الشيخ فائد ياسر حادي مصاروة، يطالب بضرورة تولي أصحاب الشهادات العالية مهمة التدريس في الثانويات، وينتقد تدريس المواد والتخصصات من قبل مدرّسين غير متخصصين وغير مؤهلين، اضافة الى تعينات التي لا تعتمد على الكفاءة في كلية عمال “يوسف شاهين”.
اصدر الشيخ فائد ياسر حادي مصاروة، من مدينة الطيبة، بيانا، حول تدريس المواد والتخصصات من قبل مدرّسين غير متخصصين وغير مؤهلين، اضافة الى تعينات التي لا تعتمد على الكفاءة في كلية عمال “يوسف شاهين”.
وجاء في البيان ما يلي:” عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:رسول الله- -:”إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة،قال :كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .ويقول النبي – -:”ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت،وهو غاشّ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنّة”.
حرصا على مصلحة فلذات أكبادنا ومهجة حياتنا وقلوبنا، لن أسكت عن الظلم وأهله والجوْر والتعسّف في استعمال المناصب، أحببت أن أضع بين أيديكم أهل بلدي الكرام عيّنة ونموذجا حيّا نعيشه ونعرفه وطريقا يؤدي إلى هلاك ودمار لهذا البلد الطيب الحبيب بل وللمجتمع بأسره، فكلّنا يعلم أنّ التربية والتعليم أساس كلّ حضارة ولا يتسنّى لأيّ مجتمع التقدم والرقيّ إلا إذا ركب سفينة هذا القبطان الربان الذي طالما نادى الخالق سبحانه بامتطائه حيث قال الله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾. وقال تعالى:﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ ولا أريد الاطالة فخير الكلام ما قلّ ودلّ… .
أهل بلدي الحبيب لن يغيّر الله أحوالنا إلا إذا صلحت قلوبنا، وكرهنا الظلم وأهله، وكانت سرائرنا أفضل من علانيتنا أو على الأقل مساوية لها.
ولا بدّ لنا أن نفيق من سباتنا العميق، وأن نرفع لواء الجدّ والاجتهاد من أجل السمو والرقي والتميّز، وإحدى الوسائل لذلك الجهر بكلمة الحقّ أينما كنّا لا نخاف بالله لومة لائم، وأن ننصح الظالم حتى يقلع عن ظلمه، وإن أبى نبيّن ظلمه للنّاس ونحاربه بجميع ما أُعطينا من قوة القانون .
ها أنا أضع بين أيديكم وأقبل بكم حكما في هذا الظلم الذي لحق بأبنائنا، وما زال يفتك بهم حتى يخرجهم لنا جهلاء عالة على المجتمع بل على الكون بأسره ….كيف لا وفاقد الشيء لا يعطيه؟!
وأيّ ظلم أكبر من أن يُسند الأمر إلى غير أهله، فمسالة تدريس المواد والتخصصات من قبل مدرّسين غير متخصصين وغير مؤهلين لتدريس تلك التخصصات لآفة كبيرة ومحنة شديدة ، ولا أقصد هنا موضوعا بعينه بل هذا الوباء موجود في جميع الموضوعات، فمعلّم التاريخ يدرّس الرياضيات ومعلّم العلوم يدرّس الدين…ولعلّ التسيّب في تدريس موضوع الدين أكثرها انتشارا، كيف لا وكنّا فيما سبق نتعلّم حصة الدين يوم الخميس الحصة السابعة .. ،فعادة ما يكون موضوع الدين تكملة حصص للمدرسين ليس إلا ، “مع أنّ الطالب لا يحصل على شهادة البجروت إلا إذا اجتاز وحدة الدين”، فجناية توظيف معلّم غير مؤهل ليعلّم فلذات أكبادنا قديمة حديثة ولعلي أسرد عليكم نموذجا حيّا حصل سابقا وما زال يحصل حتى يومنا هذا…
مثاله: تقدّم بطلب توظيف شخص يحمل شهادة الدكتوراة في تخصص ما، وحاصل على أربع شهادات تدريس وللمرة الثانية خلال سنتين متتاليتين، وأيضا تقدم للتخصص نفسه من يحمل شهادة البكالوريوس وبقي عليه آخر مادة في الماجستير وحامل لشهادة تدريس، وتقدم شخص ثالث يحمل شهادة البكالوريوس وبحوزته شهادة تدريس، وتقدم شخص رابع لا يحمل شهادة البكالوريوس في هذا التخصص ولا يحمل شهادة تدريس تؤهله لأن يدرس في الثانويات . وللأسف وتجاوزا للقانون ولجميع المعايير والمهنية الموضوعية اختار صاحب القرار في كلية عمال “يوسف شاهين” أقل المتقدمين حظا بل اختار من لا يجوز اختياره وفق القانون، فاختار المتقدم الرابع وترك حامل شهادة الدكتوراة، وأمّا الإجابة عن سؤال سبب هذا التوظيف الجائر هو فقط من يجيب عليه!، …ولكن لا مساومة على حساب مصلحة أبنائنا.
