الى متى ؟، بقلم: د. حسام عازم
جريمة قتل امرأة اخرى في اللد، المغدورة دعاء ابو شرخ ، بنت الـ 32 عاماً، قتلت بدم بارد وامام اطفالها الأربعة
ظاهرة العنف وقتل النساء في مجتمعنا منتشرة منذ سنوات طويلة ،ولكننا نحاول عدم التعامل معها بشكل انساني وأخلاقي وحضاري.
نتذكر الظاهرة عندما تقتل امرأة اخرى ، نكتب ، نحتج ، نتظاهر ، نتهم الشرطة ، نتهم المجتمع ونعود الى سكوتنا من جديد ننتظر الجريمة القادمة !
ردود فعل وغضب ونسيان ، هذا دورنا “الكبير” في محاربة هذه الظواهر ، وحتى هذا الدور لم نسمعه بعد الجرائم الاخيرة .
فهل حقاً اننا نقوم بواجبنا بالحفاظ على أمن وحياة نساء مجتمعنا ؟
هل وبحق الأكثرية الذكورية في مجتمعنا، ضد ظاهرة العنف ضد النساء ؟
وهل حقاً نعرف من هو المسؤول الحقيقي عن هذة الجرائم؟.
حول المرأة” الشرقية” جدار من الكبت الاجتماعي والشخصي، جدار التعصب الديني والتخلف الاجتماعي والعادات والتقاليد ، جدار يحرمها من الحياة الكريمة ، يفقدها القدرة على إثبات قدراتها ، لا يعطيها مجال للتطور ، يحرم المجتمع من إمكانياتها العظيمة للعطاء .
جدار بداخله يحق استغلالها وضربها وحتى قتلها .
كلنا “مذنبون”……..كلنا “قتلى”
شخص يطلق النار والآخر يطلق “الفتوة” والثالث يجد مفهوم “شرف العائلة” والرابع يتحدث عن “العادات والتقاليد ” والخامس يفسر ذلك بأننا “مجتمع محافظ “
والسادس يطلق شعار “الرجال قوامون على النساء”
والسابع يفتخر بتراثه و يقول : “دلل ابنك بغنيك ودلل بنتك بتخزيك ،موت وليتك من صفاء نيتك، موت البنات من المكرمات ،تكبر حية ولا بنية “
والثامن “مثقف ” يجلس بالمقهى رجل على رجل ويحاول اقناعنا بان المرأة عقلها ناقص او النساء ناقصات عقل والتاسع لا يرى ولا يسمع ولا ينطق بكلمة لا يهمه الامر إطلاقاً والعاشر ” الأكثرية العظمى من المجتمع ” الساكتون على الجريمة لا يحركون ساكنًا وكأن امر لم يحدث ، عقولهم وقلوبهم مشبعة ب”اللامبالاه القاتلة “
ان هذه الظاهرة المقيتة لا يمكن محاربتها دون بناء برامج علمية مدروسة موجهة بالأساس الى التوعية والتربية الصحيحة ، برامج تشارك فيها كل الجهات المسؤولة في المجتمع ، السلطة المحلية ، الأحزاب السياسية ، الجمعيات الجماهيرية الحركات النسوية الحركات الشبابية ، المدارس وطبعاً الشرطة وفي المجال القضائي والبرلماني من سن قوانين تحارب ظواهر العنف .
الى متى هذا الصمت ؟
صمتنا معناه مشاركتنا بالجريمة .
وحقاً تقاس ثقافة الشعوب بمستوى تعاملها مع المرأة ، فأين مكانتنا بين الشعوب ؟