استخدام الاجهزة الذكية والشاشات الالكترونية لفترة طويلة دون تحديد فترة زمنية، يسبب أضراراً بعيدة المدى على العيون، اذ لوحظ تصاعد نسبة قصر النظر جراء استخدامها خاصة بين الاطفال والمراهقين في المدينة.
إدمان النظر على شاشات الهواتف الذكية من شأنه أن يزيد من مخاطر الأضرار التي تصيب العين، إضافة إلى الصداع وقلة النوم. اذ لطالما حذر المتخصصون من أن التعرض لإضاءة الهواتف وأجهزة الكمبيومتر، والحواسيب اللوحية، إضافة إلى الشاشات المسطحة، يمكن أن يؤدي إلى ضرر بالعين على المدى الطويل.
ومن الجدير ذكره ان الأشعة البنفسجية الصادرة من هذه الأجهزة قد تسبب أضرار على مؤخرة العين، لذلك فإنه من المحتمل أن تلحق هذه الأشعة أضراراً بالغة على المدى الطويل. اذ حينما يحدق الفرد في شاشة هاتفه فإن أعلى درجات تلك الأضواء هي الأشعة البنفسجية، فيما اظهرت الاختبارات أن إكثار التعرض إلى الأشعة البنفسجي يمكن أن يضاعف خطر ما يسمى بـ”الضمور البقعي”.
حمزة مصاروة: تصاعد في نسبة ضعف النظر في الطيبة
وافاد أخصائي البصريات السيد حمزة مصاروة، مدير مركز بصريات اوبتيكا “الوعد”، في مدينة الطيبة:” ان هناك تصاعد في نسبة ضعف النظر في صفوف ابناء الطبية وخاصة الشباب والمراهقين، ذلك مقارنة مع الاعوام السابقة، بحسب خبرته الطويلة في هذا المجال”. مؤكدا ان إدمان النظر على شاشات الهواتف الذكية أو شاشة الحاسوب يلحق ضررا بالعيون ويؤثر عليها على المدى الطويل، وقد ارتفع ضعف البصر لدى المواطنين في الطيبة، خلال السنوات الأخيرة لأن مستعملي الهواتف لا يتخذون مسافة بين العين والشاشة لحظة النظر فيها، وهذا يشكل خطرا على العين”.
حمزة مصاروة: تعلق الاشخاص بالشاشات الذكية
وارجع مصاروة تصاعد نسبة ضعف النظر بين المواطنين في مدينة الطيبة الى بتعلق الاشخاص بالشاشات الذكية، التي باتت هوسا يسلب صحة الافراد.
تسنيم تايه: استخدام الاجهزة الذكية خاصة في العتمة
وبدورها قالت اخصائية البصريات في مركز “اوبتيكا نوفو”، فرع الطيبة، بادارة عبد اللطيف قاسم من مدينة قلنسوة، تسنيم تايه :” ان قصر النظر يتعلق بحجم المخ وطول العين، ويتأثر ايضا باستخدام الاجهزة الذكية، خاصة في العتمة، ولفترات طويلة”.
اتسنيم تايه: خذ استراحة 7 دقائق بعد استخدام الهواتف الذكية مدة 50 دقيقة
ونصحت تايه الافراد باخذ استراحة بعد استخدام الهواتف الذكية مدة تترواح بين 45- 50دقيقة، مدتها من 5-7 دقائق، على ان يتم تحويل العين للنظر الى مساحات مفتوحة، اي الخروج الى مكان مفتوح.
