بعيد صلاة عصر يوم امسالخميس توافد الاف الطيباويون من الرجال والنساء ، والشباب والصبيان والأطفال، لقافلة حافلات الهدى والنور ، التي شدت رحالها صوب المسجد الاقصى ليكون تطبيقا عمليا لقول الحبيب:” لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى ”
وهكذا سجلت الطيبة حدثا تاريخيا وكتبت رقما جديدا لم تسبقها مدينة او قرية عربية في تنظيم ما يقارب ال 30 حافلة في يوم واحد للصلاة في رحاب المسجد الأقصى المبارك ! ولترسي قافلة الخير رحالها بالقدس الشريف ، بكل العزة والفخر وبرؤس شامخة امام باب العمود ! وخلال توجهك للمسجد الاقصى ، ستلتقي عيونك وهي تتفحص يمينا ويسارا ، ومن يسير أمامك او من خلفك ! سترى الكثير من الوجوه المألوفة عندك : من الأصدقاء والمشايخ والحجاج والعمار والمرابطين والطلاب والجيران ! حضروا من شتى الحارات ، ومن اطياف المجتمع الطيباوي! تلقى الطبيب والمعلم والطالب والعامل ! ومسك الختام ارتفعت الأيدي بالتذلل والخشوع، وذرفت العيون دموع الفقر لله تعالى ، والألسن بالدعاء والاستغفار والتهليل والابتهال والتسبيح ! والجميع يردد ب أمين ! وبعيد مرور عقارب الساعة منتصف الليل وقبيل بزوغ الفجر بسويعات تعود قافلة الايمان والنور بقلوب ملؤها التفاؤل بأن فجرك يا طيبة يبشر بالخير العميم ! قلوب خشعت في صلاتها ، وتضرعت بدعائها لربها بان يشملها العفو الرباني، وتكون ضمن عتقاء هذه الليلة الفضيلة ! يا ترى هل طيبتنا انتقلت: من عهد الضياع والظلام الدامس ، الى بزوغ فجر الأمل ! ومن المعصية الى الطاعة ! ومن سرقة السيارات الى شد الرحال الى المساجد ! ومن الحقد والبغضاء، الى المحبة والأخاء ! كلنا أمل ودعاء في هذا الشهر الفضيل ، ان تكون طيبتنا مع ميلاد عهد جديد ، عهد الفخز والعزة والكرامة ! وباذن الله ستهذب هذه الوجوه النيرة ،والقلوب الطاهرةالمؤمنة، أخلاقها وسلوكياتها ومعاملاتها ، وفق شرع الله تعالى ، حينها نستبدل : الجشع والأنانية، بحب الخير والتضحية والعطاء ! ونتخلص من العنف والجريمة ، الى المحبة والاخاء ! ومن الرشوة والسرقة الى الزكاة والصدقات ! ومن التعصب الأعمى ، الى الفخر والانتماء لديننا الحنيف ولسنة الرسول الحبيب ! عادت قافلة الايمان لطيبة الخير والكرم ، طيبة المحبة والعزة ، طيبة الشرف والاخلاق النبيلة ، طيبة الهدى والايمان ! ونعلمكم أن لسان حالنا يهتف : نحن فخورون ،ورؤوسنا شامخة بكم ، لأنكم سطرتم أرقى عبارات العزة لطيبتنا ! كلنا دعاء وأمل ان يبدل الله احوالنا ، ليفرح أهل الايمان والتقوى !
أخوكم الشيخ ابو عكرمة الطيباوي