ظاهرة الاسراف والتبذير خاصة في شهر رمضان المبارك، اخذة بالتصاعد، اذ يهدر الطعام بكميات كبيرة دون الانتباه الى ان هنالك الكثير من العائلات التي لا تملك قوت يومها، واحيانا تنهي يومها دون كسرة خبز نعم لا تتفاجأ، ففي بلدنا الحبيب هنالك عائلات تحت خط الفقر.
قال تعالى:(وكلوا واشربوا وﻻ تسرفوا) وفي اية أخرى قال :” :(وﻻ تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) ، أصبحت ظاهرة الاسراف والتبذير دارجة في مجتمعنا العربي والإسلامي خاصة في شهر رمضان المبارك، اذ يسكب الطعام بكميات كبيرة دون الانتباه الى هذه الظاهرة الخطيرة، اذ حدثنا الله ورسوله تجن هذه الظاهرة، وبين الله لنا خطورة هذه القضية.
في شهر رمضان الكريم تفتح الموائد بأشكالها والوانها، اذ يشتهي الصائم كل شيء في نفسه، لكن هذا الامر لا يبرر الاسراف ولا التبذير، في امتنا الإسلامية وتحديدا في بلدنا الحبيب هنالك الكثير من العائلات التي لا تملك قوت يومها، واحيانا تنهي يومها دون كسرة خبز نعم لا تتفاجأ، ففي بلدنا الحبيب هنالك عائلات تحت خط الفقر، رمضان شهر الخير من احد أسباب صيامه الا وهو الشعور بالفقراء والمساكين.
أحاول ان اوفر في كل سنة
سميح ناشف قال:” نحن نشتري في رمضان تقريبا يوميا بضاعة بما يقارب الـ 250 شاقل فقط لوجبة الإفطار ومستلزماتها، عائلتنا مكونة من عشرة اشخاص بيتنا وبيت الجد، أحاول ان اوفر في كل سنة لتقليص هذا المبلغ لكن لا اراديا ارجع الى صرف نفس المبلغ، ناهيك عن الحلويات وغيرها، عادة نشتري الاكل بدون ما نحسب كم سيتبقى وكم يستهلك، شيء طبيعي ان اشتري دائما زيادة عن المطلوب كي لا ينقص، المشكلة الكبرى في رمضان ان الانسان عندما يكون صائما تكون لديه شهية كبيرة ويأتي بباله ان يأكل كل شيء لكن في وقت الإفطار يتبقى الكثير من الاكل، الوجبة الأساسية عادة ما نلقيها، لكن أحيانا البعض مما تبقى نبقيه لثاني يوم”.
هذا مبلغ يحتاج الى شهرية كاملة
وقال مراد مصاروة:” اهنئ جميع المسلمين في بداية الشهر الفضيل واهل الطيبة خاصة، هذه قضية مهمة جدا تشغلني في كل سنة في شهر رمضان، عادة في باقي الأشهر الاكل يكفينا واذا تبقى لا نرميه، بل ناكله في اليوم التالي، نحن في البيت خمسة انفار، تكلفنا الوجبة من 150 الى 180 شاقل يوميا في رمضان عدى الأشياء الهامشية والعزومات، فهذا مبلغ يحتاج الى شهرية كاملة، فاين مصروف العيد، ونحن نعلم ان الأسعار ما زالت ترتفع، وبصراحة في شهر رمضان نلقي الكثير من الاكل، ليس رفضا للنعمة ما عاذ الله انما عادة وشهية كبيرة ما قبل الصيام، فالصائم دائما يطمع بالأكل الأزكى، لكن في هذه السنة سأخذ على نفسى عهدا ان اوفر من مستلزمات السفرة كي لا يبقى اكل لثاني يوم او يبقى ما نحتاج الى سكبه ونحن نعلم ان هذا اسمه التكبر على النعمة، فلو علمنا ان ما نكبه يمكن ان يحيي الاف بل وعشرات الالاف من المسلمين الجائعين لما سكبناه، اني اخجل أحيانا عند سكب الاكل كونه يوجد ملايين البشر يتمنون لو حصلوا على ما نسكب، فانا لا اريد ان اقع بالذنب، وانصح كل انسان ان يراجع نفسه وعائلته في شهر رمضان وان يعمل على التوفير وعدم التبذير”.