جابر: يحتملون العيش بدونه
وقالت السيدة مي جابر:” تغيّر العالم وأصبح الجهاز الالكتروني يرافقنا على مدى الوقت والزمان والمكان، اينما تكون ترى الناس والاطفال والكبار والمراهقين منحني الرأس كأنه يزرع بهم كل الثقة والثقافة ولا يحتملون العيش بدونه. في عطلة الصيف نبحث عن مرافق للتوعية والتسلية لتجعل يوما من كل يوم لكل طفلٍ من اطفالنا نوعاً ما من تفريغ الوقت ولهذا يعتقدون الاهل ان هذه الدورة او التسلية هي لتملأ وقت فراغ الطفل لكي يبعد عن الجهاز الذكي ، ولكن بين الحين والآخر في كل لحظة استراحة ترى بين يدي الطفل الجهاز الذكي الذي يربطه بين يديهِ وعقله. طبيعي جداً بأن نلاحظ كثيراً من الاطفال اصبح عندهم قصر نظر وهذه نتيجة مرافقته الجهاز التحكم وهو الذي يتحكم به وبعقله وبأصابعه ولكن استخدامه النظارة بالنسبة لهم امر طبيعي لا يغير شيئا من مفهومهم، يقولون هذا امر الله ونصيبه بان يستخدم النظارة مبكراً. برزت مخاوف من استعمال الهواتف الذكية من مخاطر صحية محتملة نتيجة استعمالها، وهذه بعض المخاطر التي قد ترتبطك باستعمال الهاتف الذكي:
السمع: استماعك للموسيقى من هاتفك لا يعني أنك ستصاب بالصمم، لكن رفعك لصوت مشغل الموسيقى حتى أقصى درجة قد يؤذي خلايا الاستشعار في الأذن الداخلية.
ألم الاصابع: وهو ألم يرتبط بالكتابة على الهاتف ولعب الألعاب، وهو ينتج عن تكرار حركات الأصابع الدقيقة كما يحدث عند لعبك للعبتك المفضلة لساعات. الإدمان: يخشون الاطفال او الكبار ترك هواتفهم المحمولة أو الانفصال عنها، وهو أمر يدعو للتخوف!!.
ادريس: الأجهزة الذكية هي حصان طرواديّ آخر في بيوتنا
وبدورها قالت المربية سهام ادريس: “الأجهزة الذكية هي حصان طرواديّ آخر في بيوتنا، عواقبه وخيمة على المستوى الفردي والعائلي وعلى المجتمع عامة. مشاكل قصر النظر هي جانب واحد من مجمل الأضرار الصحية الناجمة عن الاستعمال المتواصل للأجهزة الذكية وحتى التلفزيون، هناك أيضا الضرر الناجم عن الانحناء المتواصل والذي يلحق بعظام الرقبة والعمود الفقري، بالإضافة إلى مسألة الإشعاع الذي يتعرض لها مستخدمو هذه الأجهزة كبارا وصغارا. وهذا مثبت علميا فيما نقرأه من أبحاث حول الموضوع بإمكان أي شخص الاطلاع عليها. فإذا كان الحديث عن أبنائنا فعلينا أن نشعل الضوء الأحمر لمجرد التفكير في اقتناء مثل هذه الأجهزة، قليلون هم الآباء الذين يضعون الحدود لصغارهم في استخدام الأجهزة من حيث عدد الساعات المواقع والألعاب. إذ أن الهدوء الآني الذي يرتجيه ويحصل عليه الكثيرون عندما يلقون بأبنائهم في أحضان هذه الأجهزة، إنما هو هدوء نسبي سينقلب فيما بعد وبالا على رؤوسهم ولات ساعة ندم!”.
ثم اضافت:” هذا بالإضافة إلى المشاكل النفسية والاجتماعية بدءا بالتفكك الأسري وانتهاء بانحلال اللُّحمة الاجتماعية وأواصر العلاقة بين أفراد المجتمع الواحد”.
واردفت ادريس:” هذا الهوس بالتكنولوجيا تحول أيضا إلى جهاز التعليم، فنظام الحوسبة في المدارس باطراد مستمر، سيصل بنا قريبا جدا إلى التعلم ببيئة محوسبة شاملة وبالتالي الاستغناء تماما عن الكتب والدفاتر وفي مرحلة متقدمة الاستغناء عن تواجد المعلم الجسماني والمباشر أمام التلاميذ. ورغم التنافس بين المدارس في هذا المجال وتشجيع وزارة المعارف المنعكس بدورات استكمال المعلمين ومطالبة المدارس باللحاق بهذا الركب ، لما له من جوانب إيجابية إلا أنني ،وكثيرون مثلي، أتحفظ جدا من هذا التسارع ولا أنفي سلبياته، فإذا كان قد حقق نجاحا في مكان وبيئة ما فلا يمكن استبعاد فشله أو نجاحه النسبي في مكان آخر بظروف وثقافة مغايرة. لذا علينا أن نحسب الضرر قبل الفائدة والخسران قبل الربح، وأن نكون متيقظين لكل ما هو جديد فلا يسلبنا بريقه لنغفل عن جوهره”.
