في بلادي بلاد الشرق نجتهد كثيرا في البحث عن التعابير والاسماء التي نُجَمّل بها كل حقيقة مرة ونبرر قبيح أفعالنا ، فهل يمكن أن يكون للحقيقة أكثر من وجه!؟
ولأننا بارعون في التحايل واللف والدوران والمراغ، ولأننا مجتمع ذكوري حتى العظم تتعدد أوجه الحقيقة وفق الزمان والمكان والجنس أيضا. وخيانة الرجل لزوجته لها في شرقنا أسماء وأسماء إلا أن تسمى خيانة، أما خيانة المرأة لزوجها فهي بوجه واحد خيانة ولا شيء آخر غير الخيانة… والعواقب تأتي حسب الجنس وحسب التسمية…فالرجل يبقى رجلا ولا يعيبه شيء والمرأة إذا خانت أو أحبت تجلب العار للجميع!!! كم من امرأة قتلت تحت راية شرف العائلة المزعوم وهل قتل رجل واحد تحت نفس الراية…لماذا على المرأة أن تغفر وتسامح أما الرجل فلا يعرف صفحا ولا مغفرة !!! والغريب أن كثيرا من النساء عندنا يغفرن للرجل ويوجدن له الأسباب والمبررات ويسارعن فيظلمن المرأة إذا أخطأت وقد تغلغلت فيهن معايير ذكورية حتى عميت بصائرهن عن رؤية الحقيقة كما هي.
الحقيقة التي ما زلت أراها بوضوح أننا مجتمع ذكوري بأخلاقه وتقاليده ومعاييره ورغم ما وصل إليه الكثيرون منا من علم وثقافة إلا أن هناك قضايا يتم معاملتها وعلاجه وتحليلها أو تحريمها على الطريقة البدائية والقبلية، والتي لا يمكن إلا أن توصف بالهمجية والوحشية، فنحن مجتمع القشور الزائفة ، حقيقتنا ما زالت تقف على حدود الحضارة.
كفوا عن قتل النساء على خلفية “قرف العائلة” وكل الخلفيات! ( أقرفتونا)
سهام ادريس