في الطيبة… من العيب اتباع قوانين السير !، بقلم: ناضل حسنين
ما ان دخلت بسيارتي مدينتي الطيبة من شارع “سميح القاسم”، حتى فك ابن أخي المسافر معي من كفار سابا، حزام الأمان عن نفسه وتنفس الصعداء وانزل المقعد قدر الإمكان ليكاد يكون سريرا بدلا من أن يكون مقعدا، ثم استلقى إلى الخلف.
استغربت الأمر واستفسرت: “ما بك ؟ ولماذا أزلت الحزام ونحن لم نصل البيت بعد؟”. فأجاب بكل ثقة وكأنه هو من وضع قوانين السير: “لقد وصلنا الطيبة…عمي ،لا داعي للحزام في البلد…. بسترها ربك”.
في الواقع هذا التصرف هو “قمة الأيسبيرغ” أي رأس هرم الجليد الظاهر فوق سطح الماء والمستتر كله تحت الماء، وهو اخطر ما يمكن بالنسبة للسفن في البحار الباردة ، واعتبره كذلك لأن هذا التصرف ينم عن فهم وإدراك خاطئين للانضباط في الشارع.
أبن أخي ليس الوحيد الذي يزيل حزام الأمان بمجرد بلوغه مشارف الطيبة، فالغالبية العظمى من السائقين والركاب غير المنضبطين يعتقدون أن حزام الأمان جاء إرضاءً لشرطي المرور وليس حفاظا على المسافر أو السائق ذاته.
أصرح هنا بأن قوانين السير في هذه البلاد هي الوحيدة من بين القوانين لا تنطوي على نصوص عنصرية ولا تجحف بحق المواطنين العرب، رغم أن تطبيقها أحيانا يشهد على غير ذلك.
من منا لا يشاهد المخالفات المرورية بأم عينه كل دقيقة أثناء سيره في المدينة، فهذا يستخدم هاتفه وهذا بلا حزام أمان وهذه تضع طفلها في حضنها وتقود سيارتها وباليد الأخرى تتحدث بالهاتف وهي وطفلها بدون حزام. مخالفات لو كان الواحد منا في كفار سابا أو نتانيا لما تجرأ على التفكير بارتكابها.
في الطيبة إذا كنت سائقا منضبطا تحافظ على قوانين السير، يظنك الباقون نذلا. فأنت تقف عند مفترق الطرق تنتظر سيارة قادمة من جهة اليسار مثلا، لأنها ذات حق أولوية، ولكن السيارة بدلا من أن تواصل سيرها من أمامك، تنعطف الى اليمين بجانبك دون أن يكلف السائق نفسه عناء إعطاء الإشارة كي تفهم نواياه ولا تنتظره، فهو سيد نفسه وهو اكبر من أن يعطي إشارة لأي كان، انه ملك الشارع.
التجربة علمتني، وأنا خلف المقود منذ اكثر من 30 عاما، أن الشارع هو المكان الوحيد الذي يستطيع السخيف أن يتطاول على الخلوق. والازعر على البروفيسور. هذا هو المجال الذي يبحث فيه عادة كل فاشل عن إثبات ذاته امام الاخرين.
فهو يحاول باستمرار أن يبرهن لك انه سائق ماهر وانه يتدبر أمر سيارته أفضل منك أيها الدكتور أو المحامي أو المعلم أو الإنسان المهذب أي كنت، لا لسبب سوى انك تقود سيارتك ببطء وحذر. فهذه فرصته التي لا تعوض كي يثبت لك انه أفضل منك ولو في قيادة السيارة. فتراه ورغم انه ليس على عجلة من أمره، يسابق ويخاطر ويمر فوق الخط الأبيض غير المتقطع، ويمر باللون الأحمر عند شارة المرور ويجتاز سيارتك في مكان تنعدم فيه الرؤية ويخاطر بحياته وحياتك وحياة كل من على الشارع في تلك اللحظة كي يصل إلى حيث كان متجها وقبلته في العادة المقهى حيث يجلس اعضاء الشلة، فيجلس بينهم ويتناول النرجيلة. هذا هو الدافع وراء كل هذه المخاطرة والسرعة منذ قليل.. النرجيلة والانتفاخ كالطاووس بين الأصدقاء وكأنه عائدا من رحلة فضائية.
هذه الفصيلة من السائقين يعانون من نواقص كثيرة وآخرها هو عقدة الفاشل، ولهذا فهم آفة الآفات على الشارع وهم عادة سبب الحوادث المتكررة الناجمة عن تهور. لأن غالبية حوادث الطرق في الطيبة تقع بسبب ما يعرف بـ “الفصحنة” أي أن يحاول احدهم ان يثبت للآخرين كم هو بارع، وانه لا يخشى شيئا وانه شجاع لدرجة انه لا يأبه الموت، وانه على يقين من أنه لن يصاب، ولكن هذه الشجاعة والبراعة تختفي بمجرد أن يقطع مفرق تسور نتان إلى الجنوب أو مفرق قلنسوة إلى الشمال، حيث تسود قوانين مختلفة عن قوانين البؤس و”الفصحنة” الدارجة في الطيبة.
حماكم الله من كل سوء ومكروه!
لذلك يجب ادخال الشرطة الى البلد ومخالفة هؤلاء الاهل عديمي المسؤولية. حرام عليهم اتقوا ربهم بأولادهم الواحد/ة موقف صغيره على الكرسي الأمامي جنب الشوفير وماشي!
جزاك الله كل خير يا اخ ناضل..شباب الطيبة او اهل الطيبة محتاجين لهذه التوعية..كثير من الاشياء نحتاجها لتوعية اهل الطيبة منها ليلة العيد الفوضى التي تكون بها الطيبة انت تعرف بما اقصد الحوادث الطخ الطوشة ع شيء سخيف التزمير الحريكوت والطشش لطلوع النهار
فقط انظمه وقوانين وعقاب هو الحل
ليس ابن اخيك فقط وانما هناك الكثر ممن يفعل ذالك الادهى والامر من ذالك اخ ناضل انهو هناك من يحتل مقاطع طويله من طريق المشاه من المقاهي والكيوسكات وكبار السن والنساء والاطفال ينزلون الى الشارع ورئيس البلديه والائتلاف والجميع يرون ذالك كل يوم ولا احد يحرك ساكنا لقد وصل بنا الحد الى سرقة حاويات الزبل الجديده فماذا تتوقع اخ ناضل ومع ذالك نشكرك على هذه العبره او على هذا التنبيه