الأضحية شعيرة عظيمة يتذكّر فيها المسلم توحيد الله ونعمته عليه ، وهي قربة من أعظم القربات والطاعات،لأنها شعار لإخلاص العبادة لله وحده ، وامتثال أوامره ونواهيه، يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل رجاء ثوابه، وحصول موعوده مع كونه تعالى غني عنها !
لقول الله تعالى في سورة الأنعام 163: { قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَـلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. والنسك الذبح ! . والأضحية سنة مؤكدة في قول أكثر أهل العلم . حيث يسن لمن عزم على الأضحية وقبل دخول العشر ، ما روي عن الرسول الكريم انه قال : ( من أراد منكم أن يضحي ، فلا يأخذ من شعره وأظافره ).وأفضل أوقات النحر بعد صلاة عيد النحر مباشرة ” يوم عيد الأضحى” ، وقبل الإشتغال بالعيد والتهنئة، ويستمر وقت الذبح إلى قبل مغيب شمس آخر أيام التشريق ،( وهو يوم الثالث عشر من ذي الحجة)، لقوله تعالى في سورة الكوثر : { فصل لربك وانحر } ، ولحديث البراء رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النّبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَنْ فَعَلَهُ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْل فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ) رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ) .كما ويجوز ذبح الأضحية ليلاً ونهارا ً، والذبح في النهار أولى ، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل !
ويشترط في الأضحية شروط:
الشرط الأول: أن تكون من بهيمةالأنعام هي : (الضأن، الماعز، الإبل، والبقر). فلا تصح من الطيور والأسماك وغيرها قال تعالى في سورةالحج 34 :(لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) .
الشرط الثاني: أن تبلغ السن المقدرة شرعاً بأن تكون :
1) جذعة من الضأن الخروف والكبش وهو ما تم له نصف سنة .
2)وثنية إبل وهو ما تم له خمس سنين .
3) والثني من البقر وهو ما تم له سنتان.
4) والثني من الماعز وهو ما تم له سنة . لقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تذبحوا إلاّ مسنة (يعني ثنية) إلاّ أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) رواه مسلم.
الشرط الثالث: أن تكون سليمة خالية من العيوب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أربع لا يجزين في الأضاحي ، العوراء البين عورها ، المريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ظلعها ، والعجفاء التي لا تنقي ) صحيح الجامع .
ما يفعل بالأضحية ؟ يستحب لمن له أضحية أن يأكل منها إذا تيسر له ذلك لحديث الرسول :« ليأكل كل رجل من أضحيته » صحيح الجامع . وأن يكون الأكل بعد صلاة عيد الأضحى والخطبة. ويدلّ عليه حديث بريدة رضي الله عنه : « كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم ، ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح » صحيح الألباني
ا- والأفضل والأولى والسنة أن يتولى المضحي ذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح قربة وعبادة ، ويمكنه أن يختار من ينيب عنه ،جاء في صحيحي البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : « ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما » .
ب – يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ، وأن يقسم لحمها أثلاثاً ، ثلثاً للأكل وثلثاً للهدية وثلثاً للصدقة . والأمر في ذلك واسع من حيث المقدار . ج – كما اتفق العلماء على أنه لا يجوز بيع شيء من لحمها أو شحمها أو جلدها وفي الحديث قال رسول الله : « من باع جلد أضحيته فلا أضحية له » حسنه في صحيح الجامع، وأن لا يعطي الجزار منها شيئاً كأجرة .
آداب الذبح : ينبغي مراعاتها ولا تشترط في حل الذكية بل تحل بدونها فمنها:
1 ـ استقبال القبلة بالأضحية حين تذكيتها.
2 ـ الإحسان في تذكيتها بحيث تكون بسكين حادة يمرها على محل الذكاة بقوة وسرعة. لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء. …..، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته». رواه مسلم.
3- أن تكون الذكاة في الإبل نحراً، وفي غيرها ذبحاً ، فينحر الإبل قائمة معقولة يدها اليسرى، فإن صعب عليه ذلك نحرها باركة.
4 – أن يستر السكين عن البهيمة عند حدها فلا تراها إلا عند الذبح.
5 ـ أن يسمي ويكبر عند ذبح الأضحية ، ويسأل الله قبولها فيقول:” بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك ، اللهم تقبل أضحيتي…” .
عن كم شخص تجزئ الأضحية؟
تجوز أضحية الواحد عن أهل البيت ولو كثروا ، وللمضحي أن يُشْرك في ثوابها من شاء من أهل بيته. روى الترمذي عن عَطَاء بْن يَسَارٍ قال : سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ :” كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُون”َ . صححه الألباني في صحيح الترمذي .
كما ويجوز أن يشترك سبعة أشخاص فِي الإبل والبقر ! اللهم تقبل منا أضاحينا وبارك لنا في أعمالنا الصالحة !.