منذ ان خلق الله قلنسوة خلق في وسطها وادي الاسكندر، وقد عرفت المدينة واهلها الكثير من المآسي بسب هذا الواد وما كان يسببه من فيضانات، كون قلنسوة منطقة منخفضة محاطة بالجبال والاماكن المرتفعة كالطيبة والطيرة ولاحقا مستوطنة كوخاف يائير وحتى جبال الضفة وصولا الى جبل النار “نابلس”
تقرير وتصوير: صائب ناطور
قامت البلدية في عهد رئيسها السابق يوسف تكروري بحل مشكلة الفياضانات بشكل شبه تام اذ قامت بتجريف وتوسيع الواد وصب ارضيته وجدرانه بالاسمنت المسلح, حيث مهما بلغت حدة وشدة الامطار فلن يمتلأ واد الاسكندر ولن يفيض، الا انه في الاونة الاخيرة برزت وللدقة ازدادت حدة مشكلة عويصة تعيق جريان مياه الامطار فيه وتؤدي لتكاثر البعوض والجرذان والفئران وباقي القوارض والحيوانات الغريبة الضارة الاخرى.
هذه المشكلة هي ان بعض المواطنين غير المسؤولين يقومون بالقاء النفايات والقاذورات ومخلفات البناء داخل هذا الواد، والبعض الاخر يقوم بربط شبكة مياه الصرف الصحي بالانابيب والعبارات المؤدية اليه، الامر الذي يفاقم المشكلة، ولقد قامت بلدية قلنسوة بتنظيف هذه القاذورات قبل فترة قصيرا وبالتحديد قبل بداية موسم الشتاء.
وقد قمنا بلقاء رئيس البلدية عبد الباسط سلامه طالبين ان يدلي بدلوه حول الموضوع، حيث قال: لقد قامت البلدية بتنظيف واد الاسكندر عن طريق توظيف ميزانية تستحقها قلنسوة من وزارة حماية البيئة، الامر الذي منعنا من استخدامها لامور اخرى، وذلك اثر رفض سلطة وادي الاسكندر القيام بتنظيفه وتجريفه بادعاء ان واجبها القيام بذلك عندما يكون السبب او المسبب الطبيعة وليس المواطنون.
واجاب عن سؤالنا حول جريان مياه الصرف الصحي في الواد:
نقوم عادة بوضع سواتر ترابية في بداية الواد في قلنسوة من اجل منع مجاري الطيبة والطيرة وكوخاب يائير والمنطقة من الجريان في الواد، لقد قمنا بازالة هذه السواتر قبيل هطول الامطار من اجل تسهيل سريان مياه الامطار فيه وبعد هطول الامطار فان مياهها تجري فيه بانسياب وبدون مشاكل.
واضاف :ان هناك بعض المواطنين يتصرفون بعدم مسؤولية ويقومون بربط شبكات مياه الصرف الصحي (المجاري) من بيوتهم الى الانابيب التي تصب في الواد، اتوجه لهؤلاء قائلا ان هنالك شبكة صرف صحي في قلنسوة تعمل بشكل فعال وممتاز ولا حاجة هنالك لربط المياه العادمة بالانابيب المؤدية للواد، سنقوم بمخالفة كل من يقوم بذلك بمخالفات طائلة.
وختاما يوجه رئيس البلدية كلمته لاهال قلنسوة:
اناشد سكان قلنسوة الكرام بالمحافظة على البيئة والنظافة بشكل عام وعلى نظافة الواد المتاخم لبيوتهم بشكل خاص وذلك من اجل الحفاظ على صحتهم وصحة ابنائهم والمواطنين عامة اذ عانى جيران الواد وكل المواطنين من النفايات والاوساخ التي تراكمت فيه والتي ادت لتكاثر البعوض والحشرات والفئران والجرذان والقوارض المختلفة ناهيك عن الروائح المنبعثة منه ومن النباتات والمياه الراكدة التي ملأته.
واضاف سلامه :لا حاجة لالقاء النفايات الى داخل الواد فهنالك سيارات جمع القمامة والجرافات البلدية وكل المعدات والاليات التي توظفها البلدية من اجل جمع القمامة، لقد بلغ حجم النفايات والقاذورات التي قامت البلدية بازالتها من واد الاسكندر ما يربو على المائة طن من النفايات والنباتات وغيرها من المواد الصلبة.
تظهر في الصور حال الواد قبل التنظيف وبعده ونأمل الا تعود الحالة الآولى قريبا بل ومستقبلا بالمرة كي لا يعاني المواطن القلنسي من كل هذه المشاكل ولئلا يكون الجواب على عنوان التقري ” حتامَ”: حتى المرة القريبة القادمة ونامل الا تات هذه المرة ويبق الواد مجرًى لمياه الامطار وليس مرتعا للاوساخ.
وكي لا يضطر وادي الاسكندر لانشاد الابيات التالية مناشدا الاهل الحفاظ على نظافته:
فليفهم الناس فليفهم البشر
ان المياه تجري اسهل ان لم يك قذر
مهما نزلت من الامطار نستوعبها
تجري المياه بما شاء القدر
فلم القاذورات في الواد نلقيها
اللقاذورات خلق الواد والنهر
حافظوا على نظافة بيئتكم
فواد نظيف من قذر خير
فليبق كما نرى بعد تنظيفه
ولا غابة اوساخ كما تظهر الصور
الا يكفينا رائحة المزابل الخانقة
التي يعاني منها البشر والشجر والحجر
وطغت رائحتها على هوائنا
بعد ان انتهى شذى القرنفل والعطر
فلتنساب المياه بالواد سلسة
كلما اشتد الشتاء وازداد المطر
رحم الله امرىء عرف قدر نفسه
ويمنح لكل نفس قدرها القدر