التبذير هو ارهاق في النفس والمال وحرام
محمد تايه تحدث قائلا:” السلام عليكم رمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار هو البركات تفتح ابواب الجنة وتغلق ابواب النار ، رمضان هو روح الحياة لدى المسلم وهو شهيق التنفس لزيادة الاعمال الصالحة والاستغفار، وجب علينا ان نحفظ انفسنا ونجدد ايماننا جميعا ونقوي عزيمتنا على الصوم ليس فقط صوم الطعام والاكل والشرب صوم اللسان والعين والقلب ..الصوم هي اجمل الاشهر في السنة تسابق للطاعات واسحار وتفاوت وتسابق بختمة القران الكريم ..نسال الله ان يكون شهر رحمة ومغفرة علينا وعلى سائر امة المسلمين ..والتبذير هو ارهاق في النفس والمال وحرام ..هنالك اناس لا تجد ما تأكله في مثل هذه المحنه والوقت، نسال الله ان يزيل هم الفقراء والمساكين وان يرزقهم من فضله ومنه وان ينصر امته على الحق واتباعه وان يظلل الظلم والظلام وينصر المسلمين على اعدائهم في سائر الارض، رمضان هو النجاة والعزم فيه على التواصل في طاعة والبر والزكاة واطعام المسكين خير لنا من الدنيا وما فيها، نسال الله ان يبلغنا رمضان وان يجعله شهر خير ورحمه وبركه لنا ولسائر امة الاسلام والمسلمين ..حفظهم الله”.
تدخل الشرع في موضوع الاسراف
وقال الشيخ سائد “عازم” حول تدخل الشرع في هذه الأمور:
المال أنت مستخلف فيه
1- المال ليس ملكا لك تتصرف فيه كما تشاء ، بل أنت مستخلف فيه ، أي هو أمانة عندك ، وصاحبه الحقيقي هو الله جل في علاه، قال تعالى:(وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه).
إضاعة المال
2- من باب المحافظة على هذه الأمانة عدم إهدارها أو إضاعتها ، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله كره لكم …… وإضاعة المال …).
من كد يمينك وعرق جبينك
3- الطعام الذي تلقيه من أين حصلته؟
هو أوﻻ وقبل كل شيء رزق من الله ساقه لك ، وهذه نعمة تستوجب الشكر منك. وإلقاء الطعام ليس من باب الشكر في شيء بل هو من كفر النعمة الذي يستوجب العذاب من الله سبحانه كما بين ذلك في قوله:( ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون)) النحلَ (112).
وهو ثانيا من كد يمينك وعرق جبينك وقضاء غالب نهارك في عملك فلما تلقيه كأنك ما باليت بتعبك وﻻ بوقتك. وهذا ضرب من الجنون ، ﻷن العاقل من إذا حصل على شيء بعد تعب ووقت وجهد حافظ عليه واشتد حرصه.
استخفاف بالنعمة
4- إلقاء الطعام في القمامة استخفاف بالنعمة ، ودﻻلة البطر والكبر والاستعلاء ، بمعنى أنك في غنى عن بقايا الطعام ﻷن المال متوافر معك ، ﻻ تقبل لنفسك أن تأكل من نفس طعام أمس ، ﻷنه بنظرك دليل الفقر والحاجة والعوز. وتحسب هذا نقصا بل أمرا تستحق المذمة عليه ، فالحل عندك بإلقاء الطعام كبرا واستعلاء وبطرا.
وقد جاء في الحديث:(إن الله ﻻ ينظر إلى من يجر إزاره بطرا) فكيف بمن يلقي طعاما بطرا وقد يكون فيه الكفاية لجائع أو أكثر!!!
المحافظة على النعمة وتقديرها
5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان المحافظة على النعمة وتقديرها وصونها عن المهانة:( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ) رواه مسلم.
تخيل ! إذا سقطت لقمة عليك أن تنظف ما علق بها من أذى وأكلها وﻻ تدعها للشيطان فهي له عون على إغوائك وإضلالك ، وهي لقمة ، فكيف بمن يلقي طعاما كثيرا ويكفي لشخص أو أكثر!
الحلول ما هي ؟
1- لك الحق بالاستمتاع بالطعام والتلذذ بأصناف وأشكال ، قال تعالى :”قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) . الأعراف 32.
2- الحذر من الإسراف والتبذير كما قال تعالى:(وكلوا واشربوا وﻻ تسرفوا) الأعراف31 . وقال تعالى محذرا من التبذير:(وﻻ تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) الإسراء26-27.
3- إن فاض من الطعام فاحفظه ليوم ﻻحق ، فإن لم ترد فلا تحرم منه فقيرا أو مسكينا أو محتاجا ، فإن لم يصلح لأكل الإنسان أو لم يكن كافيا ﻹشباع إنسان فانثره للطيور أو الحيوانات ولك بذلك الأجر والثواب إن شاء الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( في كل كبد رطبة أجر).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(بينما رجلٌ يمشي بطريق اشتدَّ عليه العطشُ. فوجد بئرا فنزل فيها، فشرب، ثم خرج، فإِذا كلبٌ يلهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش. فقال الرجل: “لقد بَلَغَ هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان قد بلغ مني “. فنزل البئرَ، فملأ خفَّه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقِي فسقى الكلب. فشكر الله له، فغفر له) قالوا: “يا رسول اللّه، وإن لنا في البهائم أجرا؟ “. فقال: ” في كل كبِد رطبة أجرٌ”(متفق عليه).