الجزء الأول- الكلمة الطيبة تشق القلوب الصخرية الصماء ! بقلم الشيخ أبو عكرمة الطيباوي
احيانا كثيرة يمكننا التوصُّل إلى أهدافنا السامية بالتلطُّف من الكلام، قال تعالى في سورة فصلت 34:” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”. سبحان الله كم غريب عجيب سلوك العربي المسلم، قبل فترة وجيزة وزع على الغرباء الكلمات الرقيقة والعذبة بسخاء كغزارة أمطار الشتاء! والتي تنافس النسيم رقةً ونعومة !.
وفجأة عند أول عتبة بيته ، يبدأ العبوس و”التكشير” والتوتر والصراخ ، هكذا يستقبل زوجه الحنون الطاهرة العفيفة , وأولاده، ببسمة صفراء جافة كأنها جلبت من الصحاري القاحلة النائية!. ولهذا فإنني سأضع الأضواء عن أمر تبخر من ألسنة الكثيرين، وليس “لبخل وجفاف” لغتنا وحضارتنا الثرية ، ولكن لجفاف القلوب والنفوس ، فقحطت الألسن عن جود الخير فيها ،قال تعالى في سورة آل عمران 159 لرسوله الكريم :” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ” . فسألت نفسي الحزينة لماذا نبخل بالكلمة الطيبة على زوجتنا وأحبابنا وطلابنا وأهلنا ، ونحن جميعا نطرب لسماع الكلمة الطيبة العذبة المضيئة، التي تقرب القلوب، وتشعرنا عندما نسمعها بالسعادة والسرور ، وخاصة إذا رافقتها ابتسامة صادقة !. الكلمةُ الطيبةُ مفتاح تأليف القلوب، حيث يشتاق ويطربان لها القلب والأذن، فهي تعطر وتطيب الأجواء ، لقوله تعالى في سورة فاطر 10{إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} .
الكلمةُ الطيبةُ رقيقة تُسر بها النفوس ، وتنشرح لها القلوب،وتوثقَ أواصر المحبة والإخوة، ورضوانٌ من الله أكبر !.
الكلمة الطيبة شجرة مثمرة دائمة الخير والعطاء، فأثمرت عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله ، وهي أسهل طريق لجني الحسنات، ومحو السيئات ، قال الله تعالى في سورة إبراهيم:{ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (والكلمة الطيبة صدقة).
الكلمة الطيبة اللطيفة ليس شرطا إن تخرج من شاعر، ولا من خطيب بليغ !. ولكنها بحاجة الى إحساس وتعاملً راقي ، ومنطق حسن ، وربما قد يُحرم منها أربابُ الشهادات والجامعات قال الله تعالى :- ( وقولوا للناس حسناً). وقال صلى الله عليه وسلم:( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ).
فما أجمل أن نتعامل في حياتنا بطيب الكلام ،لزرع بقلوبنا ونفوسنا الفرحه والبسمة والسعادة ،فازرعوآ الكلمة الطيبة الساحرة بينكم و بين أهلكم وأقاربكم وأحبابكم والناس أجمعين. ولتكن الكلمة الطيبة اللطيفة “تجارتك” دوماً على لسانك !
الداعي لكم بالهداية للكلمة الطيبة الحلال! .
الشيخ أبو عكرمة الطيباوي