء الرحلات والنزهات والاماكن العامة، الا واصبحت الشيشة مرافقا لهذا التجمع يجتمع حولها الاصدقاء والمعارف ويتناوبون على تدخينها مشكّلة لهم مصدرا للتسلية والمرح والسعادة واحيانا تبعدهم عن واقعهم المليء بالمشاكل والهموم، وهم لا يدرون، وربما يدرون انها وسيلة سامة لقتل صحتهم.

خطر فعال على حياة احد اهم مكونات وشرائح المجتمع

تشكل ظاهرة تدخين الشيشة عند الشباب في الداخل الفلسطيني بشكل عام، وفي مدينة الطيبة على وجه التحديد والمنتشرة اليوم في المقاهي، خطرا فعالا على حياة احد اهم مكونات وشرائح المجتمع اليوم وباتت سلوكا فرديا بين الشباب والشابات حيت تطور الامر ليشمل الصغار ليضيف عبئا جديدا على المجتمع العربي. اذ هذا المشهد يتزايد يوميا بين الاطفال المراهقين في سن العاشرة والرابعة عشرة من العمر ولعل الاسباب كثيرة منها التغييرات الفيزيولوجية لدى المراهق خصوصا الشباب الذي يملك قراره ما يدفعه لتجربة كل ما هو جديد محاولا التمرد على الذات وضعف سيطرة الاهل وتغييرمنظومة القيم بالاضافة الى عامل الفراغ الاجتماعي الناتج عن افتقار المجمتع للاطر اللامنهجية التي تحوي المراهقين، وانعدام التوعية ازاء هذه الظاهرة، بالاضافة الى البطالة، كذلك فوضى القوانين التي لا تفرض رقابة على المقاهي بعدم استقبال القاصرين وتقديم الشيشة لهم لمجرد انهم يملكون مقدار تسديد ثمنها.

منتشر بين الفئة العمرية من 14 فما فوق

ان التدخين مشكلة انتشرت بين الشباب والمراهقين، إذ إن التدخين أصبح منتشراً بين الفئة العمرية من 14 فما فوق، وذلك بحسب الدراسات والإحصاءات، اذ أنه في السابق كانت الفئة العمرية من 20 وما فوق هي الفئة العمرية المدخنة، إلا أنه الآن بدأ التدخين ينتشر بين الفئات العمرية الأقل وهي الفئة التي تصنف على أنهم أطفال. ومن المستغرب انتشار التدخين بين هذه الفئة على رغم الرقابة، على بيع التبغ لمن هم أقل من 18 عاما. وتجدر الاشارة الى انه لابد من الحد من تقديم الشيشة للمراهقين والقاصرين في المقاهي ولابد من  إصدار القوانين وفرض رقابة على تقديم الشيشة لمن هم دون السن القانوني.

 احصائيات في الطيبة –  15 مقهى للارغيلة

 في مدينة الطيبة 15 مقهى للارغيلة، وتستهلك هذه المقاهي في الشهر الواحد، الالاف من كيلوات ” تبغ معسل”، يصل سعره الى ما يقارب ال1.5 مليون شاقل، معدل لجميع المقاهي، علماً بان مقهى يختلف عن الاخر بالكمية المستهلكة. الارقام هي اكثر مما ذكر اعلاه، اذ ان شريحة لا بأس بها من المستهلكين، تشتري مبتغاها من المحلات المخصصة لبيع “المعسل”.

يرتاد المقاهي في الطيبة المئات من ابناء المدينة على مختلف اعمارهم، ويضيف احد اصحاب المقاهي، ان الاعداد في المقاهي في ارتفاع، والشريحة الملحوظة في المقاهي تزداد هي شريحة طلاب المدارس، اذ انه يجب على اصحاب المقاهي الا يدخلوهم نظرا لعمرهم الصغير، احيانا اللوم ليس فقط على اصحاب المقاهي من يستقبلونهم، انما على الاهل في البيت، كيف يسمحون لابنائهم، لانه كل شيء يبدأ من البيت!.

الرقابة القانونية

وفي حديث لنا مع عضو لجنة الرقابة في الاتحاد القطري لاولياء امور الطلاب العرب، محمد حاج يحيى قال:”  ليس هناك قانون يجرم استهلاك أو بيع الشيشة، رغم انه بدأ يغزو عالم الاطفال القاصرين والمراهقين، الامر الذي يبدو مقلقا في ظل غياب التوعية حول مخاطر التدخين والرقابة القانونية، على شرائح المدخنين”.

يدخلهم عالم الكبار بسرعة أكثر

وتابع:” التغييرات والتطورات الفسيولوجية التي يمر بها المراهق، ليثب لنفسه ولذويه بانه بالغ ولا يخضع لسيطرة احد، تجعله يقدم على ممارسة وتجربة كل ما هو جديد تقليدا للكبار او تلبية لاغراء اصدقائه، ان أكثر المراهقين يعتقدون أن التدخين يدخلهم عالم الكبار بسرعة أكثر، وكأن في التدخين إثباتاً لرجولة المراهق أمام أصحابه، فهو لم يعد طفلا ولذلك لم يعد يخاف على صحته ولم يعد يخشى أبويه، ولو أنه كثيراً ما يلجأ إلى الحيلة كي لا يكون موضع الشبهات أمامهما، وهناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع، تساهل الوالدين وتوفر فرص التدخين والرغبة بالمغامرة”.

مسؤولية البيت

واكمل حاج يحيى:” وهنا تجدر الاشارة الى مسؤولية البيت في تحصين ابنائه قبل الخروج الى العالم الخارجي، وتوعية الابناء من مخاطر التدخين، حيث أنّ “الشيشة” تعتبر كغيرها من مواد الإدمان مثل السجائر والشمة و تحتوي على مواد خطيرة، كما أن مكوناتها لا تختلف عن السجائر، حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة”.

ضرورة وجود تراخيص لعمل المقاهي

واكد حاج يحيى على ضرورة وجود تراخيص لعمل المقاهي التي تقدم الشيشة، في محاولة للتصدى للأعداد المتزايدة من المراهقين الذي يستقطبهم تدخين الشيشة، وكبح انتشار هذا الوباء القاتل في صفوف الشباب والمراهقين والأطفال،وعدم تقديم الشيشة الى من هم دون السن القانوني.

يراعوا ضمائرهم

وفي معرض حديثه ناشد حاج يحيى، اصحاب المقاهي في المدينة، بان يراعوا ضمائرهم وان يتقوا الله في رزقهم، وان لا يستقبلوا المراهقين والقاصرين، في محاولة لحماية شباب المستقبل، ليخرجوا الى الحياة اصحاء.