وصلت موقع “الطيبة نت” رسالة تحمل في طيها مقالة، من مواطن في مدينة الطيبة، تطق كاتبها حول حفل العيد في الملعب البلدي.
وكتب في المقالة ما يلي:” الله سبحانه الشاهد بيننا لستُ ممن يكتبون في المعارك الانتخابية قط .
والله يشهد انني لست انتمي لاحزاب سياسية نهائيا .
وليس ممن يبحث عن مصالح شخصية وليس ممن يصطادون في المياة العكرة او محبين تسليط الاضواء .
ولا يوجد لي خصوم بتاتا.
رسالة لابناء الطيبة الكرام من محب
متابعين الفيس بوك ؟
اخي يا ابن الطيبة انت لست فقط محاسباً على ما تقول ، أنت محاسب أيضاً على ما لم تقل حيث كان لابد لك ان تقول كلمة الحق .
ومن هذا المنطلق ارى انه من واجبي توضيح أمور هامة بنسبة لليلة العيد .
المشكلة ليست الحفلة الطربية بحد ذاتها كما يحاول البعض تصويرها و تصغير حجم المشكلة . ويدعي انها مجرد حفلة و حرية المشاركة فيها وأنها غير إلزامية .
لا ، المشكلة هي أزمات ومنافسة سياسية التي باتت تعكر افراح أهل البلد عامة في الأعياد الاسلامية وتجبر الكل على الحديث وتقسم ابناء البلد رغما عنهم بين مؤيد وعارض .
ليالي الطرب الممنهجة والاحتفالات في ليلة العيد وشهر رمضان تخالف عادات وثقافة وقيم ترسخت في قسم كبير من أبناء البلدة المسلمين خصوصا في التزامن مع أيام العبادة .
هذه حقيقة لا تقبل ( تأويل )
لنا حضارة وتاريخ عريق غير موجود عند كثير من الشعوب لا نحتاج لاستيراد افكار شاذة لا تناسبنا وتثير الضرر للنسيج الطيباوي .
هذه الحفلات غير مناسبة في ذهن كل عاقل . ( و بغض النظر انه منهي عنها ومخالفة لتعليم دين الاسلامي ) .
يخطأ من يظن ان ابعاد الحفلة حسنة وفكرة المشروع جميلة للحفاظ على المراهقين والمراهقات ورسم البسمة على وجوههم .
وهذا كلام معسول لا يباع ولا يشترى، بل بالعكس هذه الحفلات ضررها اكثر من نفعها ، خصوصا ان طبيعة الحفلات معرفة للجميع .
المؤسسات الراقية في هذه الدولة ترفض غالبا تمويل من قبل ( مفعال هبايس ) لانه يخالف مبادئها ولا تعطيه الحق بنمو على حساب اولادهم لانه هو السوسه التي تنخر في صلب المجتمع ويدمر سنويا الألف الأسر في المقامرة بأنواعها ولا نشارك في دعم الفساد .
فالمُمول مرفوض أدبيا لو كان تمويل في توزيع الكتب القيمة . فالمال الفاسد لا يثمر قطعا .
ولم نسمع عن بلدة مسلمة مجاورة لنا خاضت في تأسيس وتنظيم حفلات مشابة في التزامن مع مناسك العبادة والحج .
وأصبحنا مع الأسف أضحوكة بينهم ، لماذا كل هذا ؟
من اسس التطور والتقدم الأخذ بعين الاعتبار مشاعر الأغلبية المسلمة المحافظة في البلد المسلم ، أهلنا الكرام ، ان عدم أخذ بعين الاعتبار مشاعر الناس ليس بسوء نية من القائمين على المشروع أنفسهم ، إنما من افعال البعض من الزوار ، الأفعال تركت اثرا عظيما في نفوس الناس بمشروع رمضان ماركت مثلا فهذا لا ينسى ولا ينكر هذا احد .
سيبقى منكرا تتحدث عنه الأجيال .
حتى ان بعض المساجد أصبحت شبة معطلة في ماركت رمضان .
نعم ، تقدم هذه المشاريع الفائدة المادية السياسية المعنوية نعم وهذا جميل لكن ليس على حساب مشاعر الناس وتُهمَّش مشاعرهم ونعتهم بالمتخلفين ، وكأنهم من كوكب زحل .
باتت هذه الامور المرفوضة دينيا واجتماعيا كأنها من حصيلة و نتائج المشروع وتعد وتحسب من أهداف المشروع وكأن احدهم يرغب في زرع هذه الأفعال والأفكار في نفوس اولادنا .
من خلال توزيع دعوة لاطفالنا الصغار السذج في حرمهم التعليمي ومدارسهم .
وليست من الحكمة ان اطلب من القائمين تربية الأفراد وليس من الممكن ذلك .
والتربية تكون في البيت اولا .
ولكن اقل ما يمكن فعله ان نحترم مشاعر شريحة كبير من المجتمع التي تحافظ على تربية اولادهم تربيه سليمة بعيدة عن التناقضات .
نسهر في حفل غناء ونذهب لنصلي العيد؟.
من الواجب على كل غيور ومحب للبلدة بتنوية القائمين انه كان لابد من تطبيق المشروع بضوابط تلائم وقعنا ومورثنا الاجتماعي والديني .
وأخذ بعين الاعتبار الشريحة الكبرى المسلمة وعدم دعوة الطلاب والأبناء للمشاركة واستغلالهم في المعاصي والمعارك السياسية بشكل منهجي ومأطر .
حتى متى تبقى هذه النشاطات الغير إسلامية تزورنا كل مناسبة دينية لتعكر صفو فرحتنا، هل هي عشوائية محض صدفة ام ممنهجة لتستمر لتصبح في المدى البعيد جزء من الفلكلور الشعبي ؟.
