لا توجد رصاصة طائشة ، الرصاصة تخرج من سلاح يحمله مجرم ، نعم مجرم مجرم يطلق النار ولا تهمه حياة الناس، لا تقولوا شاب متهور او غير واعي او محبط او يأس قولوا مجرم ويجب معاقبته .
كفى هذا التملق بمواجهة العنف داخل مجتمعنا ، علينا طرح هذه القضية بشكل شجاع دون محاولة تبرير اي جريمة على الإطلاق .
ان مقتل المرحوم الحاج احمد حبيب رحمه الله جاء من سلاح ملوث يحمله شباب متهور وعديم الأخلاق ، مجرم ، وليس من “رصاصة طائشة “
انها رصاصة موجهة لكل واحد وواحدة منا ، انها رصاصة العنف ، رصاصة الكراهية ، رصاصة الفساد الاخلاقي ، انها رصاصة – رسالة ، رسالة عن فشلنا كمجتمع في التصدي لهذه الظاهرة المقيتة ، رسالة للشرطة المتقاعسة في تنفيذ واجبها بحماية الناس ، رسالة لإدارة البلدية التي لا تقوم بواجبها بمحاربة الظاهرة ، رسالة لكل القوى السياسية والاجتماعية التي لا تعمل على رفع وعي الشباب لمخاطر العنف ولم تستطع استقطاب الجيل الجديد للعمل الجماهيري والوطني .
انها ليس رصاصة طائشة وإنما رسالة صارخة ، فهل من اذان سامعة ؟
ان هذة ” الرصاصة الطائشة الموجهة”اصبحت امرًا خطيرًا ويهدد كل واحد واحد منا ، فهل نقف مكتوفي الايدي منتظرين رصاصة اخرى ؟
لا وألف لا ، انه واجبنا الإنساني والاخلاقي والوطني ، واذا اردتم الديني أيضاً ، واجبنا كأبناء البلد الواحد ان نعمل معا لمحاربة العنف بكل أشكاله ، وأننا نتوجه للسلطات المسؤولة ان تأخذ دورها وبشكل جدي ومدروس ببناء خطة عمل لمواجهة هذه الظاهرة .
نتوجه للشرطة ونطالبها بالقيم بواجبها بمحاربة العنف ،ونضغط عليها بكل ما نملكه من قوة .
وايضاً نتوجه لادارة البلدية ، ونطالبها ونقف معها ونساعدها بالعمل لوضع خطة شاملة لمواجهة العنف في جميع المجالات والعمل على زيادة الكوادر المهنية وزيادة الخدمات الوقائية والعلاجية في مجال العنف بين الشباب .
واجبنا ان تطالب كل القوى السياسية والاجتماعية أخذ دورها بتثقيف وتوعية الناس ، وبالأخص الشباب منهم عن أسباب ومخاطر وطرق معالجة ظاهرة العنف ، ووضع هذه القضية في اعلى سلم أولوياتها وعلينا معاً ان نقوم بتعزيز التضامن والتكافل الاجتماعي .
لكي لا تطرق بيتك ” رصاصة طائشة ” قم اطرق كل الأبواب لمحاربة العنف .
دورك هام جداً ، فلا تدع الامبالاة تقتل ابنك او بنتك !!
وتذكر جيدا مقولة لوثر كنغ : (أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤلاء الذين يبقون على الحياد في اوقات المعارك الاخلاقية العظيمة )
د. حسام عازم