وختمت بالقول:” نهاية أقول، إن الواقع الذي آلت إليه المجتمعات يؤكد أننا مسلوبو العقل والإرادة إزاء هذه الثورة التكنولوجية ولا نملك الوعي الكافي ولا الأدوات لمواجهة هذا الواقع المتجدد والمتغير،بشكل مخيف، وما يعرف ب ” صدمة المستقبل”، ومن لا يملك أسس الإبحار وفنه مصيره الغرق”.
ادريس مصاروة: نحدد اوقات وساعات معينة للعمل بهذه الاجهزة
اما د. غاده ادريس مصاروة، قالت:” لا غنى لنا عن استخدام هذه الاجهزة والشاشات الإلكترونية اليوم وخصوصا في عصرنا هذا ومن يقول غير ذللك فهو غير واقعي ولا سيما الاطفال فهذه الاجهزة تعتبر عالمهم ولهوهم وليست الدمية او اللعبة،
لذلك حسب رائي لا يمكن منع هذا العالم الجديد عنا اولا وعن اطفالنا، واقترح خصوصا لاطفال والمراهقين ان نحدد اوقات وساعات معينة للعمل بهذه الاجهزة ويكون هذا الشرط بين الاهل والابناء لاستخدام هذه الاجهزة، حسب الجيل العمري فالطفل ابن 6 سنوات تختلف مدة العمل معه بالاجهزة الذكيه عن المراهق ابن 15 سنه مثلا”.
مصاروة: تقييد اوقات استخدام هذه الاجهزة
وقال السيد وئام مصاروة:” موضوع ضعف النظر ينقسم الى قسمين الاول وراثي (مخلق) والثاني الذي بصدده نتكلم المكتسب النابع عن اجهاد العين بالنظر لمسافة قريبة جدا لفترة زمنية طويلة ومتواصلة كان هدفها القراءة من الورق او الاجهزة الذكية والشاشات الالكترونية، حيث بالاخيرة تزداد المضاعفات لوجود ضوء باشعاع مختلف مما يسبب اجهادا اكبر لتأقلم العين مع المتغيرات الضوئية ، اذ أن العين تحتوي على عدسة داخلية عضوية طبيعية لا بديل لها طبيا تتأثر سلبا من عامل تغيير الشكل (الليونة) في التأقلم للمسافات القصيرة وتتأثر من الاشعاعات الضوئية في الشاشات والشمس وغيرها بفقدان الشفافية التامة وتتأثر شكليا من اغلاق فتحة الجفون بسبب انحناء الجسم كالاستلقاء للوراء او الجنب عند القراءة او استخدام الهواتف الذكية وما شابه، مما يؤدي لقصر النظر المكتسب لدى صغار السن خصوصا ومن هنا ننبه بالضرورة على تقييد اوقات استخدام هذه الاجهزة وعمل فترات استراحة لكي تتحرر العين من جهد التأقلم وشد العضلة الداخلية المسؤولة عن تغيير شكل وحجم العدسة الداخلية للعين لتفادي الأصابة بقصر النظر المكتسب”.
ربيع: الأمر خطير جدا
ومن جانبه قال المربي امين ربيع، مدير مدرسة الموهوبين والمتفوقين في الطيبة:” انه لمن المؤسف ان نرى ابناءنا وبناتنا لا يهتمون بمثل هذه المعطيات، حول اضرار الشاشات الذكية، وارتباطها بنسبة ضعف النظر، مع ان الأمر خطير جدا، وعلى وسائل الاعلام، البحث في حيثيات هذه الظاهرة المقلقة، للحد منها، ذلك مع تجاوب الاهل في تحديد ساعات استهدام الشاشات الذكية”.