37% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19-23 من العرب في اسرائيل ( عرب الداخل ) ، لم يدمجوا في اُطر رسمية كالعمل او التعليم الاكاديمي ، ونسبة 52% منهم لا يجدون عمل او وظيفة، فيما نسبة البطالة عند النساء العربيات (44.4%، مقارنة مع 14.2% من اليهود ) .
كتبه : سليمان مصاروة
تشير الإحصائيات الى ان 37% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19-23 فلسطينيي الداخل ، لم يدمجوا في اُطر رسمية كالعمل او التعليم الاكاديمي ، ونسبة 52% منهم لا يجدون عمل او وظيفة، فيما نسبة البطالة عند النساء العربيات تقارب الـ 50% .
نسرين حداد حاج يحيى: “الشباب العرب يعيشون في واقع الفرص المحدودة”
هذه المعطيات ذكرتها طالبة الدكتوراة في جامعة تل-ابيب ومديرة مشاركة لبرنامج العلاقات العربية اليهودية بالمعهد الاسرائيلي للديموقراطية، الباحثة نسرين حداد-حاج يحيى من مدينة الطيبة، في حديث لها يوم اول امس الثلاثاء، عبر الموقع الاقتصادي العبري “ذا مراكر”، عن دراسة اجراها مركز الابحاث التطبيقي في معهد الديمقراطية في القدس، والتي ستصدر في الأسابيع المقبلة بشكل كامل ومفصل .
وذكرت الباحثة نسرين ان مصطلح “NEET” وهو اختصار لـ : Not in Education, Employment, or Training، الذي ظهر لأول مرة في بريطانيا في أواخر سنوات الثمانين ، وما زال مستخدما في وقتنا الحاضر لوصف الناس الغير متواجدين في إطار عمل أو تأهيل مهني أو تعليم اكاديمي .
نسرين حداد-حاج يحيى: قسم من الشباب قالوا ليس لدينا ما نعمل هنا لانهم يشعرون بانهم مواطنين من الدرجة الثانية
وقالت : البطالة قد تؤدي إلى الشعور بالعجز التام احياناً، كما وتأثر بشكل مباشر على المهارات الاجتماعية، ومنتجة لذلك ، ويصاحب الباطلين عن العمل بالاكتئاب المزمن بسبب الفقر وتزيد اتجاهاتهم صوب العنف والميول الى الجريمة. كما أنها قد تؤدي إلى زيادة الأعباء على خدمات الأسرة والمجتمع، مما يلحق الضرر بالتماسك الاجتماعي والنسيج العائلي”. مضيفة الى ان البطالة تضر بالنمو الاقتصادي وتؤدي إلى انخفاض في تحصيل الضرائب، وزيادة الإنفاق الحكومي على المعاشات التقاعدية كما وتضر في سوق العمل على المدى البعيد . وفقا للدراسة، نسبة البطالة العالية عند العرب تعود اسبابها لعدة امور، ابرزها عدم وجود الخصائص والادوات الموجودة عند غيرهم من سكان الدولة .
وذكرت حاج يحيى: “يبحث الشباب العرب عن العمل او التعليم غالبا بجيل صغير نسبة لأقرانهم اليهود ، فيندمج الشباب العرب في سوق العمل او التعليم العالي بعد التخرج من المدرسة الثانوية ، بمثل هذا الجيل لم يكتسب بعض هؤلاء الشباب ادوات لاتخاذ القرارات المصيرية في عملهم او تعليمهم بشكل سليم . لذلك ، ان نسبة 52% من الطلاب الجامعين يبدلون تخصصهم الجامعي بعد السنة الاولى من التعليم وان دل هذا انما يدل على عدم المهارة اللازمة في الاندماج في التعليم او العمل . ان اجتياز مقابلات العمل بنجاح تحتاج لتأهيل مهني ولغة عبرية سليمة وهذه الخاصية غير متوفرة عند بعض الشباب العرب .
وقالت حاج يحيى: وفقا لبيانات المكتب المركزي للإحصاء لعام 2015، من بين مجموع السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 في إسرائيل، و 20% لا دراسة ولا عمل. وزارة العمل مسؤولة أيضا اذ تفعل مراكز تشغيل ليست كافية لعلاج مشاكل السكان عموما، وفي كثير من الحالات لا توفر فرص العمل الجيدة للمرأة”.
كما تحث حاج يحيى: الدولة على الاستثمار في وسائل النقل العام وإنشاء مناطق صناعية بالقرب من المدن العربية. وهذا ينعكس على المجتمع العربي داخل البلاد، والاسباب عديدة جدا منها : انعدام الوعي الكافي في المجتمع العربي ، اضافة لعدم وجود مؤسسات كافية لدمج النساء العربيات في سوق العمل وهذه ليست الاسباب الوحيدة” .
وخلصت حاج يحيى: اصابع الاتهام تتجه ايضا للمجتمع العربي نفسه ، فهو ما زال الكثير من الازواج العرب يرفضون فكرة عمل المرأة او حتى اكمال دراستها ، يرفض البعض عمل الزوجات في اوقات المساء ، القليل من الازواج الذين يتقبلون فكرة عمل المرأة يفضلون ان تعمل كمدرسة لتهتم في شؤون اطفالها او اي عمل اخر لا يتعارض مع تربية الاطفال .
ومن الجدير ذكره أن البحث المذكور اعلاه، استمر ثلاث سنوات يتحدث عمليا على مرحلة الانتقال من المدرسة إلى حياة العمل أو التعليم، وهذه القضية تشغل العالم الغربي في السنوات الأخيرة، وفي اسرائيل لم يتم التطرق للحديث عنها لأنه في هذه المرحلة الأغلبية اليهودية ليسوا كالشباب والصبايا العرب ينهون المدرسة بجيل ال18 عاما يبدأون بمرحلة الانتقال من المدرسة إلى حياة العمل أو التعليم.