موجة الحرائق والجماهير العربية ، بقلم: د. حسام عازم
تمر العلاقات العربية اليهودية في بلدنا في فترة عصيبة جداً ومعقدة للغاية في ظل اكثر الحكومات تطرفاً في تاريخ اسرائيل .
فترة وضعت فيها حكومة الاشرار ومن يقف على رأسها، على سلم اولوياتها ، تصعيد سياسة التحريض الارعن على جماهيرنا وتعميق التميز العنصري .
ان موجة الحرائق في الايام الاخيرة لم تحرق فقط الأشجار والأعشاب والبيوت ، وإنما ايضاً حرقت القناع عن الوجه الحقيقي لحكومات اسرائيل ، حيث التحريض والاتهامات على الجماهير العربية وصلت لذروتها ، اتهامات بعيدة عن الواقع وتحريضات فاشية .
فكان رد الجماهير العربية وقياداتها واعياً مسؤولاً وشجاعًا .
حيث أعرب ابناء شعبنا رفضهم كل هذه الاتهامات والتحريضات وأعطوا مثلاً بالاخلاق الانسانية ، حيث مدوا يد العون لكل متضرر بغض النظر عن انتماءه القومي والديني ،
تألم شعبنا على كل إنسان أصيب وكل بيت وشجرة وزهرة حرقت وعلى كل حيوان أصيب وهلع .
تصرف شعبنا باخلاق إنسانية .
وقامت قيادتنا برفع صوت الجماهير الاخلاقي
ووقفت بوجه سياسة التحريض بشكل مشرف .
ولا بد لي من ذكر رئيس القائمة المشتركة ، عضو الكنسيت أيمن عودة الذي قام بدور القائد المسؤول ومثل الجماهير العربية امام كل وسائل الاعلام الإسرائيلية بشكل مشرف ، مهني ، وطني وانساني وغيره من اعضاء الكنسيت من القائمة المشتركة قاموا بواجبهم على أحسن حال .
شعبنا وقيادته يستحقون وسام شرفٍ وتقدير واحترام على وقفتهم في الايام الاخيرة .
وبحقٍ وفخرٍ واعتزاز نعيد ونقول نحن لم ننكر ولا يمكن أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق : إننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني. لم نتنازل ولا يمكن أن نتنازل عن حق هذا الشعب في تقرير مصيره وفي الحرية والاستقلال على ترابه الوطني .
نحن اقلية قومية لها موقعها وواقعها المتميز. ليس أقلية تستجدي حقوقها، بل أقلية قومية تناضل من أجل نيلها، وتبني أطر وحدتها الكفاحية لتحقيق ذلك، ترفض التنازل عن مطلب المساواة في حقوقها القومية والمدنية، وترفض الانتقاص من شرعية مواطنتها الكاملة، في دولة قامت في وطنها عنوة.
ولكنها بالمقابل أقلية قومية تصر على إلقاء وزنها من موقعها داخل اسرائيل، ومن قلب مواطنتها المشتقة من انتمائها لوطنها.
ليست أقلية قومية تنتظر الفرج من الخارج وتنتظر حدوث التغيير بالركون إلى الغيبيات ونشر الأوهام، بل أقلية قومية منظمة، تعرف كيف تلقي بثقلها من أجل إحداث التغيير. وتعرف تعقيدات الساحة التي تناضل عليها، وتعرف أن النضال من أجل حقوقها القومية والمدنية، ليس منفصلا عن النضال من أجل الديمقراطية وضد التدهور الفاشي في إسرائيل، وأن المعركة على المساواة وعلى الديمقراطية، ليست مفصولة عن المعركة على حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والإسرائيلي العربي حلا عادلا.