يبدو لي أحياناً ان معظمنا لم نفهم بعد معنى وجودنا في هذه البلاد ، لا نستطيع تحديد هويتنا بشكلٍ صحيح، لا نفهم المهام المُلقاةِ على أكتافنا ، لا نرى حقيقة وضعنا الآني ، ولا نستوعب عمق الجهل الذي ينخرطُ في اعماقِ وعينا ، نعيشُ في خالطةٍ تخلطُ كل معايير حياتنا لتفرز صورةً مشوشةً، صورة غير واضحة إطلاقاً ، صورة عدم الثبات الفكري والتربوي والاخلاقي والاجتماعي والديني .
نعيش بين مركبات الماضي والحاضر ، لينتج مخلوط يتنافى مع كل قوانين الكيمياء الانسانية .
شعبٌ مرّ بمأساةٍ وراء مأساة حرب وجهل وفقر وعنف !
وبقي حيٌّ يتنفس ويتطور ، يحاول البقاء والصمود!
يخرجُ الأكاديميون ويبنون أطرًا سياسيةً واجتماعيةً وثقافيةً، لكنه يبقى مع نفسيةِ المهزوم الضعيف الاخر ، نفسيةٌ يحاول إخفائها بكل مجهود .
يُظهرُ نفسه كإنسانٍ مثقفٍ وحضاري ويعيش في مجتمع راقٍ ، فيه احزاب سياسية وطنية ثورية تقدمية واُخرى دينية .
ومليئ بالجمعيات الاجتماعية والحركات النسوية والشبابية ولكن نفسية المهزوم الضعيف تبقى مخفية في صدورنا .
انظروا ما حدث في العالم العربي !
ثاروا على الظلم ليزرعون ظلمًا اكثر همجيةً رفعوا راية الحرية ليكبتون كل الحريات، توحدوا لكي تمزقهم وحدتهم لفتات
وكلما اقتربوا الى الدين أصبحوا اكثر بربرية .
وانظروا الى مجتمعنا عندما تقترب الانتخابات المحلية!
يعودُ المثقفُ الى احضان العائلة، وفكره يعود الى فكر القبيلة ولسانه يمدحُ المختار، وقلبه يفقد الانسانية، فقط من اجل مصالحه الشخصية .
نسينا اننا في التاريخ ليس بالبعيد كنّا فلاحين بسطاء واليوم نعيش في عهد التكنولوجيا المتطورة فهل عقولنا تطورت بهذه السرعة مثل سرعة تطور التكنولوجيا ؟!!
او بعدنا نعيش في عقلية الفلاح ولكن مع اجهزة ذكية ؟!!
نستورد التطور الحضاري فهل يوردون لنا عقولًا جديدةً ؟!!
نعيش في زمانٍ الجد عاش النكبة والأب عاش النكسة والأبن يلعب في جهازه الذكي ولا يفهم عن ماذا يتحدثون أهله .
صحيحٌ اننا نعيش في المدن ولكن في عقلية القبيلة .
يلوحُ من حولنا وهم التطور وهمُ الحضارة وهمُ التقدم ولكن بعده يعشش في قلوبنا قن الجاهلية.
فهل من معالجٍ لهذه الحالة الاستثنائية في تطور البشرية ؟
وهل من مخرجٍ من نفسية القبلية للعقلية الحضارية ؟
ام الأفضل ان نخفي رؤوسنا بالتراب كالنعامة
ونصرخ “بفخرٍ واعتزازٍ “
تحيا الأمة العربية !!!
تحيا الأمة العربية !!!
تحيا الأمة العربية !!!