منذ مئات السنين يجلس الناس لانتظار اذان المغرب في يوم عرفة .
في ليلة وضحها كيف تنقلب الموازين ليظهر جيل ينتظر الجلوس حول المغني والمغنيات وسط المراهقين والمراهقات .
كلنا ابناء بلد واحدة وفرحتنا واحدة ونزور بَعضُنَا البعض ونهنئ بَعضُنَا البعض .
ما المشترك بين عيد الاضحىً المبارك والغناء ؟.
ان تهميش اسلام أهل البلد وعاداتهم وتقليديهم من اجل فئة شبابية صغار السن ان دل هذا فانما يدل على عدم احترام الاجداد وكبار البلد وتهميش قدسية هذه الأيام المباركة والمس في أصول الدين الحنيف .
ومجرد طرح رأي وفكر ليس متوافق مع فكر القائمين على مثل هذه المشاريع تكون ردة الفعل دائما بأصابع الاتهام وغالبا يقال ان هذا النقد ينبع من أفكار سياسية وشخصية بحت .
(( لا يا عمي لا يا اخي تفكير غير صحيح ، يوجد اشخاص في البلد حريصين جدا على المصلحة العامة دون انتظار مقابل ولا يخشون لومة لائم ولا يوجد عندهم أهداف مبهمة )) .
ومن البديهي جدا ملائمة اي مشروع لشريحة الهدف وثقافاتهم ، هل من ثقافتنا ان نثير الفتن خصوصا في بلدة مثل الطيبة ؟ التي فيها اختلافات اجتماعية ودينية مركبة .
هل تحتاج الطيبة لتوسيع الشرخ الأيدلوجي ؟.
هكذا يتم التعامل مع أهل البلد ؟.
هكذا يتم استقبال الأعياد في الخصومات والخلافات والمسبات والاتهامات والمعارك الفيسبوكية ؟.
هذا ما نعلمه للصغار ؟.
طبعا لا
هذا بداية مسار التطور للافضل ؟.
اليس بيننا رجل رشيد وعقلاني ؟.
اذا ما الحل ؟
البلد للجميع والعيد لجميع المسلمين وكلنا أهل وقرايب وأخوة وأولاد بلد .
لذلك ، لا بد من اعادة النظر في ترتيب هذا المشروع الجديد وعدم زرع تلك البذور الفاسدة في المستقبل القريب .
الحفلة يوم وستنتهي لكن من سيعالج الجرح العميق في النسيج الاجتماعي ؟.
ضروري جدا توحيد المسيرة لنكون أهل بلدة واحدة ويستوعب الطرف الواحد منا الأخر .
ختاما، نعم لجمع الطلاب والأطفال والشباب لتبين وتوضيح أهمية يوم عرفة وموسم الحج واهمية هذه الفريضة من خلال فعاليات دينية تناسب عيد الأضحى ( منطقيا ) وتسليط الاعلام ونشر الفائدة ، نعم لاقتراحات جديدة في خصوص مواسم الافراح الدينية والأعياد . عوضا من تحميل السعودية المسؤولية.
اما من يحب الرقص وتمايل طربا فهو حر وله الحق في إعداد حفلات طربية بعيد عن المناسبات الدينية لانها لا تتفق معها (( منطقيا واخلاقيا )) ، ولهذه الحفلات الطربية أماكن مخصص لها وبيئة ملائمة . لكل شخص له الحرية الفردية ان يتصرف في حياته كما يشاء . وطبعا هذه حرية ليس مطلقة وتنتهي عندما تمس في مشاعر ومعتقدات الآخرين .
أرقص وغني فهذا شأنك لكن إياك ثم اياك ان تسميها حفلة عيد الأضحى المبارك او حفلة شهر رمضان الكريم ، والله ما يتركب على العقل يا زلمي . وكأنها أصبحت جزء من السنن الاسلام وتخرج جيل لا يعرف عن الاعياد الاسلامية المباركة الا الحفلات والأسواق . ومن يحب الخير لبلده وعدم الفساد والفتن عليه ان يقول الحق لمصلحة البلد العامة اولا . ويتراجع عندما يخطأ .
ذلك الشباب التي تشرب الخمور لا تشرب فقط ايام العيد بل طوال السنة ونفس الأشخاص التي تثير الفوضى والسياقة المتهورة موجودين طوال السنة على المسؤولين ايجاد حلول تربوية حقيقية في حل تلك الأزمات الاخلاقية .
وطبعا الحل ليس دعوتهم لحفلة طربية رومنسية، ولا نعلم السكران من غيره .
الحل بزرع الأمل الحقيقي لمستقبلهم في زواجهم والبناء وتعليمهم دينهم وتاريخهم ومنحهم مستقبل وإخراجهم من خيبة الأمل وتوفير اقل الحقوق لهم من أمان ومسكن وعمل .
لا نريد ان نستقبل العيد بالعتاب والخصوم والمشاكل وقال وقيل لا تثيروا الفتن رجاءا .
والمنافسة السياسية رجاء رجاء، اتركوها بعيدا عن الدين الحنيف وعن مواسم الفرح في الأعياد .
والعيد فرصة للتقارب والمحبة بين الناس وليس ساحة للمعارك السياسية الزائدة الصبيانية يا انا يا انت … معارك غير ضرورية. التي بات تترك اثر سلبي عميق على عموم أهل البلدة وتبعدهم عن بعضهم البعض وتصنفهم في خانات جديدة
والخلافات السياسية تكون في مكانها بعيدة عن اثارة الفتن وعن تجريح مشاعر وأحاسيس بَعضُنَا البعض .
والحق لا يزعل منه أهل الحق .
وكل عام والبلدة كلها بخير باهلها الأصلين .