في الأمس القريب كتبت منشورات على مواقع التواصل تناشد المعلمين بعدم سؤال ابنهم أين سافر في العطلة وكيف قضىاها، وذلك مراعاة لأولئك التلاميذ الذين يعيشون في ظروف اقتصادية لا تسمح لهم بالسفر هنا وهناك، بينما يجلس معهم في نفس الصف تلاميذ آخرون ينعمون بشتى وسائل الرفاهية وسعة الحال، وحرصا منا على مشاعر هؤلاء التلاميذ وجدنا في هذه المنشورات المصداقية التامة.
لكني فوجئت اليوم بموقع إحدى المدارس يخصص زاوية خاصة لرحلات التلاميذ خارج البلاد مع الصور لهم ولذويهم، ولا أدري ما الرؤية التربوية التي تقف من خلف هذه الخطوة، فالمدرسة ككل مدرسة فيها مافيها من حالات اقتصادية صعبة، هي ليست مدرسة في شمال تل أبيب مثلا، والمعلمون أكثر الناس اطلاعا وعلما بالعائلات المستورة وعددها في كل مدرسة، فهل وضع طاقم المدرسة والإدارة نصب أعينهم مثل هؤلاء التلاميذ وكيف سيشعرون إزاء ما ينشر في هذه الزاوية، مما يتنافى مع زوايا أخرى وما يطرق من مواضيع التربية الاجتماعية… الآخر هو أنا، مفتاح القلب وما إلى ذلك من مواضيع تعلق على الجدران ولا تمت بصلة بما يحدث بين الجدران بداية بهذه الزاوية.
إذا كنا نرى أنفسنا مربين في الدرجة الأولى فحري بنا أن نحسب لكل خطوة ومبادرة قبل أن نسارع إلى تنفيذها فقد يكون ضررها أكثر من نفعها، وإلا فما هو دور المدرسة إن لم يكن التربية والدعم لكافة وارديها.
آمل أن تصل هذه الهمسة لطاقم المدرسة وإدارتها كما آمل أن يأخذوها برحابة صدر.