وللأسف الشديد هذا التجاوز غير القانوني ليس المرة الأولى فقد كان التجاوز نفسه السنة السابقة بل كان أشد وبيّنت لصاحب القرار في مدرسة عمال جناية فعله أمام اللجنّة الاستشارية عندما قام أحد أعضاء اللجنّة الاستشارية بتوجيه سؤال للمدير، كيف يتم التوظيف في مدرستكم؟ فأجاب قائلا: أولا :نعلن عن وظيفة شاغرة “وهذا الأمر بعيد عن الواقع لأنّ مدرسة عمال لم تعلن عن وظائف شاغرة منذ سنتين كما أعلنت مدرسة عتيد، ولكن وللأسف كان توظيف في هاتين السنتين وهذا مخالف لكلّ القوانين والأعراف المهنية المتّبعة في التوظيف” ثمّ أردف المدير قائلا: فيقدّم المتقدّمون للتوظيف شهاداتهم فنختار طبعا صاحب أعلى الشهادات… ولكن أعتقد أنّ الورقة مُسكت مقلوبة، فلذا أصبح أقلّهم حظا أوفرهم حظا بقدرة قادر.
إلى متى هذا الاستهتار بمصلحة أبنائنا ؟..بل هنالك الكثير من المخالفات القانونية، فهناك من يتولى تدريس تخصص ما، ولكنّه لا يحمل أيّ مؤهل يؤهله أن يدرّس هذا التخصّص… وإن أردتم الأسماء فسأعلنها لأنني لا أرى إلا الله أمامي .
هذه أمانة ولن أخونها ، طبعا مثل هذه المخالفات لا تقتصر على مدرسة معينة، بل هي موجودة وللأسف في الكثير من المدارس في وسطنا العربي وهذا الوباء المستفحل لا بدّ من استئصاله.
وليعلم أهل بلدي الحبيب أنني حاولت مرارا أن أسوي هذه المسالة بطرق مهنيّة موضوعيّة، ولكن صاحب القرار في مدرسة عمال أبى إلا أن نصل إلى الاعلام، فقد توجّهت إليه مرارا عبر قنوات هو يعرفها ولكنّه للأسف لم يكترث لهذا الأمر ولقد أرسلت إليه مكتوبا رسميّا ومستعجلا ولكنّه وللأسف لم يردّ عليه … أي أغلق جميع السبل السلّمية الوديّة.. وأيضا أنا أُحمّل المسؤولية كلّ من له علاقة بالأمر بعد أن وصلته نسخة من المكتوب الذي بعثته للمدير، بل أُحمّلهم المسؤولية كاملة وقبول الظلم وتجاوز القانون، وأخصّ بالذكر البلديّة وعلى رأسها رئيسها الذي طالما نادى بضرورة تولي أصحاب الشهادات العالية مهمة التدريس في الثانويات، بل هذا كان شعاره وظهر جليا في الاعلان عن وظائف شاغرة في مدرسة عتيد الثانوية، ولماذا لم يطبّق هذا الشعار على مدرسة عمال؟!، أم مدرسة عمال خارج نطاق وصلاحيات بلدية الطيبة ، أم زاغت عنها الأبصار أم ماذا ؟!، والسيد مدير التربيّة والتعليم في الطيبة مع أنني أَشهد لهذا الرجل المغوار بموضوعيته ومهنيته ونُبل خلقه وهمته العالية وإخلاصه في عمله، واعلم أيضا أنّه أينما وضع اصبعه وجد دمارا… ، وأيضا السيد رئيس مجلس أولياء الأمور المركزيّة. وها أنا أعلنها أمامكم إذا لم يتداركوا الأمر سريعا سأتوجّه إلى القضاء ليفصل بيننا، وأيضا سأستقيل من عضوية اللجنّة الاستشارية للتعليم،ومن اللجنّة الدينية التي وللأسف لم تجتمع حتى هذه اللحظة فتبًّا وسحقًا لها من لجنّة ،فكم من المخالفات الدينية والخُلقية حدثت في بلدنا الحبيب خلال السنة المنصرمة أم الأمر لا يعنيها؟! .
ولم يقف الظلم عند هذه المسالة بل هنالك الكثير من المخالفات الجنائية التي ستثبتها المؤسسات والجهات المسؤولة، وأنا اتحمّل مسؤولية كلامي هذا بل وإن أراد صاحب القرار في مدرسة عمال أن يناظرني مناظرة موضوعيّة مهنيّة تصبّ في مصلحة أبنائنا فأنا على استعداد تام لذلك، المهم رفع الجَوْر والظلم عن المعلمين وعن الطلاب، الذي يصبّ عاجلا وآجلا في مصلحة بلدنا الحبيب .
وهذا لا يعني أن نجحف المدراء حقوقهم -لا قدّر الله-، فمن جحف حقهم ولم ينصفهم كمن عقّ والديه والعياذ بالله.
وأخيرا أوجّه النداء إلى كلّ من ائتمنهُ الله على أمانة وخصوصا أمانة التربية والتعليم أن لا يخون الله ورسوله وأهل بلده، وليعلم أنّه موقوف أمام الله سبحانه وتعالى فسائله عن رعيته التي استرعاه إياها فلا يكون غاشّا لها، فإن كان كذلك فساءت خاتمته وشقي شقاءً ما بعده شقاء.
هذا وما كان بي من توفيق فمن الله وحده وما كان بي من خطأ أو زللٍ أو نسيان فمني ومن الشيطان،الله ورسوله منه براء، والحمد لله رب العالمين